شعوب منطقتنا تدفع ثمن المؤامرات الامبريالية الامريكية والصهيونية بشراكة كاملة مع بريطانيا وفرنسا، لا يعدون القتلى والجرحى والمشوهين، لا في غزة ولا في لبنان ولا في إسرائيل، بهدف: -استمرار الحروب في هذه المنطقة وتفعيل كل الصناعات العسكرية الامريكية وزيادة ارباحهم على حساب دماء الشعوب. -إحكام السيطرة الامريكية على المنطقة واخراس كل صوت مقاوم ومناهض لهذه السياسات المجرمة التي لم تكن في صالح الشعوب أبدا، لهذا شنت الحرب على العراق وثم سوريا وهكذا انتقلوا لتنفيذ خططهم لتدمير غزة، مستغلين هجوم السابع من أكتوبر واستهداف المدنيين المستنكر، ونجاحهم بتجييش الشارع الاسرائيلي للخروج بهجوم شامل على الشعب الفلسطيني في كل أماكن تواجده كي تدفن القضية الفلسطينية بأكملها، والان على المقاومة اللبنانية بعدوان بشع على الشعب اللبناني وتهجير أهله واعمال إرهابية جماعية بشعة. وترتفع في بلادنا نشوة حكامها المنتصرين بسلسلة اغتيالات لقيادات سياسية وعسكرية فلسطينية ولبنانية، نعم جاءت "صورة النصر" التي حلم بها نتنياهو وزمرته، لكن هذه الاغتيالات مهما كان "صيدًا ثمينًا"، الا انها لم ولن تكون خاتمة لأي صراع كان، لم ترفع الرايات البيضاء لا في غزة ولا في جنين ولا في بيروت، سياسة الاغتيالات ليست جديدة فهي تنضم الى تاريخ طويل من اغتيالات إسرائيلية لكل صوت عاقل في المنطقة دعا للسلام وكل صوت مقاوم للظلم والظالمين، هل حققت هذه الاغتيالات الأمن والسلام للشعب الإسرائيلي؟ هل سينام اهل تل أبيب وحيفا والجش ويركا والطيبة وراهط بأمان؟ هل ستعود الحياة الى مجاريها غدا او بعد غد؟ وللأسف ترتفع أصوات هؤلاء المنتشين والراقصين على دماء الشعوب، مع اننا في البلاد ندفع الثمن يوميا، بفقدان الأمان ودفع أثمان الحرب تقريبا طيلة حياتنا، يحاول قادة إسرائيل التغطية على فشلهم الذريع من تحقيق أي انجاز لهذه الحرب الدامية سوى عشرات الالاف من القتلى بما فيهم الأطفال والنساء والدمار الفظيع، لا يهمهم حتى إعادة المختطفين الاسرائيليين من سنة كاملة، انها حرب عدوانية وليست حرب وجودية كما يكذب قادة حكام إسرائيل على شعبهم. كل ألاعيب التفرقة الطائفية ومحاولات تقسيمنا من خلال التحريض الطائفي وتحميل قوى المقاومة الدينية وكأنها هي السبب في الحروب، وتشويه صورة المقاومين، هي لذر الرماد في العيون وتغييب الدور الأساسي للمعتدي والمحتل والمغتصب على مدى عشرات السنوات وان الاحتلال هو الوقود لنشوء التيارات العقائدية المقاومة وليس العكس، فقدان كل مقاوم، حتى لو اختلفت مع عقيدته، هو خسارة لكل الوطنيين الشرفاء. الشعوب تحلم بالحياة والعيش بأمان وسلام بكرامة وحرية، وطالما ما زال الشعب الفلسطيني يعيش تحت الاحتلال الإسرائيلي ويمنع من استقلاله بدولة مستقلة ذات سيادة، ستبقى جمرة المقاومة مشتعلة على مدى الزمان، تخبو حينا وترتفع أحيانا. كل محاولات خلق "شرق أوسط جديد" بالعبور عن قضية فلسطين، ومعاهدات "أبراهام" والتطبيع بكل اشكاله، مصيرها محتوم بالفشل. نحن هنا أيضا مستهدفون ومعاناتنا الطويلة مستمرة لضرب البنية الاجتماعية لمجتمعنا الفلسطيني في داخل إسرائيل، لتفتيت وحدتنا الوطنية واختراقه بالجريمة المنظمة والعنف وتهميش دوره السياسي واخراجه من دائرة التأثير على الساحة الإسرائيلية والتي تصل بالتحريض الدموي على كل الأصعدة من القيادات السياسية لشعبنا وحتى لرفاق الشبيبة الشيوعية، يريدون منعنا من التعاطف والتعاضد مع أبناء شعبنا المذبوح يوميا، يريدون اخراس كل صوت وطني، مناضل ومدافع عن المصالح الحقيقية لشعبي هذه البلاد، يريدوننا عبيد لا صوت لهم. علينا اخذ زمام المبادرة والدعوة الى وقف هذه الحرب الجنونية فورا، ووقف العدوان الدموي على لبنان وعلى غزة والضفة الغربية فورا والتوصل الى اتفاق وقف إطلاق النار على كافة الجبهات والوصول الى حل سلمي يشمل عودة المختطفين وإطلاق سراح سجناء الحرية والوصول الى سلام شامل بإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة. علينا المبادرة لإطلاق صرخة عربية - يهودية تدعو للكف عن سفك الدم والوصول حل سلمي شامل. الرامة 28.9.2024