سعى الرئيس الأميركي دونالد ترامب، بالتنسيق مع نظيره التركي رجب طيب أردوغان، لترتيب اجتماع سري بين مسؤولين أميركيين وإيرانيين في إسطنبول هذا الأسبوع، في ظل تصاعد الحرب بين إسرائيل وإيران. لكن هذه الجهود انهارت بعدما تعذّر الوصول إلى المرشد الأعلى الإيراني، الذي يختبئ خوفًا من اغتيال محتمل، للموافقة على عقد الاجتماع، بحسب ما أفاد به ثلاثة مسؤولين أميركيين ومصدر مطّلع على التفاصيل لموقع "أكسيوس" الأمريكي. ووفق تقرير الموقع، "تكشف هذه المعلومات عن مدى إصرار ترامب على عقد لقاء مباشر مع الإيرانيين، بل واستعداده للحضور شخصيًا إذا لزم الأمر، في محاولة للتوصل إلى اتفاق نووي وتجنّب التدخل العسكري الأميركي". وأضاف التقرير، "غير أن الأيام التي تلت تلك المحاولة شهدت تراجعًا في ثقة ترامب وكبار مستشاريه بإمكانية التوصل إلى حل دبلوماسي، وتزايد قناعتهم بأن الولايات المتحدة ستضطر في نهاية المطاف للانضمام إلى الحرب من أجل القضاء على البرنامج النووي الإيراني، وفقًا لمصادر رسمية أميركية". وأعلن ترامب، يوم الجمعة، أنه سيتخذ قرارًا بشأن انضمام الولايات المتحدة إلى الحرب في غضون أسبوعين، قائلًا إنه يريد "منح الناس وقتًا ليراجعوا مواقفهم". وأضاف: "أمنحهم فترة زمنية. سنرى ما ستكون عليه هذه الفترة، وأعتقد أن أسبوعين هو الحد الأقصى". ومن المتوقع أن يعقد ترامب، مساء السبت، اجتماعًا لمجلس الأمن القومي في "غرفة العمليات" بالبيت الأبيض، لمناقشة الحرب التي دخلت يومها التاسع بين إسرائيل وإيران. في كواليس التحركات، تلقى ترامب مكالمة هاتفية من أردوغان يوم الإثنين، بينما كان يشارك في قمة مجموعة السبع في كندا. واقترح الرئيس التركي استضافة اجتماع في إسطنبول في اليوم التالي بين مسؤولين أميركيين وإيرانيين لبحث إمكانية تسوية دبلوماسية. ووفقًا للمصادر، وافق ترامب على المقترح، وأبلغ أردوغان بأنه مستعد لإرسال نائبه "فينس" والمبعوث الرئاسي "ستيف ويتكوف"، بل وأنه على استعداد للذهاب بنفسه إلى تركيا للقاء الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان، إذا كان ذلك ضروريًا لإنجاز الاتفاق. وزعم مسؤول في البيت الأبيض أن ترامب تلقى "إشارات" من الإيرانيين عبر قنوات خلفية تفيد برغبتهم في لقاء، قبل تلقي اتصال أردوغان. ورغم أن مشاركة ترامب شخصيًا نوقشت، فإن الخطة الأساسية كانت إرسال فينس وويتكوف، وفق التقرير. بدوره، نقل أردوغان ووزير خارجيته هاكان فيدان المقترح إلى بزشكيان ووزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي. ووفقًا لمصدرين أميركيين، حاول بزشكيان وعراقجي التواصل مع المرشد الأعلى علي خامنئي للحصول على موافقته، إلا أنه لم يكن بالإمكان الوصول إليه، نظرًا لاختفائه خشية الاغتيال. وبعد ساعات من المحاولات، أبلغ الجانب الإيراني الأتراك بعدم حصولهم على موافقة المرشد، وأعلمت تركيا الولايات المتحدة بإلغاء اللقاء، بحسب مسؤول أميركي. بعد ذلك بوقت قصير، نشر ترامب رسالة غير معتادة على منصة "تروث سوشيال"، موجّهة إلى خامنئي قال فيها: "كان ينبغي على إيران أن توقّع الاتفاق الذي طلبتُ منهم توقيعه. يا لها من خسارة، ويا له من هدر في الأرواح البشرية. ببساطة، لا يمكن لإيران امتلاك سلاح نووي. قلت ذلك مرارًا وتكرارًا! على الجميع إخلاء طهران فورًا!". وأوضح مسؤول كبير في البيت الأبيض أن فشل المحادثات لم يكن السبب الوحيد لهذا المنشور، مؤكدًا أنه "لا توجد علاقة مباشرة" بين الحدثين. وفيما يتّضح أن إيران أعلنت، علنًا وسرًا، أنها لن تدخل في مفاوضات مباشرة مع الولايات المتحدة طالما لم تتوقف الهجمات الإسرائيلية، فقد صرّح ترامب يوم الجمعة بأن "إيقاف الحرب لإجراء مفاوضات سيكون أمرًا صعبًا جدًا"، مشيرًا إلى أن إسرائيل "تُحقق تقدمًا" في محاولاتها لتدمير البرنامج النووي الإيراني. واجتمع أردوغان، يوم السبت، مع وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي في إسطنبول، وحثّه على عقد محادثات مباشرة مع إدارة ترامب، مؤكدًا استعداد تركيا لتسهيل هذه المحادثات في أقرب وقت ممكن، وفقًا لبيان صادر عن الرئاسة التركية.