news

التصلُّب المتعدد – أو اللويحي Ms- multiple sclerosis

مرض مزمن من امراض الجهاز العصبي المركزي، يصيب بصفة رئيسية الشباب ومتوسطي العمر. يسبب المرض تلفا للاغلفة (الأغمدة) المَيَلينيّة التي تحيط بالخلايا العصبية وتعزلها في الدماغ والعمود الفقري. مساحات الالتهاب تسمى آفات او لويحات وتؤثر على وظائف الاعصاب ذات العلاقة، مما يعني ان الأعراض تختلف حسب الجزء او الأجزاء من الجهاز العصبي المركزي المصابة.
الأعراض:
الأعراض السماتية التي قد تظهر هي كما يلي:
1- أعراض المادة البيضاء في الدماغ:
* صعوبة في الذاكرة والتركيز.
* خَرَف
* اكتئاب
* خلط في الذهن
2- أعراض العصب البصري:
* إلتهاب أعصاب خلف المُقْلة
وهو التهاب في العصب البصري يؤدي الى رؤية غير واضحة وألم عند تحريك المُقلة والى فقدان الرؤية أحيانا في احدى العينين.
3- أعراض جذع الدماغ:
* فقر في التنسيق اليدوي.
* ضعف في عضلات الوجه.
* صعوبة في البلع
* عُسر في التلفّظ
* رؤية مزدوجة
* رأرأة (حركات عينين لا ارادية سريعة)
* خطر غير متّزن
4- أعراض العمود الفقري:
* ضعف
* ثقل في الأطراف (اليدين والساقين)
* عدم التحكم في البول او الغائط
* مشكلات في التبول (مثلا زيادة في ممراته وهَيجان في المثانة.
* وخز في الأطراف أو الوجه أو الجذع
5- أعراض تشنجية
* ألم في العصب الثلاثي التوائم:
تقلصات قصيرة الأجل ألمها حارق كاوٍ في عصب الوجه الثلاثي التوائم.
*متلازمة الأيدي غير النافعة:
فقدان الاحساس بالمفاصل وموقع اليدين
* علامة ليرميت: 
الاحساس بما يشبه الصدمة الكهربائية أسفل الجذع او في الذراعين عند مد الرقبة
التشخيص:
في البداية تشخيص الطبيب لمرضى التصلب المتعدد صعب بسبب طبيعة المرض ذاتها. الأعراض كثيرا ما تكون قصيرة الأمد وتختفي خلال اسابيع قليلة. لذلك ينبغي ان يكون التشخيص سريريًا مؤكدا وجود صُفيحات في منطقتين من الجهاز العصبي المركزي على الأقل في وقتين مختلفين او اكثر.
يجب ان تستمر النوبات 24 ساعة كحد ادنى يفصل بينها شهر على الأقل. بالاضافة الى هذا يجب استبعاد الأمراض الأخرى التي تُبدي اعراضًا مماثلة مثل الإيدز او الأورام اللمفية او رَنَح فريدْرايخ ( وهو مرض وراثي من امراض الجهاز العصبي) او التلف في العمود الفقري.
التشخيص النوعي للتصلب المتعدد يجب ان تدعمه نتائج استقصاءات عديدة قد تشمل:
بَزلا قَطَفيّا: سحب سائل نخاعي مُخي (السائل الذي يحيط بالدماغ والحبل الشوكي) قد يُظهر شذوذات في الجهاز المناعي لم تظهر في مصل الدم.
تغرز إبرة بَزل في ادنى الظهر تحت التخدير الموضعي، وتسحب عينة صغيرة من السائل النخاعي تفحص للبحث عن اجسام مضادة خاصة.
* العلامات والأعراض:
يمكن أن تظهر لدى الشخص المصاب بالتصلب المتعدد أي علامة من العلامات أو الأعراض العصبية، وأكثرها شيوعًا مشاكل الجهاز العصبي الذاتي والمشاكل البصرية والحركية والحسية. 
