دشّنت مدينة يافا يوم الجمعة الماضي، جدارية لشاعر النيل حافظ إبراهيم، والتي تأتي ضمن مسألة الاعتزاز باللغة العربية، استمرارا للمشروع الفكري الذي بدأته مجموعة "العربية ومهمة الفكر- زاد المسافر في عالم سافر" قبل عامين، والذي تُوج بتدشين جدارية للإمام الشافعي في مدينة عكا في شهر كانون الأول الماضي.
وتواصل المجموعة عملها في إعمال اللغة العربية بالفكر والقضايا الوجودية واجتراح مقاربة جديدة لدور اللغة في إيقاظ الفكر، كمسعى أخلاقي من خلال منتج -جدارية يرجى منها أن تستوقف الرائي وتنشط فكره في زمننا الأصفر هذا.
وجاءت الجدارية تحمل كلمات الشاعر المصري الذي تميز بجزالة شعره حافظ إبراهيم في أشهر قصيدة له عن "اللغة العربية تنعى حظها بين أهلها" شعر في ظاهره نعي وفي باطنه فخر باللغة العربية ومنافحة عنها:
" أنا البحرُ في أحشائهِ الدّرُّ كامنٌ فَهَل سَألُوا الغَوّاصَ عن صدفاتي"
من الجدير ذكره أنه أوكلت مهمة تحضير الجدارية للخطاط أحمد زعبي، الذي عمل بدوره على تصميمها وكتابتها بفن الجرافيتي ليظهر بحلته البرتقالية هذه. وأرفقت للجدارية ترجمة للعبرية والإنجليزية على لوحة صغيرة للقرّاء الأجانب.
وتأتي هذه المبادة لاحتضان اللغة العربية ويحصّنها من شعور الاغتراب لدى أهلها عنها. لا سيما في مدينة يافا التي تعاني التهويد وعمليات الطمس لمعالمها الشاهدة على امتدادها العربي.
وشكرت المجموعة، "الرابطة لرعاية شؤون عرب يافا" على استضافتها المشروع لتكون هي الحيّز الذي تعلّق عليه الجدارية، و"معهد قرار للموسيقى والفنون" على حسن تعاونهم في فتح الأبواب للمشروع في يافا.
وحضر التدشين إلى جانب أفراد مجموعة " العربية ومهمة الفكر"، ممثلون عن معهد فان لير- القدس وعدد من أعضاء الرابطة وبعض الشخصيات المجتمعية وأهل المدينة. وذلك مع الالتزام بتعليمات وزارة الصحة في ظل جائحة الكورونا.
و قدم د. خالد فوراني - رئيس المجموعة كلمة جاء فيها إن امام صوت السلاح والجريمة تدعوك اللغة هنا لتنصت إليها وتحثك على السؤال والتفكر.
تلته في كلمتها عن اختيار هذه الأبيات الشعرية وفي يافا بالذات، خلود فوراني -عضو المجموعة- منوّهة إلى إن الجدارية تحمل أشهر شعر بلسان اللغة العربية " اللغة العربية تنعى حظها بين أهلها" والذي جاء ردا على محاولات تهميشها زمن الاستعمار البريطاني في مصر، وما أشبه اليوم بالأمس.
وفي تعقيبات الحضور جاء تأكيد على أهمية توسيع المشروع والانطلاق به في مدن مستهدفة اخرى، تدريس دورات للخط العربي، تشجيع الأهالي لاستعمال اللغة العربية مع أبنائهم وجوانب أخرى لاستحضار اللغة العربية بين أهلها في كل مكان وزمان.
يجدر بالذكر أن تدشين لوحة قادمة بشعر المتنبي سيكون بعد أسبوعين في مدينة بئر السبع- جنوبا. وأن هذا المشروع الفكري هو بدعم ورعاية معهد فان لير- القدس.