news-details

نداء وقرارات المؤتمر الـ28 للحزب الشيوعي: لا فصل للسياسي عن الطبقي

أقرّ المؤتمر الـ28 للحزب الشيوعي الإسرائيلي المنعقد بين السابع والتاسع من تشرين الأول 2021 في مدينة شفاعمرو، سلسلة من القرارات والتلخيصات، موجهًا "تحياته الرفاقية الحارة الى كوادر الحزب، التي عملت جاهدة لضمان انعقاد هذا المؤتمر، الذي أردناه رافعة لطريق الحزب، القائم على مدار عقود طويلة على أسس الفكر الماركسي اللينيني، وعلى نصرة المستضعفين، والطبقات المسحوقة، ونصرة الشعب الفلسطيني الواقع تحت الاحتلال والاستيطان وقضيته العادلة، وضد كل أشكال الاضطهاد والتمييز، وأولها التمييز على أساس قومي، ضد الجماهير العربية، وإمن أجل التقدم والعدالة الاجتماعية. إن حزبنا الأممي يمثّل الطموحات الحقيقية للشعبين من أجل السلام والمساواة، والاستقلال والديمقراطية، ووحدة العاملين في نضالهم ضد نظام الاضطهاد الطبقي، الأبارتهايد، وضد القهر القومي والعنصري، ومن أجل التقدم الاجتماعي والمساواة الجندرية، وأفق الاشتراكية الثورية الديمقراطية".

وفيما يلي تتمة نص البيان الختامي:

"يعبر المؤتمر عن اعتزازه بالكوادر الحزبية ويدعو جميع كوادر الحزب لمواصلة الانطلاقة التنظيمية التي تم إنجازها خلال فترة الاعداد للمؤتمر، والتي تجّلت بكامل زخمها في أيام المؤتمر الثلاثة المنقضية، وذلك من خلال تعزيز الحياة التنظيمية في الفروع والمناطق المختلفة، لإعدادها لتكون قاعدة النشاط السياسي والنقابي والاجتماعي في حياة الحزب، جنبا الى جنب مع كوادر الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة، التي أسسها الحزب بهدف توسيع القاعدة الشعبية المشاركة في النضالات والكفاحات في مختلف المجالات ومد اليد لكل القوى اليهودية والعربية الطامحة للسلام والمساواة الحقيقيين. إن منظمات الحزب تشكل القوة الطلائعية التي تقف على رأس النضالات التقدمية، ونحن ندعو جميع الثوريين والساعيين لتحقيق الحرية والعدالة الاجتماعية الى الانضمام الينا، الى حزبنا الشيوعي، إلى بيتهم الحقيقي.

ويوجَه الحزب الشيوعي تحياته الحارة لاتحاد الشبيبة الشيوعية، الحارس الفتي للحزب، والذي يشكل الحاضنة التي تصقل الكوادر المستقبلية للحزب وقيادته، كما ويحيي الحزب عشرات رفاق الشبيبة الذين تم ترفيعهم عشية انعقاد المؤتمر، مواصلة لتقليد ترفيع رفاق الشبيبة لصفوف الحزب الشيوعي بشكل سنوي ودائم.

 

ويعبر المؤتمر عن اعتزازه بذكرى رفيقنا الغالي، القائد الشيوعي المحبوب والأديب الفريد الرفيق محمد نفاع، الذي فارقنا مؤخرًا وترك في نفوس رفاق دربه حسرة وشوقا وفقدانا لا يعوض عنه غير عطاء الشيوعيين الجماعي. ويعبر المؤتمر عن اعتزازه بذكرى قادته التاريخيين الطيبة، ودورهم الطليعي في شق الطريق الثوري في أعقد الظروف والذين عبّدوا الطريق الأممي لحزبنا الشيوعي، وسط صراع قومي دامٍ يستمرٌ منذ أكثر من مئة عام، اننا نعتزّ بتراثهم ونواصل السير على هديهم من أجل تحرير المجتمع من كل أشكال الاضطهاد، وتحرير الشعبين من ثالوث الإمبريالية، الصهيونية والرجعية العربية والإقليمية. ويدعو المؤتمر كل من هو على قناعة بفكر وبرنامج الحزب الشيوعي الإسرائيلي الانضمام إلى صفوفه والى هذه المسيرة التاريخية الثورية والمساهمة في إحداث انطلاقة جديدة قدمًا في هذا الطريق العريق، نحو حزب شيوعي، متجدد في جوهره عمره أكثر من مئة عام، والراسخة على أسس واضحة، ببوصلة دقيقة - هي الأساس الفكري الأيديولوجي، بعيدًا عن التأثيرات والأجندات الصهيونية، البرجوازية والمحافظة. نحن نقود درب طبقة العمال في إسرائيل، العرب واليهود، في نضال ثوري للتحرّر من غبن سلطة رأس المال الاستعمارية ونتقدّم نحو أفق الاشتراكية المنشود.