أما الأعراض النوعية فتظهر بحسب مكان الضرر ضمن الجهاز العصبي، وقد تشمل فقدان الحس والتنميل كالوخز أو الخدر، وضعف العضلات، والتقلص العضلي، والمنعكسات الشديدة جدًا، وصعوبة الحركة؛ وصعوبة التنسيق الحركي والتوازن (الترنح)، واضطراب الكلام، وصعوبة البلع، ومشاكل النظر (كالرأرأة والتهاب العصب البصري وازدواج الرؤية)، والإعياء، والألام الحادة أو المزمنة، ومشاكل المثانة والأمعاء وغيرها من الأعراض.  ومن الشائع أيضًا ظهور صعوبة في التفكير ومشاكل انفعالية مثل الاكتئاب أو المزاج المتقلّب  ومن الأعراض الخاصة المميزة للمرض ظاهرة أوتهوف، وهي تفاقم الأعراض نتيجة التعرض لدرجات حرارة أعلى من المعتادة، وعلامة ليرميت وهو إحساس يشبه مرور تيار كهربائي على طول الظهر عند تحريك الرقبة. 
يستخدم مقياس اتساع مدى الإعاقة مع قياسات أخرى مثل مقياس المركب الوظيفي للتصلب المتعدد لقياس شدة المرض.
* الوراثيات:
لا يُعتبر التصلب المتعدد مرضًا وراثيًا، إلا أنه قد ثبت أن عددًا من التباينات الوراثية تزيد من إمكانية الإصابة بالمرض.  وترتفع إمكانية الإصابة بين أقارب الشخص المصاب مع زيادة هذا الاحتمال كلما كانت صلة القرابة أوثق. في التوائم المتماثلة يصاب التوأمان في 30% من الحالات، بينما تقل نسبة الإصابة عند التوائم غير المتماثلة إلى 5%، وإلى 2,5% عند الأشقاء، وإلى نسبة أقل عند أنصاف الأشقاء. إذا كان كلا الوالدين مصابٌ بالمرض فإن احتمال إصابة أولادهما يعادل عشر أضعاف نسبة إصابة السكان عامةً. كما أن المرض أكثر شيوعًا عند بعض المجموعات العرقية عن سواهم.  الجينات النوعية المرتبطة بالتصلب المتعدد تشمل الاختلافات في مستضد الكريات البيضاء البشرية (HLA)، وهي مجموعة من الجينات التي توجد على الكروموسوم 6 الذي يعمل كمعقد التوافق النسيجي الكبير(MHC).  ترتبط التغيرات التي تحدث في منطقة مستضد الكريات البيضاء (HLA) بالاستعداد للإصابة بالمرض وهي معروفة منذ أكثر من 30 عامًا.  إضافة لذلك، وُجد أن هذه المنطقة مشاركة في تطور أمراض مناعية ذاتية أخرى مثل سكري النمط الأول والذِئْبَةٌ الحمامِيَّةٌ الشاملة. عمومًا فإن التقديرات تشير إلى أن التغيرات التي تحدث في HLA هي السبب في حوالي 20 إلى 60% من الاستعداد الوراثي للمرض.
* الفسيولوجيا المرضية:
الخصائص الثلاث الأساسية لمرض التصلب المتعدد هي تشكل الآفات في الجهاز العصبي المركزي (والتي تدعى أيضًا اللويحات)، التهاب وتدمير غمد الميالين الخاص بالخلايا العصبية. وتتفاعل تلك الخصائص بطريقة معقدة وغير مفهومة تمامًا بعد لتؤدي إلى تحلل نسيج العصب وبالتالي ظهور علامات وأعراض المرض. إضافة لذلك، يُعتقد أن التصلب المتعدد أحد اضطرابات الأمراض الالتهابية الناتجة عن اضطراب المناعة التي تتطور من تداخل بين العوامل الوراثية للفرد ومسببات بيئية غير معروفة بعد. يُعتقد أن الأضرار تكون، على الأقل في جزء منها، بسبب قيام جهاز المناعة الخاص بالفرد نفسه بمهاجمة الجهاز العصبي.
