news-details

كوخافي يهدد إيران ويلمح لتقدم في المفاوضات مع حماس

ركّز رئيس أركان جيش الاحتلال الإسرائيلي، أفيف كوخافي، في خطاب له مساء أمس، على استعدادات جيشه لاحتمال نشوب مواجهة مع إيران، معتبرها أن المشكلة الأكبر لإسرائيل، وليس قطاع غزة، الذي ألمح الى وجود تقدم في المفاوضات مع حركة حماس، من أجل تهدئة طويلة الأمد، حسب ما تزعمه سلسلة طويلة من التقارير الإسرائيلية.

وجاء الخطاب في الندوة السنوية التي تعقد "لذكرى" رئيس أركان الحرب الأسبق أمنون ليبكين شاحك، وقال كوخافي، وفق تقرير لصحيفة "هآرتس"، "إن أحدا من أعداء اسرائيل لا يريد خوض حرب معها".

وقال المحلل العسكري في صحيفة "هآرتس" عاموس هارئيل، إن كوخافي، بصورة أكثر من رئيس الأركان السابق، غادي أيزينكوت، سُمِع وكأنه يتحدث عن أمر محتوم عندما قدّر ان الاحتكاك العسكري بين اسرائيل وإيران من المتوقع أن يزداد هذا العام، ومن شأنه في ظروف معينة ان يتدهور ليصل الى حرب.

وحسب هارئيل، يرى كوخافي "في إيران والجماعات التابعة لها التهديد الأساسي على اسرائيل. قطاع غزة في نظره هي ساحة ثانوية، والتي سيساعد التوصل الى تهدئة طويلة المدى فيها في التركيز على المشاكل مع إيران".

وقد ألمح كوخافي الى احتمال تعميق العلاقات مع دول الخليج، التي أسماها "الدول السنيّة". إضافة الى أنه أكد، حسب هارئيل، "بصورة استثنائية على العلاقات العسكرية الجيدة مع روسيا، ولكنه سارع ليضيف ان الذخر الاستراتيجي الرئيس لإسرائيل، الى جانب اذرع الأمن، هو الدعم التي تمنحه لها الولايات المتحدة. لقد أكثر كوخابي من ذكر عمليات هجومية للجيش الاسرائيلي، جزء منها سري، في كل الساحات وفي اماكن بعيدة عن حدود اسرائيل. خلال ذلك قال للمرة الأولى تقريبا وبصورة مباشرة ان اسرائيل تهاجم ارساليات إيرانية اثناء تهريبها عبر الأراضي العراقية. وقال ان اسرائيل لن تسمح باستمرار هذه الظاهرة".

ويقول هارئيل، "في هذا الشأن، اوضح كوخافي للمرة الاولى وعلنا، الرسالة التي يرسلها كبار ضباط هيئة الاركان العامة منذ خمسة اسابيع، منذ انتهاء التصعيد الأخير في القطاع (عملية حزام أسود). الجيش الاسرائيلي على قناعة بأن وجهة حماس هي نحو تهدئة طويلة، ويرى كوخافي وجود فرصة للتوصل الى اتفاق غير مباشر مع حماس. وقال رئيس الاركان "حماس تنظيم ارهابي، ولكنه منشغل في السنتين الاخيرتين بأمر واحد وهو تحسين الرفاه الاقتصادي للسكان". وأضاف "بالإمكان التوصل الى تحسن كبير في الوضع الأمني في غزة بمساعدة اعطاء تسهيلات. وهذه هي سياسة الحكومة – وانا اؤيدها". كوخابي وصف الفرصة كـ "هشة" وكـ "لحظة فريدة من نوعها"، أي، فترة زمنية قصيرة والتي حسب رأيه يجب استغلالها بسرعة وبنجاعة" حسب هارئيل.

ويقول كوخافي إنه "في حالة نشوب حرب، عليه ان ينتصر بنتيجة ساطعة، بحيث يخلق الردع الذي سيأتي في أعقابها فترة زمنية أطول حتى وقوع الحرب".

 

لحظة خاصة مع حماس

 

ويقول المحلل يوسي يهوشع، في مقال له في صحيفة "يديعوت أحرنوت"، "في قول واضح حول الوضع مع حماس، قال كوخافي في خطابه اننا نوجد في لحظة خاصة ينبغي استغلالها كي نتقدم في التسوية بين الطرفين، ولا سيما بعد تصفية كبير الجهاد الاسلامي بهاء ابو العطا الشهر الماضي. وكان ابو العطا والجهاد يعارضان التسوية وحاولا التخريب عليها من خلال إطلاق النار على إسرائيل".

وحسب يهوشع، أن "من أطلق الصاروخ في غزة أمس، فضلا عن رغبته في احراج نتنياهو بعملية مشابهة لإطلاق النار السابق نحو اجتماع رئيس الوزراء في اسدود في ايلول، كان يعرف عن التقدم في المفاوضات في التسوية، وكان قلقا منها. ورغم ذلك، بعد الرد المتوقع من الجيش الاسرائيلي، فان الاتصالات بين الطرفين ستتواصل لان هذه هي ارادة الطرفين في هذه اللحظة".

ويقول يهوشع، ان القرار الذي اتخذه كوخافي هو اعداد الجمهور للمخاطر، ولكن دون افزاعه. نعم الحديث عن التهديد، ولكن بحذر. ويعرف رئيس الاركان بان الحرب القادمة في لبنان لن تكون قصيرة مثلما قدروا قبله وكذا ايضا التوقع بالنسبة للمصابين. "لن تكون حرب بدون مصابين ولا اعد بحرب قصيرة. سنكون مطالبين بحصانة وطنية هي مضاعف ايجابي للجيش الاسرائيلي. في الحرب القادمة سنهاجم بشدة المجال المديني للعدو. وسنحذر السكان. وفور ذلك سنهاجم ايضا شبكات الوقود، الكهرباء والطرق في الدولة التي تستضيف وتشجع منظمة الارهاب التي في داخلها". في لبنان، يشرح رئيس الاركان، "حزب الله يحاول انتاج وجلب صواريخ دقيقة. نحن نبذل جهودا كبيرة الا نسمح لاعدائنا بالتزود بسلاح دقيق، نفعل هذا بشكل سري، علني وكذا بمخاطرة للمواجهة". وهو يلمح بشكل واضح كم بعيدا مستعدا هو لان يسير كي يحبط التهديد".

وأشار يهوشع، إلى أنه "للمرة الاولى يتناول رئيس الاركان العراق ايضا: "أسلحة متطورة تمر في العراق بشكل حر ونحن لا يمكننا أن نسمح بمثل هذا الامر ان يمر بلا معالجة".

 

أخبار ذات صلة