news-details

كلمة الاتحاد | ثمن الغطرسة والتبلّد والاستعلاء البشع!

يتساءل أحد أصدقاء إسرائيل، وهو السفير الأمريكي السابق لديها مارتن إنديك: “كيف لمجموعة من المقاتلين أن تتمكن من تحقيق كل ما حققته في ظرف ساعات قليلة جداً؟ كيف استطاعوا اقتحام مقر الاستخبارات الإسرائيلية المحصن ومقر قوات الدفاع الإسرائيلية الجبارة؟ نحن لا نملك إجابات شافية حتى الآن، ولكنني متأكد من أن الغطرسة الإسرائيلية تشكل جزءاً كبيراً من الأسباب". (انظروا ترجمة لمقابلة معه ص11).

هذا الدبلوماسي شغل وظائف تجعله مطلعا على الملف الإسرائيلي-الفلسطيني، إذ كان المبعوث الخاص للرئيس الأميركي باراك أوباما خلال المفاوضات الإسرائيلية-الفلسطينية (2013-2014). والمساعد الخاص للرئيس بيل كلينتون، والمدير الأول لشؤون الشرق الأدنى وجنوب آسيا في مجلس الأمن القومي، ومساعد وزير الخارجية لشؤون الشرق الأدنى. وهو حين يركّز على الغطرسة، بصفة الصديق لإسرائيل وليس الخصم ولا حتى المراقب النقدي، فإنه يشير إلى ما لا يعترف به، أو حتى لا يعيه، ساسة إسرائيل، ومن طرفي مركز الحكم بيمينه ويساره، كمن أدمن سمّاً. بالضبط مثلما تبلدت أخلاقهم وعقولهم أمام سجن مليونين ونصف مليون فلسطيني في قطاع غزة، متحكمين في كل جوانب حياتهم، فيما يمثل أكبر وأبشع وأقسى سجن ربما في العالم المعاصر كله.

لقد راهنت إسرائيل على تكريس فصل الضفة الغربية وقطاع غزة والقدس، وهمًا منها وحماقةً بأن هذا يشطب القضية الفلسطينية وحقوقها ومستحقاتها وملفاتها، ولكن هيهات.. ولشدة حماقة الغطرسة راح سياسيو إسرائيل يتباهون خلال سنوات انهيار الدول العربية في العقد الثاني من القرن الحادي والعشرين أنه لم تعد هناك قضية فلسطينية.
أطلقوا مختلف مشاريع الاستيطان والضم والحصار والنهب والتهجير، عمقوا الابرتهايد، شددوا البطش وكأن هذا لن يتفجر في يوم ما وبشكل مخيف، يروح ضحيته فلسطينيون ومدنيون إسرائيليون. وها هو الانفجار قد وقع. والدم سُفك وما زال يُسفك. وكله كله بمسؤولية المؤسسة الإسرائيلية الحاكمة وحدها، التي أدمنت الغطرسة والاستعلاء والتبلّد البهيمي الذي تقتل به شعبنا الفلسطيني وشعبها هي أيضًا.
لا حلّ ولا مفر ولا درب ولا خيار ولا خلاص إلا بالاعتراف القاطع بكامل الحقوق الوطنية للشعب الفلسطيني، في دولته المستقلة السيادية على حدود الرابع من حزيران 1967، وعاصمتها القدس الشرقية المحتلة، واحترام وتطبيق حقوق اللاجئين الفلسطينيين كاملة، بالعودة وبالتعويض.

 

أخبار ذات صلة