news-details

علّمتنا أسراره ! | يوسف جمّال

الى محمد نفّاع في تجلّي غيّابه 

كم ستطول سفرتك

الى حيدر

متى ستعود منه حاملاً

نفحات الزعتر وبياض والياسمين

 محفورة على أسفار

 صخور الجليل

هل سيطول يُتْمُ الكلمات

وصمت المواويل

وسكوت الحكايات

**

 سنشتاق ..

 الى همس زهور الرُّمان

واخضرار أوراق الاقحوان

الى عنفوان النرجس

 و حنان أوراق الريحان

التي ستطِّرها على رقائق الوجدان

**

زرعت الأشتال في المشاتل

ولحنت وشوشات السنابل

وصليل المناجل

ودوَّنت روايات الينبوع

و حياة حارات الربوع

وصرخت صرخات الجوع

وآلام تاريخنا المقطوع

ولهفة المشرَّدين الى الرِّجوع

كنت تهتف وترَّدد خلفك الجموع

سيبقى علمنا مرفوع ..

سيبقى علمنا مرفوع

**

كم ستطول غيبتك

عد لنا ..

 من سيغنّي مع الزابود مواويله

 من سيحكي لنا حكاياته

من سيدوّن نفحاته

 من سيرسم لوحاته

 من سيقطف صبراته

 من سيسقي زيتوناته

من سيروي بطولاته

 **

وُلدت من رحم الأرض

حملتك قرون

رسمت على وجهك الأسمر

تاريخنا المكنون

غنيت لها وغنّت لك

ناجيتها وناجتك

عشقتها عشق الجنون

وعشقتك عشق الأم الحنون

**

لم التق بك

ولكني ألقاك في كلِّ يومٍ

مع أزهار السوسن

وعنفوان قامات النرجس

وتمرّد زهر الزنبق

وهيبة أغصان البلوط

**

 ألقاك ..

مع كلِّ لقمة مغمَّسة

بزيتها المخزون

في جراره

مع كلِّ رشفة من شاي

معطَّر بالنعنع واخضراره

مع كلِّ مزارع يأخذ من

" فطير" الزعتر

إفطاره

ويشُّد على الندى زناره

و ينام قيلولته تحت أشجاره

سنلقاك في كلِّ يحمله الوطن

فأنت الذي علَّمنا أسراره

 

أخبار ذات صلة

إضافة تعقيب