قام الأمين العام للاتحاد الدولي للنقابات العمالية في الأسبوع الماضي بزيارة تضامن الى النقابة العامة، الهستدروت، وهي، أي الهستدروت، عضو في هذا الاتحاد وشغل ممثلوها منصب نائب الأمين العام فيه.
وجاءت هذه الزيارة ضمن سياسة هذا الاتحاد للحفاظ على التوازن في العلاقات، فقد سبق وقام الأمين العام لوك ترينجل مع وفد نقابي رفيع المستوى بزيارة للاتحاد العام لنقابات عمال فلسطين في نهاية شهر ايار مايو الأخير، وبناء على ذلك قام الأمين العام ترينجل بهذه الزيارة وفي نهايتها أصدر ترينجل بيان تفصيلي عن زيارته يوم 4 تموز الحالي، حفاظاً على الأمانة الصحفية ننشر فيما يلي البيان كاملاً:-
"زيارة تضامنية للأمين العام للاتحاد الدولي للنقابات إلى إسرائيل
- خلال زيارة إلى إسرائيل واتحاد الهستدروت التابع له هذا الأسبوع، دعا الأمين العام للاتحاد الدولي للنقابات لوك ترينجل إلى وقف إطلاق النار، وزيادة المساعدات الإنسانية لشعب غزة، وإعادة جميع الرهائن، ودعم حقوق جميع العمال في إسرائيل وفلسطين.
04-07-2024
جاءت هذه الزيارة في أعقاب مهمة إلى الضفة الغربية في شهر مايو، حيث أعرب الاتحاد الدولي للنقابات عن تضامنه مع العمال الفلسطينيين. إن العمال من كلا الجانبين هم ضحايا الصراع المستمر والحرب الحالية.
ركز عمل لوك ترينجل في إسرائيل على ثلاثة ركائز: لقاءات مع الزعماء السياسيين، واجتماعات مع النقابات العمالية على مستوى القيادة وعلى المستوى الوطني، وزيارة إلى المنطقة التي وقعت فيها الفظائع في 7 أكتوبر.
وفي اجتماعاته مع الرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوج وزعيم حزب العمل يائير جولان، أكد لوك ترينجل على ضرورة وقف إطلاق النار بشكل عاجل مع الإفراج الفوري عن جميع الرهائن، وزيادة المساعدات الإنسانية لسكان غزة. كما أكد على ضرورة تنفيذ حل الدولتين بشكل ملموس مع ضمانات أمنية ومسؤوليات لكلا الدولتين. والأمر المهم هو أن الزعيمين السياسيين أدركا الحاجة إلى اتخاذ إجراءات عاجلة من جانب الحكومة الإسرائيلية لمعالجة وضع أكثر من 200 ألف عامل فلسطيني فقدوا وظائفهم ودخلهم بعد السابع من أكتوبر/تشرين الأول.
كما طرح لوك ترينجل انطباعاته التي شاهدها في زيارته إلى الضفة الغربية ورأيه أنه إذا لم يتم اتخاذ أي إجراء ضد الإذلال والترهيب اليومي للفلسطينيين هناك، فقد يصبح العنف الشديد حقيقة واقعة في مدن الضفة الغربية أيضًا.
وقال لوك ترينجل: "يجب أن تتوقف دوامة العنف المستمرة، لأنها لا تخدم إلا تمكين المتطرفين على الجانبين. يجب أن يحل الحوار القائم على المساواة في الحقوق والكرامة واحترام كل من الإسرائيليين والفلسطينيين محل العدوان لضمان العدالة والأمن بما يتماشى مع القانون الدولي. يدعم الاتحاد الدولي للنقابات دعوة الهستدروت لإعادة جميع الرهائن، وإجراء انتخابات عاجلة في إسرائيل، وإنهاء الحرب والعنف.. إن حكومة نتنياهو الحالية لا تغذي إلا التطرف على الجانبين، وقد أدت إلى استقطاب المجتمع الإسرائيلي وخلق انقسامات عميقة.
خلال زيارتي لوحدة إعادة تأهيل الرهائن في تل أبيب، سمعت من امرأة تبلغ من العمر 65 عامًا ما مرت به خلال 52 يومًا من احتجازها كرهينة. كما التقيت بحفيد تحولت حياته الآن حول إطلاق سراح جده بعد إطلاق سراح جدته بالفعل. ذهبت إلى الحدود بين إسرائيل ومصر وغزة وشهدت إمدادات الشاحنات التي تحمل المواد الغذائية والمواد إلى قطاع غزة. ذهبت إلى كيبوتس كفار عزة وأرض مهرجان نوفا الموسيقي حيث فقد المئات من الناس أرواحهم خلال الفظائع".
ولكنني رأيت أيضًا علامات الأمل بين الشباب وفي أماكن العمل حيث يجتمع العمال اليهود والعرب وينظمون أنشطتهم النقابية. وقد أعرب جميعهم عن رغبتهم العميقة في السلام والأمن ونهاية كل أشكال العنف. لقد تمنوا جميعًا مستقبلًا تسود فيه الحريات والحقوق والديمقراطية. ويدعم الاتحاد الدولي للنقابات جميع الجهات السياسية والهستدروت التي تريد العمل في هذا الاتجاه.
إن العمال على الجانبين يدفعون ثمناً باهظاً في هذا الصراع الذي تجاوز بالفعل نقطة الحرج. ومن الضروري أيضاً أن يتدخل المجتمع الدولي لتسهيل الحوار ووضع خارطة طريق لتحقيق السلام والتوازن في النهاية. ولا يجوز أن نترك مهمة بناء الثقة مرة أخرى للإسرائيليين والفلسطينيين وحدهم؛ بل يتعين على العالم أن يتدخل ويتحرك.
إن الاتحاد الدولي للنقابات مقتنع بأن النقابات العمالية قادرة وينبغي لها أن تكون صانعة للتغيير في السياق الصعب الحالي. وينبغي للنقابات العمالية أن تقود الطريق. وسنواصل العمل مع الاتحادين النقابيين التابعتين لنا في إسرائيل وفلسطين، الهستدروت والاتحاد العام لنقابات عمال فلسطين، من أجل التوصل إلى حل مستدام للسلام يقوم على مبادئ حقوق الإنسان والأمن والاحترام والحريات والديمقراطية، وضمان حل الدولتين القابل للتطبيق"، كما اختتم لوك ترينجل بيانه.