 

إنهاء الاحتلال - الطريق للاستقرار والسلام

يؤكد الحزب الشيوعي على برنامجه السياسي، وفي صلبه أن لا استقرار ولا سلام في البلاد والمنطقة، إلا بإنهاء الاحتلال وقيام الدولة الفلسطينية المستقلة ذات السيادة على حدود حزيران 1967، وعاصمتها القدس الشرقية؛ وإزالة كافة المستوطنات؛ والاعتراف بحق العودة والتعويض للاجئين الفلسطينيين بما يشمل اللاجئين المهجرين داخل وطنهم، وحل قضية اللاجئين بموجب قرارات الأمم المتحدة.

إن حكومات إسرائيل، والحكومة الحالية برئاستها التناوبية، بين نفتالي بينيت ويائير لبيد، مستمرة بذات سياسات اليمين الاستيطاني، وهي مثل سابقتها ترفض إنهاء الاحتلال وتواصل الاستيطان وتعمقّه. ويعلن رئيسها الحالي بينيت رفضه لأية مفاوضات سياسية مع القيادة السياسة للشعب الفلسطيني، ويعلن رفضه لقيام دولة فلسطينية، وهذا ما أكد عليه الحزب الشيوعي منذ تشكّل هذه الحكومة، مما جعله يؤكد على أن المطلب لا يمكن أن يقتصر على تغيير بنيامين نتنياهو بتغيير الشخص وحده، بل بالأساس تغيير النهج الذي قاده.

وما حدث، أن هذه الحكومة، استبدلت نتنياهو، لكنها تمسكت بنهجه في القضايا الأساسية لم تخرج عن مفاهيمه. فهي تضم قوى كانت تدّعي رفضها لاستمرار الاحتلال والاستيطان، بينما تصمت اليوم صمت القبور، على ممارسات الاحتلال والاستيطان الدموية، خاصة حزب "ميرتس"، والقائمة "الموحّدة" وحزب "العمل" بقيادته الجديدة –ويدعمون هذه الممارسات فعليًا في تصويتهم بالكنيست.

في حين أن انضمام الحركة الإسلامية، الشق الجنوبي، بذراعها البرلماني، "القائمة العربية الموحدة" إلى الائتلاف، اليميني الذي يرتكز على عقلية الاحتلال والتنكيل بالشعب الفلسطيني، وإنكار تام لحقوقه القومية وضرب حقوق الإنسان الأساسية التي توفرها له المعاهدات الدولية – وبذلك سجّلت الحركة الإسلامية الجنوبية سابقة خطيرة وطعنة في ظهر الثقافية السياسية المستندة على الوحدة الوطنية والديمقراطية الكفاحية بين الجماهير العربية الفلسطينية في إسرائيل. إن القائمة العربية الموحدة تعلن اليوم عمّا تسمّيه "نهجًا جديدًا"، بينما هو نهج قديم متعفّن، عفا عليه الزمن، قائم على التذلّل لسياسات التمييز العنصري والاحتلال والاضطهاد، مقابل فتات مزعوم، وحتى هذا الفتات لن تحققه.

وتكون القائمة العربية الموحدة قد أخرجت نقسها خارج القاسم السياسي المشترك الذي أسست عليه الأقلية العربية الفلسطينية وحدتها الوطنية الكفاحية، وخارج النضال المشترك ضد الاحتلال من أجل المساواة الجوهرية القومية والمدنية للجماهير العربية في إسرائيل..

