news-details

كلمة الاتحاد| صكوك غفران منصور عباس لنتنياهو

يواصل منصور عباس كشف أوراقه السياسية، وبات يصرّح حتى من دون أي حسابات للجمهور الواسع، واهما أن هذا النهج المفضوح في التملق لليمين الاستيطاني المتطرف، بزعامة بنيامين نتنياهو، سيزيد من أسهمه عند المؤسسة الحاكمة، وآخر هذه الفضائح، حينما ظهر في اجتماع بيتي، يبرئ فيه نتنياهو من جرائمه، ويلقي اللوم علينا كعرب، دون أن ترمش له عين.

ففي اجتماع انتخابي عقد قبل أيام، تم تسجيل منصور عباس، بشريط موثّق يقول ما يلي: "إحنا دائما العرب فش إشي أسهل علينا من أنه نتهم الآخرين، كل شيء عندنا مؤامرة، نتنياهو فكك المشتركة، نتنياهو قضى على القضية الفلسطينية، نتنياهو عمل كذا. يا عمي، اللي قضى على القضية الفلسطينية الانقسام الفلسطيني، اللي فكك القائمة المشتركة أعضاء القائمة المشتركة، بكفي نتهم غيرنا، هذا ضعف، يجب أن نتحمل المسؤولية".

هذا كلام خطير يأتي في السياق الإسرائيلي، وتحت الحكم الإسرائيلي، وفي ظل الانتخابات البرلمانية الإسرائيلية. ودوافع منصور عباس ليس إلا لتبرير استمرار علاقاته المصلحيّة مع أشرس اليمين الاستيطاني وزعيمه نتنياهو. لأن جوهر كلام منصور عباس ليس في باب النقد الداخلي، وإنما من باب شرعنة اقتحام نتنياهو لساحات جماهيرنا العربية.

كذلك فإن هذا كلام لا يحتاج لشرح، فهو يتبنى عمليا، نهج الحركة الصهيونية، لتبرئة ذاتها من جرائمها، وتذنيب الضحية، بمعنى اتهامنا نحن الشعب الفلسطيني، بما ارتكبته الصهيونية ضدنا. فذات يوم وقفت وزيرة حكومة إسرائيل غولدا مئير وقالت بما معناه، إنها غاضبة العرب لأنهم يجعلون جنود إسرائيل يطلقون النار على أولادهم ويقتلونهم.  

وسلسلة تصريحات عباس، التي تستعرضها "الاتحاد" في ملحقها الصادر اليوم الجمعة 26 شباط، يؤكد أن هذه ليست زلّة ولا زلّات لسان، بل هذا نهج مترسخ لدى منصور عباس وفريقه، دون تعميم على الجنوبية وقيادتها. ولكن عليه أن يعرف ما علمته تجارب التاريخ، بأنه يمكنه بنهجه الذي يغلفه بعباءات التحريض، وحتى التحريض الدموي من بعض مؤيديه في شبكات التواصل الاجتماعي، خداع بعض الناس لبعض الوقت، ولكن لا يمكنه أن يخدع كل الناس لكل الوقت.

 

"الاتحاد"  

أخبار ذات صلة