سأبحث عنك في..
فوران شرياني المذبوح
دموع تقطر من سقف
بيتنا المسفوح
وظلّ زيتونة تحتضن جذوعها
جرحنا المفتوح
تراب منك عالق في أخمص
قدمنا المسطوح
ولغة تبكي حروفها على زعقات
زماننا المنزوح
***
سأبحث عنك..
بين أمواج سَّرابك
لأصل الى عرشكِ المنصوب
على صلبان ترابك
سأصلّي صلوات المحارب
في رحاب محرابك
سأبحث عن طريق أحضانك
في قنوات شريانك
بعد ان تشتت بيَّ المسالك
في متاهات شعابك
لألحق..
بالمارّين من تحت صلبانك
والسابحين في رغوة بحارك
والشاربين من عصير لهاثك
والعائدين الى زلال نبعاتك
والمحلِّقين الى هلال أحلامك
***
سأبحث عنك في..
سكرات الموت وصحوات الحياة
دروب الأسفار وسجون المتاهات
لمعات الجمار وعبثات الأقدار
أضرحة الشهداء وكنانات الثوار
***
سأبحث عنك في..
حنين المواويل وبكيّات القوافي
كنانة المحاربين وضياع المنافي
عذابات الجوع ولذة الخبز الحافي
لوعات التشريد وحضن أمي الدافي
***
رحلت فيك رحلتين:
رحلة الى غياهب السنين
ورحلة الى ظلمات الغياب
وحملتك مرَّتين:
مرة عندما غرست زيتونتي
في رباك
ومرة عندما صنعت بندقيتي
من ثراك
***
وحملتيني مرَّتين:
مرة من نجران الى يبوس
وهناك زرعت شتلتي
ومرة من بيسان الى طرطوس
وهناك نصبت خيمتي
***
بنيت على ترابك قصرين:
قصراً على جبال الجليل
وقصراً على طريق الرحيل
حفرت في رحابك خندقين:
خندق على حدود حطّين
وخندق على حدود جنين
***
أيَّتها العائدة من الزمن المخطوف
في رحلة الإياب
أما آن لك أن تخيِّمي
نيِّخي أحمالك خفافاً وثقالا
وكلي من طيبات أريحا
أعناباً وبرتقالا
***
أيَّتها العائدة من قسوة الغياب
انصبي خيمتك على شفا النهر
وتعمَّدي من ماء زلالا
وكلّي من طيباتها
ثماراً وغلالا
وابنِ بيتك في حضنها
وزيِّنيها
وهاداً وجبالا.
كفى تشتتاً وترحالا
وازرعي في ترابها
بذوراً وأشتالا
***
أيتها العائدة من طرقات السَّراب
ابحثي عن المينا بين أمواج الضباب
وعن البوصلة في حرقات الغياب
من هناك من أفق يبوس ستظهر لك
لمعات القباب
من هناك من قبلات بحر عكا لسورها
من هدير ثورات الإياب
ستسمعين رجعات الجواب
- عرعرة
إضافة تعقيب