تقرير طارق نصّار
رغم "الكورونا" وتقييدات وزارة الصحة، أحيت الجبهة الطلابية ذكرى النكبة هذا العام بنشاطات رقمية على مدار أسبوع، تخلل الأسبوع نشاطات يومية غنية، افتتحت بعرض رقمي لمسرحية المتشائل ونقاش مفتوح مع الممثل القدير الرفيق محمد بكري، لتعرض بعدها محاضرة توعوية عن التوثيق الرقمي للنكبة، شارك فيها السيد عمر الغباري عن جمعية "ذاكرات"، والسيد شادي خليلية عن المركز العربي للتخطيط البديل.
وتابعت الجبهة الطلابيّة نشاطاتها بأمسية إضافيّة تخللت محاضرة بعنوان "حجم النكبة ومدلولاتها الرمزية والعينية" بمشاركة البروفيسور مصطفى كبها والرفيق عصام مخول الذي سرد طبيعة التحالفات الاقليميّة في النكبة والقوى المتآمرة على الشعب الفلسطيني ، ليختتم الأسبوع بالمراسيم التقليدية التي بدأت في جامعة تل أبيب قبل تسع سنوات ردًّا على قانون النكبة الجائر والفاشي.
ووفّر الأسبوع الطلابي منصّة مفتوحة للطلبة لعرض مناشيرهم وكتاباتهم الشخصيّة حول النكبة ومجرياتها وإسقاطاتها المستمرة بالإضافة إلى مقاطع مصورة عرضت كلها في يوم واحد ولاقت تفاعلًا منقطع النظير على منصات التواصل الاجتماعي ووصلت إلى عشرات الاف المتصفحين من طلبة وجمهور.
ورغم الظروف الصعبة التي يمر بها طلابنا شعبنا والعالم أجمع، وذلك بسبب التقييدات التي نمر بها نتيجة لانتشار وباء الكورونا، لاقت النشاطات عمومًا والمراسيم بشكل خاص تفاعلًا منقطع النظير من الطلاب الجامعيين وباقي شرائح شعبنا والقوى الديمقراطية اليهودية، اذ شارك المئات على مدار الأسبوع في النشاطات المختلفة.
وأكدت الجبهة الطلّابيّة أن هذه المشاركة والتفاعل إن دلّت على شيء "فهي تدلّ أولًا على حجم وأثر المأساة التي عاشها شعبنا في أعقاب النكبة، والذي ترك جرحًا غائرًا لم يزل يرافقه حتى الآن، وثانيًا على دور الطلاب الجامعيين وبالأخص الجبهة الطلابية في إحياء هذه الذكرى وترسيخها ليس فقط في نفوس وأذهان الطلاب الجامعيين، وانما أيضًا ترسيخها في نفوس واذهان باقي شرائح المجتمع، فحتى في أصعب الظروف أبت الجبهات الطلابية الا ان تواصل ما بدأته منذ تسع سنوات."
وأضافت الجبهة الطلابية "أكدنا ومن خلال النشاطات المختلفة، بأن لا الكبار يموتون ولا الصغار ينسون. فمن خلال النشاطات المختلفة في أسبوع النكبة، وبالأخص من خلال قصص التهجير التي عرضت على صفحات التواصل الاجتماعي، ورويت في المراسيم الختامية، شهدت بأن الجيل الثالث للنكبة متلاحم مع هويته، تاريخه وجذوره، خاصة وأن تلك القصص تأتي من وحي ما عايشه أجداد الطلاب ما يدحض الجزء الثاني من مقولة بن-غوريون بأن الصغار ينسون، وأما ما يدحض الجزء الأول من المقولة هو رواية هذه القصص على ألسن أحفاد "الكبار" ما يدل بأن الجيل الرابع للنكبة ما زال يحمل قصص أجداده في وجدانه ويعايشها وكأن "الكبار" ما زالوا بينهم وبيننا ليثبت فعلًا بأن الكبار لم يموتوا."
وأكدت الجبهات الطلابية ومن خلال نشاطات أسبوع النكبة، بأن إحياء ذكرى النكبة لا يأتي من باب البكاء على الأطلال، أو إحياء الذاكرة فقط، وإنما من باب الاصرار على انتزاع كامل حقوقنا الأساسية وعلى رأسها العودة، تقرير المصير والمساواة الحقيقية، والتي لا تنتزع الا بالاعتراف بالنكبة وبالغبن التاريخي الذي لم نزل نعايش أثره كأقلية فلسطينية في هذه البلاد.
"في ظل محاولات الحكومات الاسرائيلية المتعاقبة وبالأخص الحكومات اليمينية الفاشية، لطمس ومحو هذه الذكرى لدى الفئة الشابة التي لطالما عنت لأعضاء الجبهة الطلابية خاصة ولطلابنا عامة الكثير، أولًا لأن الماضي هو مرآة الحاضر ولا يمكن فهم واقعنا الآني دون فهم الدور التاريخي لهذا الحدث بصياغة الحاضر، ثانيًا لأن مستقبلًا أفضل للطلاب والشريحة الشابة من شعبنا عامة منوط بالاعتراف بمأساتنا التاريخية، يعني ذلك أن يكون هذا الحدث جزءًا لا يتجزأ من الحيز التعليمي والأكاديمي في اسرائيل وذلك لفتح أفق التحاور بين الشعبين على أسس سليمة، يعني أيضًا الاعتراف بالقرى المهجرة وتحقيق الحق العادل للاجئين الذي نص عليه القانون الدولي بقرار 194."
اختتمت الجبهة الطلابية نشاطاتها بدعوة الطلاب، للالتفاف حول مشروع الجبهة الطلابية السياسي والطبقي، وذلك ايمانًا منها بعدالة المشروع وحتمية انتصاره. وأكدت الجبهة الطلابية على أهمية النشاط الطلابي الجامعي في الساحة الأكاديمية الاسرائيلية، ليس فقط في الحفاظ على هوية وتاريخ شعبنا جيلًا فجيل، وانما أيضًا في صقل هوية الطلاب عن طريق استقطابهم في هكذا نشاطات. وكما وأكدت على أهمية عرض الرواية التاريخية الفلسطينية على الطلاب والشعب اليهودي في البلاد من المنبر الأكاديمي الاسرائيلي، وذلك لفضح زيف الرواية الصهيونية المهيمنة في البلاد.