إن المؤتمر ال-28 للحزب الشيوعي، يدعو جميع القوى، التي تشعر أن أحزابها خانتها وخانت طموحاتها الإنسانية والقومية أن تنضم للمعسكر السياسي الذي لم يتنازل عن وحدة النضال ولم ينحن أما الإجماع الصهيوني واستمرار الاحتلال.

إن حزبنا الشيوعي يؤكد على ضرورة وقف توسّع الاستيطان، ووقف الاعتداءات المستمرة على القدس الشرقية ومقدساتها واستباحة المسجد الأقصى تحت حراسة قوات الاحتلال. ويدعو الى التصدي لمؤامرات إخلاء الأحياء العربية في القدس الشرقية وتهجير أهلها وتحويلها إلى بؤر استيطانية، ويدعو الى الإنهاء الفوري للحصار الاجرامي التجويعي على قطاع غزة، ووقف الحروب العدوانية عليه.

وفي الوقت الذي يتجدد فيه حزبنا الشيوعي ويجدد أساليب عمله، فهو يدعو لإقامة تحالف عريض للقوى المعنية بإنهاء الاحتلال، والاعتراف بالحقوق القومية للشعب العربي الفلسطيني والمساواة بالحقوق القومية والمدنية للمواطنين العرب الفلسطينيين في البلاد؛ ويوجه المؤتمر ال-28 للحزب تحياته الكفاحية لكافة المناضلين ضد الاحتلال والاستيطان وعقلية العسكرة، ويحيي نضال الاسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال، ويحيي طموحهم الى نيل حريتهم بكل الوسائل المتاحة..

يحذر الحزب الشيوعي الإسرائيلي من تواطؤ أنظمة رجعية في المنطقة، ودول كبرى في العالم أولها الولايات المتحدة الأمريكية، مع الحكومة الإسرائيلية في محاولاتها الدائمة لإسقاط القضية الفلسطينية عن رأس اهتمامات الرأي العام العالمي ومن وعي الجمهور العربي، والجمهور الإسرائيلي، وذلك في نفس الوقت الذي تفعل فيه الحكومة الإسرائيلية كل ما من شأنه القضاء على احتمالات إقامة الدولة الفلسطينية كسياسة معلنة تنتهجها، وتعمل من أجل تأبيد الاحتلال وإفشال أي منفذ لحلّ سياسي.

ويؤكد المؤتمر الـ28 للحزب الشيوعي الإسرائيلي، مجددًا، على أن الاحتلال الإسرائيلي هو القضية المركزية والأساسية في الشرق الأوسط، وعليه تقف مسألة الاستقرار والسلام.

يوجّه حزبنا الشيوعي تحياته الحارة الى رافضي الخدمة العسكرية بين الشباب اليهود والشباب العرب الدروز، الذين يرفضون الانضواء في خدمة عقلية العسكرة والحرب والاحتلال. ويضع الحزب أمامهم كل الدعم في معركتهم الشخصية، ويتضامن مع نضالهم ومعاناتهم في ظل تعرضهم لأحكام السجن العسكرية والملاحقات السياسية.

 

العنصرية واستفحال مظاهر الفاشية

يعبّر الحزب الشيوعي عن قلقه من استمرار تنامي واستفحال الأجواء العنصرية، التي تقودها قوى اليمين الاستيطاني، على وجه خاص، بالتواطؤ مع قوى اليمين الأخرى، وقوى تعّف نفسها بـ"اليسار الصهيوني".

وانعكس هذا في مسلسل التشريعات العنصرية التي أقرّها الكنيست في السنوات الأخيرة بشكل خاص، قوانين تحاصر حرية الفرد والمجموع، وتحاصر العمل السياسي المشروع، وحتى تحاصر أية قوة تناهض السياسات الرسمية السائدة في مؤسسة الحكم الإسرائيلي.

كما ينعكس استفحال الفاشية في تعميق تدخّل الشاباك وإدخاله في المجالات المدنية، كما جرى في حالة التتبع الإلكتروني خلال الكورونا وقرار الحكومة إدخال الشاباك لعلاج الجريمة في المجتمع العربي.

