news-details

حدائق السلام


مدارسنا يجب أن تكون حدائق سلام.. حدائق لا مكان فيها للاشواك.. اغراسها ابدا خضراء يانعة.. معلموها خبراء في البستنة الاجتماعية.. يعملون على اجتثاث كل ما يأتيها بالجفاف واليباب.

ثقافة السِلم والسلام تولد وتترعرع في مدارسنا وبيوتنا. اكتب هذا الكلام ليعمل بهدْيه الاخوة والاخوات المعلمون والمعلمات.. كلام اخرجه من ملفي التربوي في المدارس والكليات كمربّ امتهن التدريس ما يزيد على العقود الاربعة.

جميل ان يصطف طلابنا صباحا قبل الدخول الى الصفوف ففي هذا تربية على النظام ولكنه نظام يمسي مبتورا مشوها عندما نقف على اعتاب ثقافة "وحدة الصف".. ووحدة الصف تعني تحلقا حول قيم السِلم والسلام والحب والوئام بين افراد المجتمع الواحد. هنالك وقائع تبعدنا عن واقع الوحدة الملوثة بفيروسات التشرذم والانقسام.

لننظر الى جلوس الطلاب في الصفوف لنجد المسلم جالسا بجانب المسلم والمسيحي بجانب المسيحي والدرزي بجانب الدرزي.. والمشهد نفسه يتكرر عندما نخرج الى الساحات حيث نشاهد حلقات او تجمعات طائفية بامتياز!!

هذه الوقائع اليوميّة تشوه صورة واقعنا فسيف الطائفية والمذهبية ابدا مسلّط بنصاله على رقابنا. اعتمار الطائفية والمذهبية يبعدنا عن وحدة الصف التي تعني عناقا واعتناقا لخير مجتمعاتنا في كل مكان.

اصطفى الله عز وجل معلمينا ليكونوا رسلا كما قال أمير الشعراء طيب الله ثراه.

لا اطالب معلمينا باجتراح المعجزات بل اذكّرهم وأذكّر طلابهم بان نبذ العنف والانقسام لن يستوطن اذهاننا ومسالكنا الا بنبذ الخطاب الطائفي بكل ظلامه وكل سواده وسوءاته.

 

 

أخبار ذات صلة