news-details

التطعيم والتطبيع| سهيل عطاالله

كلمتان تتشاركان بحروف ستة.. ترددهما ألسنة الناس في بلادنا.. هذا يريدهما وذاك لا يرتاح في محضرهما او لحضورهما!!

في الاحتراز والوقاية من جائحة الكورونا نركع خاشعين في محراب التطعيم متموضعين في فيء خيمة تتدلى من سقفها حقن متعددة الاحجام والاشكال.. حقن امصالها لم تتذوقها عروق الناس اجمعين!

في هذه الخيمة يرتبك الناس.. بعضهم يرى التطعيم طعما كذاك الذي يجر الاسماك الى هلاكها وبعضهم يمتثلون راضين بنداء الخبراء والاطباء.

مع الحديث عن التطعيم تدق طبول التطبيع ليتمايل على ايقاعها العرب وغير العرب هنا وهناك.

في الحديث عن التطبيع تختلف الطبائع، قوميًا.. لكل فريق لاءاته: يقول الحاكم اليهودي – لا شريك لي في ديار المحكوم الفلسطيني وهذا يقول لا أجد شريكا في بيت الحاكم اليهودي.

يجلس الفرقاء حول مائدة الوفاق لنسمعهم يؤكدون استحالة الاتفاق.. على هذه المائدة يخاطب الاسرائيلي الفلسطيني قائلا:

لا دولة لك.. لا حدود لك.. لا سلاح لك.. لا عودة لأهلك المشردين!! انت من جماعة المخربين والسقاة والحطابين!!

بعد هزيمة 67 يقول العربي: لا سلام مع اسرائيل.. لا اعتراف بها ولا مفاوضات معها! هذه اللاءات طارت عن افواه الفلسطينيين لاحقا وتحديدا بعد توقيع تفاهمات اوسلو!! اما لاءات الاسرائيليين فبقيت هادرة مجلجلة لتنغص حيوات الفلسطينيين أينما وجدوا!!

مع وقوفنا امام زوابع ورياح التطبيع يطل علينا عربي لا اعرفه شخصيا لكنني تابعته وأتابعه خارج وداخل البرلمان في بلادنا، بلاد السمن والعسل! كنتُ وما زلت أرى فيه ابنا بارا لقومه: انه الدكتور منصور عباس. لأسفي يهتز، هذه الايام، إجلالي لابن جليلنا وهو يتطبع بأفكار ولاءات ووصوليات الحاكم الاسرائيلي.. وصوليات لا توصلنا الى الامن والامان!

وسؤالي: كيف ينسى رئيس القائمة العربية الموحدة ومناصروه المنضوون تحت راية الحركة الاسلامية بشقها الجنوبي.. كيف يتناسون تلك اللاءات الحارقة لطبيعة التطبيع والسِلم والوفاق؟!

هل بقبولنا اللاءات نذود عن حياض الوطن وكرامة مواطنيه؟!

ان اليمين الحاقد يعمل على تفكيك القائمة المشتركة! تفكيك اقرأ فيه طامة تجهز على حقنا في العيش الكريم نحن ابناء الوطن محبي السلام العادل!! في هكذا تطبيع تتهاوى شراكتنا.. تطبيع في نسيجه تحاك لنا اكفان تلفنا بالانقسام والتفكك ونحن على قيد الحياة!!

لم تُمس اسرائيل دولة لكل مواطنيها!!

لم يلفظ قانون القومية الواحدة انفاسه!!

لم تنته مسلسلات هدم البيوت!!

لم يتوقف السلب والنهب!!

لم يتوقف العنف القاتل لابنائنا وبناتنا!!

لماذا تترك الحراك السلمي العادل لتعزيز عِزة شعبك يا د. عباس؟!

لا تترك الحصان وحيدا!

 

أخبار ذات صلة

إضافة تعقيب