منذ أكتوبر 2000، لم تغيّر السلطة من تعاملها مع حرية التعبير عن الرأي وحرية الصحافة، وتواصل التضييق على هوامش الديمقراطية. إن المؤتمر الـ 28 يدين بشدّة عنف الشرطة وعناصرها، واستخدامهم لوسائل قتالية ضد مواطنين، متظاهرين وصحافيين وبشكل عام، وترى به مؤشر إضافي للتحول الفاشي في إسرائيل.

يرى الحزب أن القانون الأخطر، على المستوى الاستراتيجي، هو "قانون القومية"، الذي ثبّت السياسات القائمة كقانون أساس، ويلغي حق الشعب الفلسطيني في وطنه وحقوقه القومية. نرفض السياسات الحكومية الجديدة التي تستند لهذا القانون وتُرسّخ الفوقية اليهودية في الدولة.

إننا نؤكد على خطورة الأوضاع التي تواجهها الجماهير العربية، من تعميق سياسة تمييز عنصرية، وسياسة الإقصاء عن الأجواء العامة، والتحريض عليها في الميادين السياسية والإعلامية، والانتقاص من مكانتها كأقلية قومية تعيش في وطنها الذي لا وطن لها سواه. نؤكد أن المعركة ضد التمييز وضد العنصرية لا يمكن أن تقتصر على العرب وحدهم، بل هذا هو أمر الساعة لتوسيع النضال اليهودي-العربي المشترك، وفي صلبه المساواة في الحقوق القومية والمدنية للجماهير العربية في إسرائيل.

 

أمام سياسة "عجز" السلطة في التعامل مع الإجرام في المجتمع العربي – نحن نتهم!

 

تعاني الجماهير العربية من أوضاع اقتصادية اجتماعية، هي نتاج لسياسة التمييز العنصري، التي تؤدي الى جعل البطالة بين العرب خمسة أضعاف النسبة بين اليهود، وذات النسبة بما يتعلق بالفقر. كما أن التمييز في ميزانيات التعليم تنعكس على التحصيل العلمي، ما يجعل مستقبل الأجيال الناشئة أشد صعوبة.

ويحذر الحزب الشيوعي من كل المخططات الحكومية التي تهدف إلى ضرب لحمة المجتمع العربي، وتفتيته وتعميق السيطرة السياسية والأمنية عليه من خلال انتشار الجريمة واستفحال تسيب العنف المنظم في المجتمع العربي، وامتناع المؤسسة الحاكمة عن اتخاذ القرارات الضرورية للمواجهة الفاعلة معها، واتخاذ الإجراءات المطلوبة لمعالجة جدية أمام هذا الخطر. ويرى الحزب أن تصريحات الحكومة، وما تطرحه من خطط، وقرارات لإشراك الشاباك في معالجة الجريمة، ليست خطوات جدية، وليس من شأنها أن توقف شلال الدم المتواصل بل تفاقم الحالة الدموية القائمة. نحن على قناعة تامة بأن لدى الشرطة كل الأدوات والصلاحيات لاجتثاث هذه الظاهرة خلال فترة قصيرة جدًا، وما ينقص من أجل القيام بذلك هو قرار سياسي صادق بالقضاء على الإجرام في المجتمع العربية وليس سعي المؤسسة للاستفادة الأمنية والسياسية من تفشي الجريمة بعقلية عنصرية.

 

النضال الطبقي

يدعو الحزب الشيوعي الى تصعيد النضال الطبقي الاجتماعي، ضد كل أشكال الاستغلال في سوق العمل، من فرص الانخراط في سوق العمل المنظم، ومعدلات الرواتب، ووقف كل أشكال التمييز ضد العرب والنساء ومهاجري العمل، اليهود الشرقيين والقادمين من إثيوبيا وباقي الشرائح التي تعاني من التمييز، وإنهاء ظاهرة التشغيل ضمن شركات القوى العاملة.

