news-details

بتسيلم: موجة هجمات المستوطنين الحالية تحدث بتشجيع من حكومة الاحتلال


قال تقرير جديد لمركز بتسيلم الإسرائيلي، إن موجة هجمات المستوطنين الإرهابية على الفلسطينيين في الضفة الغربية المحتلة، ترتكب بتشجيع ودعم من حكومة الاحتلال وجيشها، وهذا ما أثبتته سلسلة تقارير ميدانية موثقة.
وقال بتسيلم في تقريره، إنه منذ زمن طويل أضحى عُنف المستوطنين روتينا جاريا في أنحاء الضفة الغربية ولكن وفاة الفتى أهوفيا سنداك (16 عاما) خلال مطاردة بوليسية قرب مستوطنة "كوخاف هشاحر" في 21.12.20 جلب ارتفاعا كبيرا في عدد الهجمات العنيفة التي شنها المستوطنون في شتى أرجاء الضفة الغربية.
خلال خمسة أسابيع - من 21.12.20 إلى 24.1.21 - وثق باحثو بتسيلم الميدانيون 49 هجوما عنيفا شنه مستوطنون (لا يشمل خروجهم في مسيرات وإغلاق شوارع دون رشق حجارة) في 28 من هذه الحالات حدث اعتداء جسدي: خلال 19 عملية رشق حجارة نحو سيارات مارة، و3 خلال إطلاق نار و6 خلال هجمات من نوع آخر. في بقية الحالات وثق بتسيلم اعتداءات مستوطنين على منازل فلسطينيين ومحاصيلهم الزراعية وممتلكات أخرى. أصيب خلال هذه الاعتداء 15 فلسطينيا جراء رشق حجارة بضمنهم أربعة أطفال.
في 21.12.20 شن المستوطنون هجميتن بلغت شدة عالعنف فيهما درجة أخطر: الأول حدث في منطقة القنوب في محافظة الخليل حيث أفلتوا كلابهم على راعيين. واعتدوا جسديا على أحدهما ثم طردوهما مع قطيعهما من المرعى. عندما عاد الراعيان إلى منزلهما لاحقهما المستوطنون ودهس أحدهم بتراكتورونه صبحي واستمر يدهسه وهو مغمى عليه. 
أما الهجوم الثاني فقد حدث في مستوطنة "بات عاين" في محافظة بيت لحم حيث هاجم المستوطنون سائق شركة باصات "إيجد" الإسرائيلية بالحجارة والغاز المسيل للدموع.
ما لا يقل عن 26 من الاعتدءات التي وثقها بتسيلم منذ وفاة المستوطن سنداك حدثت بحضور عناصر جيش الاحتلال، وعوضا عن وقف الاعتداءات هاجم عناصر الأمن في خمسة منها الأهالي الفلسطينيين، وأطلقوا عليهم الرصاص المعدني المغلف بالمطاط أو الغاز المسيل للدموع وتسببوا بجروح لاثنين منهم؛ وفي الاعتداءات الـ 21 الأخرى امتنع العناصر عن التدخل بما يكفي لوقف الاعتداء. فيما يلي بعض الأمثلة:
-في 11.1.21 اقتحم مستوطنون أراضي فلسطينية في عقربا وأخذوا يفلحونها فاعتقل الجنود وعناصر الشرطة أحد أصحاب الأرض، رعد بني فضل، أبقوه في المعتقل طوال أسبوعين ثم أخلوا سبيله مقابل إيداع كفالة مالية.
في 13.1.21 هاجم مستوطنون سيارة في منطقة ترمسعيا واستخدم جنود الغاز المسيل للدموع لتفريق الأهالي الذين هرعوا إلى المكان. بعد أن فر الأهالي تاركين خلفهم سيارتين أحرقهما المستوطنون بوجود الجنود.
ومن هجمات رشق الحجارة التي شنها مستوطنون بوجود جنود: قرب حاجز الـDCO  في 30.12.20؛ وفي روابي في 4.1.21؛ قرب مستوطنة "يتسهار" في 7.1.21. في 21.12.20 تواجدت قوات الاحتلال حين رشق مستوطنون حجارة على شارع 60 في منطقة بيت عنون؛ وكذلك الأمر في 22.12.20 قرب مفترق مستوطنة "أريئيل". في أي من هذه الأحداث لم يتدخل الجنود لوقف الاعتداءات أو لمساعدة الفلسطينيين المعتدى عليهم.
خلال الأشهر الستة الأخيرة، من 1.7.20 إلى 20.12.20 - وثق بتسيلم 108 اعتداءات شنها مستوطنون موزعة كالتالي:  من 1.12 ولغاية 20.12،  17 اعتداء؛ في تشرين الثاني 20 اعتداء؛ في تشرين الأول 41 اعتداء، في أيلول 10؛ في آب 13؛ وفي تموز 7 اعتداءات.
وقد سُجل في تلال جنوب الخليل ارتفاع في اعتداءات المستوطنين حتى قبل وفاة المستوطن سنداك. من 1.12.20 إلى 24.1.21 وثق بتسيلم في هذه المنطقة 12 حادثة اعتداءات. في 9 من الحالات اقتحم مستوطنون تجمعات فلسطينية في ساعات الليل - في أحد الاقتحامات أطلقوا الرصاص وفي خمسة منها اعتدوا جسديا على الأهالي. لأجل المقارنة: خلال شهر تشرين الثاني لم تسجل أحداث عُنف مستوطنين، خلال تشرين الأول سُجلت حادثة واحدة، في أيلول حادثة واحدة، وفي آب ثلاثة.
عُنف المستوطنين تجاه الفلسطينيين أضحى منذ زمن طويل جزءا من روتين الاحتلال ومن هنا فالقول أن وفاة المستوطن أهوفيا سنداك هي الحدث الذي أثار هذه الموجة من العُنف لا يمت إلى الواقع بصِلة. علاوة على ذلك، يمارس المستوطنون عُنفهم منذ سنين بدعم تام من الدولة إذ هي لا تحرك ساكنا لمنع الاعتداءات قبل وقوعها ولا تحاسب المتورطين فيها بعد وقوعها، كما تُرسل قوات أمن توفر للمعتدين خدمات الحماية والحراسة وتغض الطرْف عن الجرائم التي يرتكبونها أمام أنظارهم. يمكن القول أن الدولة تضطهد الفلسطينيين وتقمعهم بالعُنف المخصخص وتجني ثمار ذلك: وسائل معيشة الفلسطينيين وأرزاقهم تُنقل لأيدي اليهود وهؤلاء يستولون على الأراضي ويتصرفون فيها كأنها لهُم. هكذا بالضبط يبدو نظام التفوق اليهودي.

أخبار ذات صلة