مرّت عشرة أيّام على جريمة القتل البشعة، التي راحت ضحيتها الأم المغدورة وفاء عباهرة 41 عامًا، من مدينة عرابة، بتاريخ 16 تشرين الثاني الماضي، فيما لا يزال القاتل حرًا طليقًا. وزعمت شرطة إسرائيل، في بيان مصور لها عبر صفحتها الرسمية في فيسبوك ان قواتها "العلنية والسرية تواصل بمساندة مروحية ووحدات خاصة، تواصل أعمال البحث ومطاردة ربيع كناعنة 40 عامًا، المشتبه بقتل طليقته وفاء عباهرة قبل نحو أسبوع". وادعت الشرطة انها "تستخدم جميع الوسائل المتاحة لها كالمروحيات ومركبات رباعية الدفع وافراد شرطة في الميدان، لتحديد مكان المشتبه بالقتل بهدف تقديمه للعدالة في أقرب وقت ممكن"، في الوقت الذي تجاهله به الشرطة مناشدة عائلة الضحية، اذ قالت العائلة يوم الجمعة الماضي انها تقدمت ببلاغ للشرطة وبطلبٍ للحماية، وكان رد الشرطة أنه " لا يوجد حاجة"، وأضاف البيان ان الشرطة ترفض ابلاغ العائلة بنتائج البحث عن المجرم. وأضاف بيان العائلة: "نحن عائلة المغدورة وفاء عباهرة نستنجد ونطلب الحماية الفورية لبيت العائلة، هناك أخبار متناقلة بين المواطنين بأن المجرم لن يستسلم حتى يتم مهمته بقتل أخوتها ووالدتها، سواء الأخبار صحيحة أم لا...المجرم حر طليق ..وأعمال البحث في البلدة توقفت ولا توجد دوريات شرطة." وكانت هيئة البثّ الاسرائيليّة قد كشفت في تقرير خاص، عن تسجيلات لمحادثات جمعت بين الشرطة والمغدورة وفاء تظهر فيها، اتصالًا أجرته عباهرة خلال مكوثها في مأوىً للنساء المعنفات، حيث طلبت وفاء من الشرطي مساعدتها في ترتيب موضوع رؤيتها لأطفالها، حيث قالت وفاء للشرطي "أريد الخروج من هنا اليوم، ليس حسب أقوال ربيع، اريد الخروج، لا أريد البقاء هنا" فيجيب الشرطي: "حسنًا، وستتقاسمون رعاية الأطفال، يومين لك ويومين لربيع، أو ثلاثة-ثلاثة" فتجيب وفاء:" لا يوجد قرار محكمة بعد، لا يمكنني أن أعطيه. ماذا لو اخذ البنات ورفض ارجاعهن، من سيرجعهن إلي". واستمرت المحادثة لتتوجه وفاء إلى الشرطي قائلة إن وظيفته الدفاع عنها وعن البنات وأن عليه أن يعلم أنه بخروجها من الملجأ ستكون بحاجة للحماية. ليجيب الشرطي بوقاحة "انت لن تعلميني ماذا أفعل، لن تقولي لي" لتجيب وفاء بأن الأمور لم تتغير وأن "الخوف والقلق لم يختفيا". فيتوجه الشرطي في المحادثة إلى وفاء مدعيًا أن "الخدمة التي تلقيتها لن تحصلي عليها في أية مكان، وإذا كنت قلقة فمن المفضل ألا تخرجي". ويستمر الشرطي خلال المحادثة بتوجهاته المستهترة الوقحة، حيث يطالب وفاء بإحضار الأولاد لربيع ثلاثة أيام أسبوعيًا، وعند إصرارها "أن الأمور لا تسير بهذا الشكل" صرخ الشرطي أنه "هو من يحدد كيف تسير الأمور وفقط هو". وقتلت وفاء عبد الجبار عباهرة في الشارع الرئيسي بمدينة عرابة في جريمة طعن من قبل طليقها، ربيع كناعنة، إذ كان يلاحقها إلى أن اصطدم بسيارتها وأوقفها ثم توجه إليها وطعنها عدة مرات بآلة حادة إلى أن تدخل عدد من المتواجدين في المكان، ثم استقل القاتل سيارته وفر من المكان. فيما تم نقل الضحية من قبل طواقم نجمة داوود الحمراء إلى مستشفى بوريا، وأعلن لاحقًا عن وفاتها.