فجر الجمعة 14.6.24 كان الرمق الأخير في حياة رفيقنا الراحل الغائب الحاضر سمير محمد عثمان (أبو نضال) حيث فارقنا جسده وبقيت روحه مرفرفة بيننا ومعنا. وبوفاته فقد الحزب الشيوعي في طمرة بشكل خاص وعلى المستوى القطري بشكل عام رفيقًا مخلصًا مبدئيًا حتى النخاع.
عم الحزن والأسى على خبر وفاته كل من عرفه، حيث عرفه الناس بأخلاقه ووفائه وبعمله الدؤوب في خدمة اهل بلده وشعبه، وكان شعاره "جئنا لنعطي لا لنأخذ" وهو شعار جسّده قولا وفعلا وليس هناك ذرة شك في ذلك.
ولد الرفيق سمير عثمان في قرية الدامون سنة 1948 وقد هُجّرت عائلته الى جانب آلاف العائلات المهجرة من قُراها قسرا، واستقرت في طمرة حيث استقبل أهالي هذا البلد الطيب برحابة صدر المهجرين. فتقاسموا معهم رغيف الخبز وشرب الماء وعاشوا باحترام متبادل رغم ألم وحسرة التهجير، وشكرا لأهالي هذا البلد الكرماء وكل من استقبل المهجرين.
أحب الرفيق سمير عثمان الدامون، مسقط رأسه، كيف لا وهي بلد الآباء واجداد الأجداد مع ايمانه الراسخ الذي لا يتزعزع بالعودة، مما جعله يزورها دائما ويستظلُ بظلال شجرها وخاصة عين الماء التي جفّت دموعها فراقًا لأهلها وهي تنتظر عودتهم التي لا بد منها.
بعد ان أنهي مرحلة تعليمه الابتدائية اضطر الى النزول الى العمل ليساعد عائلته في توفير لقمة العيش بكرامة وعزة، وبعدها انضم الى صفوف الشبيبة الشيوعية ثم الحزب مما زاد في وعيه ونضوجه السياسي وجعله يتمسك اكثر فاكثر بالحزب وسياسته الحكيمة والمسؤولة في قضايا السلام العادل والشامل في منطقتنا والعالم.
كان الراحل من مؤسسي لجنة الإغاثة سنة 1987 ومن ركائزها الأساسية، وترأسها خلال الست السنوات الماضية. شارك رفيقنا المرحوم في الاعمال التطوعية في طمرة وخارجها انطلاقا من المبادئ التي يؤمن بها في خدمة شعبنا. ونَشِطَ في حملة التبرعات وجمع الأموال (فكر بغزة) حتى قبل وفاته بعدة أيام.
لقد رأينا انه يستحق التكريم على نشاطه ومثابرته فكان ذلك في ليلة العودة الى الدامون في شهر أيار من العام الماضي.
رَحِل رفيقنا بجسده وبقيت روحه بيننا ومعنا بشكل دائم بحيث لا يمكن نسيانها.
نعزي أنفسنا فيما نحن نعزي عائلته التي سارت وتسير على دربه بأمان وثقة وبتصميم اكيدين. لن ننساك أيها الراحل الباقي معنا نم قرير العين رحمك الله واسكنك فسيح جناته.
طمرة - الدامون
إضافة تعقيب