news-details

جريدة "الاتحاد": قاتل الزميلة الصحفية الشهيدة شيرين أبو عاقلة هو دولة إسرائيل الرسمية بكل أذرعها

قتلت دولة إسرائيل فجر اليوم مواطنة فلسطينية أخرى هي الزميلة الصحافية الشهيدة شيرين أبو عاقلة، المراسلة الميدانية القديرة التي عملت في قناة "الجزيرة"، واعتادت عيون المشاهدين على رؤيتها بذروة الالتزام المهني في شتى الأحداث والنقاط التي وثقت فيها السياسات العدوانيّة للاحتلال وممارساته الإجراميّة، والتي تصالبت فيها السياسات العدوانية للاحتلال الإسرائيلي مع روح وإرادة التصدي والمواجهة الفلسطينية.
لشديد الأسى والأسف، سقطت أبو عاقلة شهيدة في عدوان دموي شنّته دولة إسرائيل وتتحمل مسؤوليته ومسؤولية كل ضحاياه التامة، بحكومتها وجيشها وسائر أجهزتها، بكونها الجهة التي تمارس من جانب واحد وباستعلاء متغطرس الاحتلالَ وتشن في إطاره شتى عمليات الاجتياح والاقتحام والتوغّل وسائر جرائم الحرب في شتى المناطق الفلسطينية المأهولة.
هذا بالضبط ما حدث في هذه الليلة الدموية القاتمة، ككثير من الليالي التي سبقتها. فقد أرسلت حكومة وجيش الاحتلال قوّات عسكرية خاصة لاقتحام مخيم لاجئين مأهول ومكتظ، وكما في كل مرة فتحت هذه القوات نيرانها بسهولة مثيرة للغثيان على الزناد. بهكذا آليّة باردة برد الموت يشعل جهاز الاحتلال نيران القتل وسفك الدم في كل مرة.
حاليًا تحاول المؤسسة الرسمية الإسرائيلية التملّص من خلال إشاعة ضباب الزّيف والمناورات داخل الروايات والسيناريوهات. وتعبّر في نصها الضمني بل المباشر أحيانًا عن تنصّل من المسؤولية بواسطة الزعم أن رصاصًا فلسطينيا هو الذي قتل الشهيدة أبو عاقلة. لا بل وصلت الوقاحة بجيش الاحتلال حدّ الزعم الكاذب على لسان الناطق بلسانه أن "الهلال الأحمر الفلسطيني أخلى الجثمان كي لا نتمكن من فحص الجثمان والجراحة التشريحية". هذه التوجه الدعائي الديماغوغي يصوّر الفلسطينيين جميعا، بمدنييهم وسياسييهم وأطقمهم الطبية، كمتآمرين على إخفاء الحقيقة. ومن نافل القول إن هذا التعميم ينخره الاستعلاء العنصري البغيض والساقط الذي ميّز الكولونياليين منذ قرون وما زال ماثلا بحضوره القميء هنا حتى اليوم.
ليس جيش الاحتلال ولا حكومته من يقفان الآن في موضع التقييم ولا الفحص ولا إسداء النصح عن إجراءات كشف الحقيقة. من قتل شيرين أبو عاقلة هو من اجتاح مخّيم جنين وأمطر أحياءه بالنار بعشوائية دموية؛ من قتل شيرين أبو عاقلة هو نظام أدمن الامتناع عن المساءلة القانونية عن الدم الفلسطيني الذي يسفكه جنوده، ويعتبر الفلسطيني مجرّد رقم، بتبلّد أخلاقي ما بعده تبلّد؛ إنّ من قتل شيرين أبو عاقلة هو من يكرّس سلطة احتلال عسكري وحشي بحق الشعب العربي الفلسطيني، الذي فقد اليوم مناضلة إعلامية لأجل الحقيقة، وهو يودعها، ونحن في صفوفه، بحزن وغضب وألم وتقدير، وبثقة في أن ذكراها ستبقى عطرة وخالدة في وجدان ووعي وذاكرة شعبها.

أخبار ذات صلة