* فحوصًا فسيولوجية كهربائية:
ردود الفعل البصرية وردود فعل جذع الدماغ يبطئها عادة التصلب المتعدد.
تصويرا بالرنين المغنطيسي للحبل الشوكي او الدماغ: يظهر المناطق المصابة. موقع العرض الاول سيملي المنطقة التي ستمسح.
تنظيرًا للمثانة ديناميات البول (تسجيل ضغوطات المثانة وتصويرا بالرنين المغناطيسي للكليتين والمثانة: لتقييم المرضى ذوي الأعراض في المسالك البولية.
ما من فحص قاطع 100% لذلك قد يستغرق الأمر شهورًا بل حتى سنوات لتأكيد التشخيص.
كثيرًا ما يحجب الطبيب التشخيص عن المريض الى ان يحصل على تشخيص أكيد يعتمد عليه للمرض.
* أنواع التصلب المتعدد:
هناك اربعة انواع رئيسية من التصلب المتعدد:
1- التصلب المتعدد الحميد: (حوالي 20% من الحالات) يبدأ بنوبات خفيفة يعقبها شفاء تام ولا يسوء مع مرور الوقت وما من اعاقة دائمة.
2- التصلب المتعدد ذو النكسات والهدآت (25% من الحالات) ويشمل نوبات يمكن أن تستمر من ساعات الى اشهر، قد تتكرر خلالها الأعراض او تظهر أعراض جديدة، وتعقب ذلك مُدد من الشفاء يختلف طولها وقد تدوم لعدة سنوات.
3- التصلب المتعدد الثانوي المتنامي:
(حوالي 40%) يبدأ بطريقة التصلب ذي النكسات والهدآت نفسها لكن هدأته تتوقف وينتقل المرض الى المرحلة المتنامية.
4- التصلب المتعدد الأولي المتنامي:
(15%) ويعرف ايضا بالمزمن المتنامي وله اعراض تسوء دون توقف واعاقة متنامية وليس له دورة واضحة من النوبات والهدآت، وقد يظل المريض يسوء او قد يستفز في أي وقت.
التكهنات:
التصلب المتعدد مرض عصيّ على التنبؤات، النمط السماتي يتكون من نكسات تدوم اسابيع قليلة ثم تهدأ، قد تستمر أشهرا بل حتى سنوات. في أحيان اقل يتخذ المرض مسارًا متناميا يسوء من بدايته.
الاعاقة الجسدية التي قد تحدث اثناء المرض عصية على التنبؤ وقد تنتج عن شفاء غير تام او تطور بطيء او عنهما معا.
بداية المرض في سن مبكرة او حدوث التهاب في العصب البصري او الاحساس بالوخز كثيرا ما يبشر بتوقعات افضل.
التوقعات السيئة ترتبط بالشلل او توقف وظائف المثانة او توقف وظائف دماغية.
هدأة جيدة من النوبة الأولى وهدأة طويلة الأمد قد تبشران بمستقبل افضل . النكسات المتكررة يمكن ربطها باعاقة مستمرة. كلما ازداد ظهور آفات في التفريسة زاد احتمال حدوث اعاقة مستمرة.
الأسباب:
الى الآن لم يحدد سبب قطعي للتصلب المتعدد لكن هناك عددا كبيرا من الابحاث تجرى ولقد ارتئيَ ان رد فعل مناعيا ضد خمج خارجي عامل من عوامل الاصابة، وبحوث حديثة اظهرت ان الحقن بالانترفيرون بيتا، وهي مادة تعيق نمو فيروسات معينة يعطي تجاوبا حسنا يبطئ تقدم المرض عن طريق خفض شدة النكسات.
بعض الباحثين يعتقدون ان التصلب المتعدد مرض مناعة ذاتية يدمر فيه جهاز المناعة انسجة الجسم. في كلتا الحالتين هناك خلايا معينة من جهاز المناعة ترتبط بآفات التصلب المتعدد؟
حتى الآن ما من وسيلة معروفة للوقاية من التصلب المتعدد.
الوقوعات:
تُشخص في المملكة المتحدة خمس حالات جديدة لكل 100.000 شخص كل عام.