الصراع الطبقي في ظل الكورونا: ويشير المؤتمر الـ28 للحزب، الى أن جائحة الكورونا تفتح أبواب الصراع الطبقي محليًا وعالميًا على مصراعيها. فقد تركت الكورونا أثرًا صحيًا واقتصاديًا واجتماعيًا هائلاً، وزعزعت رتابة الحياة الاقتصادية والاجتماعية. وتترافق الجائحة مع كلفة باهظة، ويشتد الصراع الاجتماعي حول مسألة أي الطبقات الاجتماعية هي التي ستدفع ثمن الأزمة الناشئة عنها على المستويين العالمي والمحلي، وأي الطبقات ستجني الأرباح من هذه الازمة. ويؤكد المؤتمر أن تداعيات أزمة الكورونا ما زالت حاضرة بقوة وأن علينا أن نكون جاهزين لأخذ دورنا في هذا الصراع بقوة.

 

نضال الأطباء المتدربين في المستشفيات: يعبّر الحزب الشيوعي الإسرائيلي عن تضامنه العميق مع النضال العادل للأطباء المتدربين في المستشفيات ومطالبهم العادلة تقصير ساعات الورديات، ويرى بسياسة الرفض التي يتبّعها وزير الصحة والوزارات المعنية، بشأن هذه المطالب مجرد بلادة اجتماعية وممارسة رأسمالية متوحشة.

 

نضال ذوي الاحتياجات الخاصة: يعبّر المؤتمر الـ28 عن تضامنه مع نضال أصحاب الاحتياجات الخاصة الذين يعانون خاصةً في ظل الظروف الناتجة، ويرى بنضالهم، العادل والمستمر طوال سنوات عديدة، شهادةً على الرأسمالية المتوحشة والعدوانية القائمة في إسرائيل كم بالحري تحت "حكومة التغيير" "الاجتماعية كما يدّعون.

 

تعليم مجاني من جيل صفر

 

يحيي المؤتمر الـ 28 جمهور الطلاب الجامعيين، والمحاضرين وعامّلي الجامعات، بمناسبة افتتاح السنة الدراسية والعودة إلى مقاعد الدراسة، ويدعو إلى تكثيف النضال من أجل التعليم المجاني في إسرائيل، من جيل صفر وحتى الجامعة. في العقد الثالث من القرن الـ 21، يجب أن يكون التعليم المجاني حقًا يشمل جميع مراحل التعليم.

 

ويطالب الحزب الشيوعي الإسرائيلي:

-           ضمان المساواة في فرص العمل لجميع الشرائح، والمساواة في الرواتب، والتجسير على كل الفجوات القائمة، على أسس قومية وجندرية وأخرى.

-           وقف كل أشكال العمل من خلال شركات قوى عاملة استغلالية، في كافة القطاعات، وتدفع رواتب متدنية للعاملين، مع غياب ضمانات اجتماعية أساسية.

-           رفع الحد الأدنى من الأجور إلى نسبة لا تقل عن 60% من معدل الأجور في إسرائيل، وخفض ساعات العمل المطلوبة لتحقيق راتب الحد الأدنى الشهري.

-           العودة الى اتفاقيات الأجور الجماعية، خاصة في القطاع الخاص، الذي رفع الهستدروت يده عنها، لتسود ظاهرة الاتفاقيات الخاصة، التي تضرب شرائح العمال الضعيفة، خاصة في المهن التي لا تتطلب مؤهلات. يدعم الحزب عقد اتفاقيات جماعية في القطاع العام، الخاص والثالث، بشكل يحسّن من أجور، ظروف تشغيل، حقوق وقوة جميع العمال.

-           سحب توفيرات صناديق التقاعد من الأسواق المالية، كي لا تكون لقمة سائغة لحيتان المال، وألّا تكون أموال تعب العاملين في مهب الريح، فقد علّمت التجربة التي بدأت في العام 2003، كم هو خطير تعويم صناديق التقاعد والتوفيرات العمالية، مثل صناديق الاستكمال في أسواق المال والبورصات، في حين تكون الحكومة ضامنة لجزء من الخسائر، في حال حدوثها، وهي تحدث، بمعنى أن الخزينة العامة تموّل تلاعب حيتان المال بصناديق التقاعد.

