قال رئيس دائرة الدراسات الفلسطينية في جامعة اكسيتر البريطانية المؤرخ إيلان بابيه، إن اسرائيل دولة فصل عنصري، وإن سيطرتها وهيمنتها على الأرض الفلسطينية تشبه نظام الفصل العنصري، الذي كان سائدا في جنوب إفريقيا.
وأوضح المؤرخ بابيه في حديث لـ"ملف اليوم" عبر تلفزيون فلسطين، أن الاسرائيليين اتخذوا قبل خمسة عشر عاما قرارا بجعل الدولة عرقية عنصرية وليست ديمقراطية، مشيرا إلى أن المجتمع الاسرائيلي حسب كثير من المراقبين يؤيد اليوم دولة فصل عنصري بدلًا من محاولته تقويض ذلك وتبني أفكار وقيم ديمقراطية.
وأضاف: "ما نعيشه اليوم هو النتيجة الوحيدة لدولة تقوم على أساس وفكرة أن فلسطين تعود للشعب اليهودي، وتنظر للفلسطينيين سكان الأرض الأصليين كغرباء، وتعمل على تنفيذ الأيديولوجيا الصهيونية".
وحول الانتخابات الاسرائيلية المقبلة، قال بابيه: "ربما يكون هناك تغيرات لكنها ليست كبيرة، بقيت الحكومة نفسها أو تغيرت ستبقى السياسات ذاتها وإن تغير الاشخاص أو الأدوات".
وتوقع أن تدعم الإدارة الأمريكية هذه الحكومة بشكل غير مشروط، مشيرا إلى انه لن يكون هناك اختلاف بين صفقة القرن والخطط الأمريكية السابقة.
وفيما يتعلق باعتراف ترامب بالسيادة الاسرائيلية على الجولان المحتل، والاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل ونقل سفارة بلاده إليها، والمخاوف من ضم الضفة الغربية لإسرائيل، قال بابيه: "ترامب يعمل على تنفيذ سياسات الإدارات السابقة، التي اختلفت بالشكل وليس بالمضمون والمحتوى، الفرق الوحيد بينه وبين من سبقوه، انه يقول علنا وبشكل مباشر إن القانون الدولي لا ينطبق على اسرائيل".
ووصف بابيه واشنطن بالوسيط غير الشريف، الذي يريد تغيير الحقائق ويدعم الاحتلال والاستعمار لفلسطين.
وأوضح أن النخبة المثقفة في إسرائيل تحاول القيام بالمستحيل، عبر سعيها لإصلاح فكرة الدولة اليهودية العنصرية واستبدالها بالفكرة الديمقراطية وهذا لن ينجح، لعدم إمكانية وجود ديمقراطية مع احتلال، وبالتالي فإن النخبة التي تدعم السلام مع الفلسطينيين تواجه أزمة كبيرة داخل اسرائيل.
ودعا معسكر السلام في اسرائيل الى اتخاذ موقف شجاع تجاه الفلسطينيين وعدم الاختباء وراء اليمين، ودعم حق العودة للاجئين الفلسطينيين وحركة المقاطعة.
وشدد بابيه على أن التطهير العرقي في فلسطين مستمر منذ عام 1948، فهو لا يعني فقط تشريد السكان وإحلال آخرين مكانهم، بل أيضا تقييد حركة تنقل المواطنين بالحواجز، والاستيلاء على أرضهم وهدم منازلهم، فإسرائيل لم تتوقف عن سياسة التطهير العرقي في فلسطين، فهدفها هو الاستيلاء على أكبر مساحة من الارض الفلسطينية وطرد الفلسطينيين منها، مستخدمة وسائل متعددة تختلف بناء على تغيير الظروف والأوضاع ومستوى الإدانات الدولية.
وحول استراتيجية اسرائيل الحدودية، قال: إن "استراتيجيتها قائمة على الاستحواذ على كل فلسطين التاريخية، باستخدام نماذج مختلفة بطريقة مباشرة أو غير مباشرة".
وأضاف: "الحقبة الاستعمارية لفلسطين لم تنته حتى الان، وأن الفلسطيني ضحية الاستعمار، لكن فلسطين لن تخسر، وأصبح هناك فهم عالمي اليوم لمن هو الضحية ومن هو المستعمر، ولن يتحقق السلام إلا بانتهاء التطهير العرقي في فلسطين".
وتابع: "نعيش اليوم لحظة تاريخية فيما يتعلق بالدعم الشعبي للقضية الفلسطينية، خاصة على مستوى الطلاب والجامعات العالمية"، مؤكدًا ضرورة الاستفادة من ذلك، مبينا أنه لو استجابت الحكومات الغربية لرغبة مواطنيها، لرأينا تغيرا لصالح القضية الفلسطينية.