news-details

ألواح | بابكر الوسيلة

(1)

يكبُرُ البحرُ أمام الضَّحايا

تصغرُ الصُّورةُ الآدميَّة فيه..

إلى أين أفِرُّ من الحزنِ،

أين أفرُّ من اليابسة؟

..............

تُوفِّيتُ قبلَ قليل..

ولم يَبقَ لي في الحياة سوى قلبِ أمِّي،

فكيف أُعيدُ الصَّباحَ..

إلى أوَّلِ عصفورةٍ في شجر النِّيل؟!

وكيف أعودُ على جَرَس القلبِ

_ لو أمدَّ الله فيَّ الجَناحَ _

إلى آخِرِ المدرسة؟!

(2)

قالوا إنَّهم قتلوني

إنَّهم يَكذِبون..

فها أنذا أتحدَّثُ معَكُم

وجهاً في وجهٍ

بعِناق..

ويُمكِنُني بِدُوني

أن أختارَ وأُسمِعَكُم

آخِرَ ألحانِ العشَّاق.

(3)

أنا عبدٌ لِمَدْ..

وسيِّدُ هذه الدُّنيا بشعبي

وشعبي رُوحُ هذي الأرض..

ما أجَّلتُ واجبَ طينتي للغَدْ..

قصيدتي قلبي

وأيَّامي سِهامُ الرَّفض.

(4)

أُخطِيْ وأُصيب..

لكنِّي في أقصى درجات الوَهَنِ،

لا أُخطئُ وطني..

لا أُخطِئُ في قلبي التَّصويب.

(5)

تذكَّرْ..

كنتَ هنالك تسعى على ضفَّة النِّيل،

وكانت يداكَ على النَّاس غصنينِ مخضوضرينِ،

وقلبُك عشٌّ لكلِّ العصافير 

لو كان يَعرِفُ فيك النَّبات..

تذكَّرْ لوحةَ الصُّبحِ في قلب أمِّكَ،

وهْيَ تعوذُ بالله من شرِّ كلِّ العساكر  

والمُوبِقات.

تذكَّرْ مليَّاً قميصَ أخيكَ المُوَشَّى 

عند آخِر موكب..

ووقعَ أقدامهم قنبلةً في قُلُوب الطُّغاة.

تذكَّرْ بلادَك في كلِّ حين..

إنَّها حزنُك الأبديُّ الثَّمين، 

أعرفُ،

لكنَّها، رغم هذا وذاك، 

الحياة.

أخبار ذات صلة

إضافة تعقيب