-           إقامة مناطق صناعية وعمل في جميع أنحاء البلاد، يشمل البعيدة عن مركز البلاد، وبالذات في محيط البلدات العربية. على هذه المناطق أن تكون متاحة لإقامة مناطق صناعية متطورة، توزّع فيها مردود الضرائب (الأرنونا) بشكل متساوٍ بين البلدات المجاورة، ودون تمييز.

 

إن الحزب يدعو الى إعادة الاعتبار للعمل النقابي الحقيقي، ليس ذلك الذي يحمل اسم "النضال النقابي" وفي نهاية المطاف يكون متواطئًا مع حيتان المال، الذين باتوا يسيطرون على القيادات السياسية في رأس الهرم الحاكم، ويستعبدون الاقتصاد في خدمة مصالحهم، في حين يدفع الجمهور الثمن الباهظ نتيجة ارتفاع كلفة المعيشة.

 

على هذا البرنامج يستعد حزبنا، مع الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة، الى انتخابات نقابة العمال العامة (الهستدروت) التي من المفترض أن تجري في شهر أيار 2022.

 

مكانة المرأة واستفحال العنف ضدها

 

تطال سياسة التمييز المجتمعي جمهور النساء، في سوق العمل وفي كافة مناحي الحياة، وهذا ينعكس أيضًا على فرص انخراط النساء في سوق العمل، وفي معدلات رواتب النساء، التي تصل الى أقل من 70% من معدل الرواتب العام للرجال.

ولكن المرأة العربية هي الأشد عرضة للتمييز، لأنها تواجهه تمييزًا مضاعفًا – تارة كونها امرأة، وتارة كونها امرأة عربية، ولهذا فإن حوالي 58% من النساء العربيات محرومات من الانخراط في سوق العمل، كما أن 50% من النساء العربيات يعملن في وظائف تقل عن مستوى مؤهلاتهن.

وفي المقابل، فإن العنف ضد المرأة آخذ بالاستفحال، ولكن بشكل خاص لدى جمهور النساء العربيات، اللواتي يشكلن نسبة عالية جدًا من النساء المغدورات القتيلات سنويًا. وكما في حالة العنف ودائرة الجريمة في المجتمع العربي، فإنه في دائرة العنف والجريمة ضد النساء العربيات يبرز تقصير أجهزة تطبيق القانون.

إن الحزب الشيوعي الإسرائيلي يعارض الرهاب المثلي في إطار موقفه الشامل الذي يتمسك بالحق بالمساواة، ونرفض الاكراه الاجتماعي والديني والسياسي، ونحن لن نسمح لأي كان أن يحرض ضد الحزب بسبب التزامه بالدفاع عن حقوق الانسان وحرياتهم الشخصية.

 

الوضع الإقليمي

 

لقد أثبتت السنوات العشر الأخيرة، التي أطلق عليها زورًا "الربيع العربي" أن إرادة وطموحات الشعوب لا تقهر، ولا يمكن قمع طموحاتها إلى الأبد. إن حزبنا الشيوعي يدعم نضال الشعوب من أجل العدالة الاجتماعية وحرياتها الديمقراطية، إلا أن ما بدأ بانتفاضات شعبية، سرعان ما تمت سرقته على يد الإمبريالية والرجعية والصهيونية، وتحولت العديد من الدول العربية الى حريق مشتعل مستمر؛ إن الحرائق التي سبقت الموجة الحالية في العراق ولبنان مستمرة ودمّرت هذه الدول. إن حزبنا يقف الى جانب كل الشعوب التي تواصل مواجهة المؤامرة الإمبريالية الرجعية، بالأساس في اليمن وليبيا وسوريا.

إن ما تعرضت له سورية في السنوات العشر الماضية هو حرب دولية عدوانية إرهابية بقيادة الولايات الأمريكية وأدواتها في إسرائيل وتركيا وبين الرجعيات العربية والخليجية، وما أفرزته من منظمات الإرهاب على شاكلة داعش وجبهة النصرة وأصوليات أخرى، كلها استهدفت رأس سورية الدولة والكيان ووحدة الأرض السورية. واستهدفت دور سورية الوطني ومركزها كدولة محورية في المنطقة وهدفت الى إحراق سورية وتفكيكها وإنهــاكِــها.

