news-details

تطوّرات في التحقيق حول مقتل تاكِه

رغم الغضب الشديد، تحاول الشرطة على ما يبدو تبرير فعلتها، اذ تحاول تبرأة ساحة الشرطي الذي أطلق النار على تاكِه، بالقول إنه لم يطلق النار عليه مباشرة. بحيث يتبيّن من مستجدات التحقيق بحادثة مقتل سلومون تاكِه، أن الشرطي يدعي أنه لم يكن يهدف لاطلاق النار على تاكِه مباشرة بل حاول تفادي اطلاق النار عليه، وأطلق النار على الأرض، ولكن كما يستشف من التحقيق فإن شظايا من هذا العيار الناري ارتدت لتستقر في صدر الشاب القتيل.

في الأيام الماضية، ادعت الشرطة أن الشرطي الذي أطلق النار على الشاب، كان يدافع عن نفسه، عمليًا، وأنه شعر بالتهديد والخطر من ثلاثة شبان من أصول اثيوبية رشقوه بالحجارة. ولكن الصورة تبدو مختلفة بعض الشي.  

حسب رواية الشرطة، فقد كان الشرطي شاهد ثلاثة شبان بينهم اثنين من ذوي الأصول الاثيوبية يقومون بالاعتداء بالضرب المبرح على شاب يبلغ من العمر 13 عامًا، بينما كان يتجول مع زوجته وأولاده في الحديقة المجاورة لمنزله، وذلك بعد انتهاء ورديته كشرطي، فطالبهم بالكف عن ذلك، اذ اشتبه بأنهم يحاولون سرقة هاتف الشاب والنقود التي بجيبه. ولكن بعدما لم يردوا عليه، قال لهم انه شرطي، فباشروا بشتمه وتهديده. بعد انتهاء هذه الحادثة عاد الشرطي الى منزله، ولكن الشبان الثلاثة لحقوه الى هناك ليرشقوا الشرطي ومنزله بالحجارة. وآثر الشرطي الذي طلب تعزيزات من زملائه في سلك الشرطة، أن يطلق النار في الهواء كما هو يتطلب من رجل أمن، بحسبما يدعي "لأنه في وسط منطقة آهلة بالسكان".

وبينما يشير التحقيق الى أن الشرطي لم يطلق النار مباشرة تجاه الشاب القتيل، الا أن بعض الممارسات الشرطية تنذر بأنه تسرع بقراراته، فكان من الخبراء من شكك بأنه كان حقًا عرضة للخطر، وأنه كان بوسعه الانتظار لتصل تعزيزات شرطية بدلًا من استخدام سلاحه الشرطي "لترويع شبان الحارة".

وخشية على حياة الشرطي القاتل وعائلته قامت الشرطة بنقلهم جميعًا من منزلهم الى شقة سريّة تتبع للشرطة وفرضت حماية مشددة على كل منهم،يشمل أبناء الضابط الثلاثة. بينما ترجح الشرطة أنه سيكون من الصعب على الضابط المذكور أن يرجع للسكن في منزله بعدما قتل أحد أبناء حيّه.

الجيران يدحضون ادعاءات الشرطي

تفاجأ جيران الشاب سلومون من خبر مقتله بنيران شرطي، وقالت إحدى الجارات إنها كانت تقف على مقربة من المكان عند سماعها صوت العيار الناري، "سقط سلومون، ولم أكن أعتقد أن الشرطة أطلق النار عليه. ظننته أطلق النيران بالهواء للتحذير".

واذا كانت رواية الشرطي تقول إنه أطلق النار على الأرض وليس مباشرة على تاكِه، تقول الجارة التي كانت أول من وصل الى موقع الجريمة، إنها رأت الشاب ذو الأصول الاثيوبية صريعًا يفترش الأرض، بينما يقف الشرطي متسمرًا في مكانه فوقه. "سألته اذا طلب الاسعاف ورد بالايجاب، بدت عليه علامات التوتر عندما حدثني". وتابعت "سألته ما حدث؟ فقال: أطلقت النار عليه. سألته: لماذا؟ فقال: رشق عائلتي بالحجارة"!!

وأشارت الجارة الى أن الحي يعتبر حيًا راقيًا ولم يسبق أن شهد حادثة كهذه من قبل ما يثير قلق الجيران وسكان الحي. وطالب الجيران باقالة الشرطي القاتل من سلك الشرطة على الفور. فقال سامي بروخا – مدير مركز الشبيبة "بيت ياتسيف" حيث وقعت الحادثة إن الشباب في المركز يشعرون بغصة وألم كبيرين من هذه الحادثة، خصوصًا أن الشاب القتيل كان من الذين ارشدهم بنفسه ويعرف الشباب بالمركز جيدًا. بل وهاجم الحكومة بقوله "لا يعقل أنه في كل مرة يقتل طفل أثيوبي بنيران الشرطة هم يقبعون بالاعتقال المنزلي. يجب طردهم من الشرطة. فهذه هدية وليس عقابًا".

رواية مختلفة يرويها أصدقاء تاكهِ، اذ قال أحد الشبان الآخرين الضالعين في الحادثة، إن الشرطي أشهر سلاحه بوجهه واثنين من اصحابه، فما كان من اصحابه أن فروا هاربين، بينما ما إن طأطأ رأسه ليخرج ما في جيبه كما طالبه الشرطي حتى قام الأخير باطلاق النار مصيبًا الشاب القتيل بصدره.

أخبار ذات صلة