news-details

زعاترة: الخمول وعدم المشاركة يصبّان في خدمة نتنياهو

 

استضاف فرع الشبيبة الشيوعية في شفاعمرو يوم الجمعة (1 آذار) الفائت الرفيق رجا زعاترة، سكرتير منطقة حيفا للحزب الشيوعي ورئيس الطاقم الإعلامي لـ "الجبهة"، في لقاء حول انتخابات الكنيست وأهمية المشاركة السياسية، افتتحه سكرتير الشبيبة الرفيق الياس صليبا.

افتتح زعاترة مداخلته بضرورة التشديد على الفارق بين "عدم المشاركة" وبين "المقاطعة"، من حيث النطاق ومن حيث الدوافع. واعتبر أنّ المقاطعة الأيديلوجية موقف سياسي نختلف معه ولكن نحترمه طالما أنه يتسق والنهج السياسي العام للمقاطعين ولدعاة المقاطعة، بخلاف "المقاطعة الانتقائية" التي لا ترى غضاضة في خوض انتخابات السلطات المحلية، التابعة لوزارة الداخلية الإسرائيلية، أو في الانخراط في الدولة ومؤسساتها ومرافقها ونقاباتها، ثم التعفّف عن انتخابات الكنيست دون سواها!

ولفت إلى أنّ محك المشاركة و/أو الانخراط في جسم تابع للدولة هو السياق السياسي لهذه المشاركة: هل أنت في حالة اشتباك ونضال ومواجهة ضد سياسات التمييز والاستغلال ومن أجل تحصيل الحقوق – كما هو سياق التمثيل البرلماني والنقابي والمحلي والطلابي وغيره – أم في حالة تماه وخدمة لهذه السياسات؟ هل أنت في حالة مواجهة مع العنصرية أم أنك في حالة "تبييض" للعنصرية؟ ومن هنا الفرز الجوهري بين المشاركة في انتخابات الكنيست – أو تلقي خدمات من صناديق المرضى أو العضوية في نقابة المحامين والعمل في جهاز التعليم الرسمي إلخ - وبين الانخراط في الجيش أو في أذرع "الأمن" أو في أجهزة الدعاية الإسرائيلية.

وقال إنّ جميع الحركات السياسية المنافسة للحزب الشيوعي والجبهة في الشارع العربي قد اختارت، في مراحل مختلفة، أن تسعى للتمثّل البرلماني، منذ "حركة الأرض" في الستينيات ثم "القائمة التقدمية للسلام" في الثمانينيات وحتى "التجمع الوطني الديمقراطي" الذي خاض الانتخابات لأول مرة عام 1996 حين كانت "حركة أبناء البلد" جزءًا منه. كما أنّ شخصيات بارزة سعت للترشح للكنيست حتى بعد الانشقاق عن "التجمع".

واعتبر زعاترة أنّ ثقافة النجومية أو التعاطي مع السياسة بمفاهيم استهلاكية هي معضلة حقيقية يتوجب مواجهتها، وللكن ليس من خلال الاستغناء عن الآلية البرلمانية، بل من خلال تعميق مفهوم كون التمثيل البرلماني واحدًا من ساحات العمل والنضال ضمن مشروع شاملن وليس كقمة العمل السياسي. ومن خلال تعميق مفهوم الحزب الذي لديه نواب ونقابيون وقادة شعبيون وميدانيون ومشروع ثقافي واجتماعي، وليس نواب لديهم حزب.

وأضاف أنّ البعض يتحدث عن "إعادة بناء لجنة المتابعة العليا" كبديل للتمثيل البرلماني. ولا شك أنّ المطلوب هو تطوير عمل وأداء لجنة المتابعة العليا كسقف وحدوي نضالي للجماهير العربية، ولكن ليس بهدف الانعزال الطوعي، أو بهدف الارتماء في أخضان عواصم خليجية عميلة تحت ستار الدعم المالي. والمفارقة هي أنّ أكثر من ينظّر لإعادة البناء غالبًا ما يكون الكثر تقصيرًا في تحمّل مسؤولياته في لجنة المتابعة، سواءً أكان ذلك على صعيد النشاطات الجارية أو الملفات العينية التي يتولاها.

وأكد زعاترة أنّ حملة نتنياهو تركّز على نزع شرعية وزننا السياسي، وجوابنا يجب أن يكون تكثيف هذا الوزن الذي قد يكون بيضة القبان بين عودة نتنياهو للحكم وإزاحته عنه، وليس الخمول وعدم المشاركة.

أخبار ذات صلة