news-details

لكل حزب صهيوني جديد رقصة عنصرية

كما عودنا دهاقنة السياسة وجنرالات الاحتلال مع عشية كل دورة من دورات انتخابات الكنيست يحاول عدد من هؤلاء تسويق نفسه داخل الساحات السياسية، الخطوة الأولى التي تلي خلع الزي العسكري وارتداء أزياء الملاحين لقيادة أية حركة سياسية أو حزب من الأحزاب.

هذه الأحزاب تظهر في مواسم الانتخابات كما يظهر الفطر في موسم الشتاء، منها ما يكتب له النجاح ويكون اندفاعه قويا حتى يظهر بديل له، ومنها ما تنطفئ شعلته بسرعة ويختفي من الساحة السياسية، كلنا نذكر حركة أو حزب "رافي" الذي الفه بن غوريون في سنوات الستين، بعد أن انشق عن حزب "مباي" وحركة "غيشر" التي قادها دفيد ليفي، بعد أن انشق عن حزب الليكود.

هناك حركات وأحزاب سياسية شهدتها الساحة الانتخابية في اسرائيل قد تراجعت، أو اختفت مثل حركة "شيلي" بقيادة اوري افنيري ومعه عدد من زعماء اليسار الصهيوني، و"حزب الخضر" وحزب "كاديما" الذي اقامه ارئيل شارون. وحركة تامي وحزب يدين وغيرها.

ان الفكر الاساسي لجميع هذه الاحزاب والحركات، هو فكر صهيوني متشدد، يتخذ من ذريعة أمن الدولة قناعًا يبرر تطرفه وتشدده، غالبية هذه الأحزاب التي اندثرت والأحزاب القائمة جردت نفسها ونهجها من أي مشروع جدي وحقيقي للسلام، كما أن الفكر الذي يعتمده قادة هذه الاحزاب  جردت نفسها ونهجها من اي مشروع جدي وحقيقي للسلام، كما أن الفكر الذي يعتمده قادة هذه الأحزاب هو معاداة العرب ورفض السلام العادل وعدم الاعتراف بحق الشعب الفلسطيني بأن يقرر ويحدد مصيره، واقامة دولته فوق تراب وطنه، هذا هو المناخ السياسي الحزبي في اسرائيل منذ قيامها حتى اليوم، اللافت للنظر ان المد اليميني المتطرف يزداد داخل هذه الاحزاب والحركات، فهي تتنافس بين بعضها البعض،على المزيد من العداوة للشعب الفلسطيني، لم يظهر حتى الآن "ديغول" اسرائيلي يملك الصراحة والجرأة ويعترف بحق الشعب الفلسطيني ، رغم ان قيادة الشعب الفلسطيني اعترفت بوجود اسرائيل عام 1988، كما اعترف بها العديد من الدول العربية، لكن هذا لم يشبع غرائز الاطماع الصهيونية.

في دورة الانتخابات القريبة، التي ستجري في التاسع من شهر نيسان القادم، ظهر أكثر من فطر سياسي جديد كما هو متبع، ولكن أكثر من لفت انظار المراقبين ووسائل الاعلام، قرار الجنرال بيني غانتس أحد رؤساء أركان جيش الاحتلال السابقين، لقد هلل له الاعلام الصهيوني واعتبره من أقوى المعارضين لرئيس الوزراء نتنياهو، وبتقديري ان أسباب الخلافات بين نتنياهو وغانتس ليست ايديولوجية  بل خلافات شخصية، تعود إلى رفض نتنياهو تعيين غانتس وزيرًا للدفاع، بعد طرد "يعلون" هذا مما  دفع "غانتس" الى العزم على اقامة حزب جديد، لعله ينهب أكبر عدد من الأصوات من حزب الليكود.

وقبل أن يلتقط غانتس انفاسه، سارع نتنياهو وأعوانه لاتهامه بأنه فشل في ادارة العدوان الذي شنته اسرائيل على قطاع غزة عام 2014 كونه رئيسًا للاركان، لم يكن رد هذا الجنرال السفاح موضوعيًا عقلانيًا، لأنه جزء من آلة القتل والقمع الاسرائيلية ضد الشعب الفلسطيني وضد محور المقاومة.

كان رده على اتهامهم باستعراض عضلاته، وبقيامه بعرض جرائمه التي ارتكبها ضد الفلسطينيين في قطاع غزة، خلال العدوان الأخير قام بذلك لاقناع الناخب اليهودي بأنه أكثر الجنرالات في اسرائيل اجرامًا، ادعى ان ما ارتكبه من جرائم فاق في صورته وبشاعته سياسة تكسير العظام في عهد رابين، وسياسة هدم المخيمات في عهد شارون.