العمر المعتاد 20- 40 سنة و 67% من هذه الحالات من النساء. المرض اكثر شيوعا في المناطق المعتدلة ونادر في المدارية. حوالي 15% من الحالات في المملكة المتحدة لهم قريب من الدرجة الأولى مصاب على الرغم من ان المرض ليس وراثيا.
وبصفة عامة ان كان احد الوالدين مصابا فالطفل تزيد احتمالات اصابته بـ 20-40 مرة، لكن لا ينبغي ان ننسى ان الاحتمال الاجمالي حتى في هذه الحالات اقل من احتمالات الاصابة بالسرطان او مشكلات القلب.
* علاجات بديلة:
قد يستخدم ما نسبته أكثر من 50% من المصابين بالتصلب المتعدد الطب البديل، على الرغم من أن هُناك تفاوت في هذه النسب بسبب أختلاف تعريف الطب البديل. يفتقر هذا النوع من العلاج إلى الأدلة الواضحة التي تُبين مدى فعاليته أو حتى تُعتبر معدومة.  تتضمن العلاجات ذات فائدة غير مُثبتة المُستخدمة من المُصابين بالتصلب المُتعدد منها، المكملات الغذائية والخاصة بالحمية الغذائية وفيتامين دي  وبعض أساليب الأسترخاء مثل اليوغا والتداوي بالأعشاب (والقنب الطبي)  والمعالجة بالإكسجين عالي الضغط  والعلاج الدودي وعلم المنعكسات والوخز بالأبر.  يتم استخدام العلاج بنسبة أكبر من قبل النساء والمُصابين بالتصلب المتعدد لفترة أطول أو من يعانون من اعاقة.
* العلاج والتعامل مع المريض:
اعراض التصلب المتعدد كثيرا ما تكون خاصة بالمريض وتختلف في شدتها. العلاج بالأدوية والتغيير في اسلوب الحياة والغذاء والارشاد كلها تمكّن من السيطرة لدرجة اكبر على المرض وتطيل فترات الهدآت.
العلاج الطبيعي والعلاج الحرفي والتأهيل الموجه لأهداف معينة والارشاد الاجتماعي والنفسي كلها يمكنها مساعدة المريض على التصدي للمرض.
استغلال امكانيات المريض نفسه سيعينه على الحياة المستقلة قدر الامكان. على الطبيب ان يقيم قدرة المريض على استعمال المرحاض والاستحمام مستقلا، وعليه ان يعيد النظر بانتظام في هاتين الوظيفتين لضمان اقصى استفادة.
وعلى الرغم من انه ما من شفاء للتصلب المتعدد فان العلاج بالستيرويدات يمكنه ان يسرع الشفاء من الانتكاسات الحادة ويطيل الفترات بينها.
التدخين قد يسرع حدوث الانتكاسات، قصور مدى حياة المريض تحدث فقط في الحالات المرضية الصعبة جدا.
اهداف العلاج تقصير مدة الانتكاسات الحادة، وتخفيض تواتر وتكرار الانتكاسات الحادة وتخفيف ظواهر المرض والعمل على ابقاء المريض قادرًا على المشي.
اعطاء الميثيل بريدنيزون لفترات قصيرة وستيرويدات بالفم لكبت نشاط المرض.
اقراص كربامازبين لعلاج ألم العصب الثلاثي التوائم.
تيزانيدين وباكلوفين للشناج (فرط التوتر التشنجي) يمكن ان يحقن الباكلوفين في السائل الدماغي الشوكي خلال بَزْل قطني مضاد الفعل الكوليني لمعالجة عدم استقرار المثانة.
محصرات بيتا، كلوناريبام وايزونيازيد لعلاج الرعاش.
المداوة بالتمنيع يؤدي الى انخفاض تواتر الانتكاسات وسودة واشتداد الانتكاسات من الادوية التي تستعمل في هذا المجال أل انترفيرون.
* المراجع: الموسوعة الطبية للعائلة
* مواقع ويكيبيديا الطبية