ورغمَ ما تعانيه سورية شعبًا وكيانًا، إلا أنها نجحت، بدعمٍ من قوى مقاومة مشروع الهيمنة الأمريكية في المنطقة، في محاصرة المؤامرة وإفشالها والبدء في دحر المعتدين، وما زالت الدولة السورية تواصل المواجهة حتى تحرير الأرض السورية من الاحتلال الأمريكي في الشرق والتركي في الشمال والإسرائيلي في الغرب، وأن وتتصدى للاعتداءات الإسرائيلية المستمرة.

إن أهمية هزيمة المشروع الامبريالي الإرهابي بقيادة الولايات المتحدة الامريكية في سورية، بعد عشر سنوات على بدايته، تتمثل في دور هذه الهزيمة في زعزعة مخططات الهيمنة الإمبريالية الامريكية إقليميًا، وهزّ مكانتها عالميًا وهي بذلك شكّلت نقطة انعطاف تقلب النظام العالمي، من نظام القطب الواحد الى نظام متعدد الأقطاب. وأثبتت السنوات العشرة الماضية على مستوى المنطقة كلها انه ليس بالاندماج في المشاريع الإمبريالية تتحرر الشعوب وتحقق حرياتها وديمقراطيتها وإنما بمدى مقاومة هذه المشاريع وإفشالها.

 

 

أزمة المناخ العالمية

 

إن الأزمة المناخية تعبّر عن مرحلة تاريخية جديدة في التناقض بين الرأسمالية والوجود البشري. يعبّر حزبنا الشيوعي عن قلقه من تنامي الأخطار على المناخ العالمي، ما يتسبب بمخاطر كبيرة جدًا على الإنسانية، وعلى جودة الحياة، وعلى مصادر المياه والمحاصيل والموارد الطبيعية. إن عملية تدمير المناخ نابعة أساسًا من جشع حيتان المال في العالم، ومساندة الحكومات لها، برفضهم اتخاذ خطوات جدية لتغيير الصناعة والإنتاج، بطريقة تقلل من الأضرار المناخية. من الواضح لنا أنه ليس بإمكان الرأسمالية إجراء التغييرات الملحّة من أجل إنقاذ البشرية، بل ستأتي من خلال تغيير جذري في علاقات الإنتاج وعلاقات القوى العالمية، بالرغم من ذلك، نحن ندعو إلى تعاون رحب في النضالات في هذا المجال.

وينضم الحزب الى كافة الدعوات العالمية لحماية البيئة، والنضال العالمي من أجل عالم خالٍ من كل المخاطر البيئية، بما فيها أسلحة الدمار الشامل على مختلف أنواعه.

 

رسالتنا: نعم للشراكات الكفاحية

 

على أساس برنامج حزبنا الشيوعي، وقراراته، فإن الحزب يجدد دعوته لأوسع شراكات كفاحية يهودية عربية ميدانية، في مختلف المجالات التي يناضل لأجلها حزبنا، قائمة على تفاهمات الحد الأدنى التي يمكن أن تقود الى الهدف في كل واحدة من القضايا.

إن حزبنا الشيوعي يؤكد على أن خطر تنامي الفاشية لن يطال الجماهير العربية وحدها، فهذه نار مستعرّة، تبدأ ضد العرب، كهدف سهل لقوى العنصرية والفاشية، ولكنها لا تنتهي عند العرب، بل ستطال كل من يختلف مع هذه القوى الظلامية، عدوة الإنسانية. إن دعوتنا لإقامة جبهة ميدانية ضد الفاشية ما تزال قائمة، وندعو مختلف القوى في المجتمعين اليهودي والعربي، لمد اليد لتشكيل هذه الجبهة سويةً.

يرى الحزب الشيوعي الإسرائيلي أن العنوان الحقيقي للشراكة العربية اليهودية الحقيقية هي الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة، التي عليها فتح صفوفها وأن تكون بيتًا سياسيًا لكل من يوافق على قاعدة برنامجها السياسي والاجتماعي، برنامج الحد الأدنى هذا - هو القاعدة السليمة لأي تحالف يتوافق مع هذه الأهداف.

أخبار ذات صلة