هذه حقيقة المدرسة والتربية العسكرية التي يتخرج منها الجنود الاسرائيليون، من أمثال قاتل الشاب الفلسطيني الجندي "أزاريا" وقتلة الشهيدة عائشة الرابي، وغيرهم.

لقد عكس رد غانتس على اتهامات نتنياهو وأعوانه، حقيقة وتفكير هذا السفاح الذي سيصبح زعيما سياسيًا جديدًا. لم يطرح في رده خيارات أو برامج اصلاحية تنموية أمام الناخب، لم يطرح فكرًا انسانيًا يدعو للسلام ووضع حد لسفك الدماء، بل اختار الجانب المظلم والشرير في عقليته.

يقول المثل الشعبي "كل جديد وله رقصة" لكن الجنرال "غانتس" أصر على الرقص فوق دماء وجماجم ضحايا عدوانه  على غزة عام 2014، ان موقفه هذا متوارث ومكمل لقادة الاحزاب الجديدة التي ظهرت قبله، جميعهم استعاروا بلغة التهديد للعرب، ووعدوا بأن احزابهم لن تتراجع عن سياسة البطش بالعرب واستمرار الاحتلال.

عندما ظهر لبيد رئيس حزب عتيد، قال عن نفسه، أنا صقر مهمته الاساسية المحافظة على أمن اسرائيل وحماية الاحتلال وسارع الى الاعلان بأنه  لم يتفاوض مع أعضاء الكنيست العرب، حتى شيلي يحيموفتش حاولت الظهور بمظهر الصقور عندما تم انتخابها رئيسة لحزب العمل، صرحت مباشرة، أنا لا ارفض الاستيطان لأنه اكبر ضمانات الامن لاسرائيل، هي عبرت عن ذات حزبها، حزب العمل الذي وضع نواة الاستيطان في الأراضي الفلسطينية المحتلة.

اما رئيس حزب العمل الجديد "آفي جباي" فقد سارع للاعلان بعد انتخابه متجاوزًا قطار اليمين الفاشي في اسرائيل، قال : لم أطلب في يوم من الأيام وقف الاستيطان بعد ان أصبح رئيسًا للوزراء، وقد انضم الى جوقات الليكود وقوى اليمين الأخرى باعتباره كلمة سلام شتيمة.

كل هذه المواقف والتصريحات التي نسبت لكل الذين ذكروا لم ترض ولم تشبع غريزة الجنرال غانتس، فقد حاول ان يثبت للناخب في اسرائيل بأنه أكثر تطرفًا وفاشية من كل الزعماء الاسرائيليين، محاولًا اثبات ذلك عمليًا وليس لفظيًا، ففي برنامج حزبه عبر عن رفضه للأساليب والخطوات التي قام بها عدد من الساسة في اسرائيل، عرض صورة لاسحاق رابين برفقة الملك حسين، وعرض صورة نتنياهو وهو بصحبة عرفات، لقد اعتبر ان هذه الخطوات كانت استسلامية من قبل القادة والزعماء في اسرائيل، وعندما التقى بالعديد من الشخصيات العربية الدرزية، وعدهم بأنه سوف يدخل بعض التغيرات على قانون القومية العنصري.

بعد ذلك أراد أن يعبر عن بطولاته القومية في خدمة الأمن في البلاد، فعرض الكثير من المناظر البشعة الاجرامية التي أمر بممارستها أثناء العدوان الأخير على غزة  بهذا كشف من جديد عن سفكه لدماء الابرياء الفلسطينيين في غزة، عاد وفتح جراح الفلسطينيين من جديد قبل ان تلتئم، تفاخر بأنه المسؤول عن تدمير حوالي ستة آلاف هدف اقتصادي ومعماري في غزة، سال لعاب غريزته الوحشية عندما قال بأنه اعاد قطاع غزة الى عهد العصور الحجرية، ان النازيين والفاشيين الذين دمروا أوروبا لم يستخدموا مثل هذه التعابير.

لم يخجل من عدد الضحايا الفلسطينيين الذين قتلوا نتيجة العدوان 1590 ضحية من بينهم 600 طفل،  حول حزبه الى ساحة مليئة بالجماجم ضحايا الحرب المذكورة لم يهمه التقارير التي اصدرتها منظمة الدفاع عن حقوق الانسان بان ما ارتكب في غزة جرائم حرب وانه هو المسؤول عنها وكان من المفروض ان يقدم للمحاكمة من قبل محاكم دولية لأن الجرائم التي ارتكبها لم تختلف عن جرائم الصرب في البوسنة وكثير من هؤلاء نالوا جزاءهم في المحاكم الدولية

هذا هو غانتس الذي سيصبح احد اعضاء الفريق السياسي الذي سيحكم اسرائيل واكثر ما نخشاه هو  ان ينضم الى حزبه الفاشي الجديد عدد من المواطنين العرب من امثال ايوب القرا وغيره.

أخبار ذات صلة

إضافة تعقيب