news-details

قِفْ ولا تَلْتَفّْ| أحمد صالح طه

 

(مِنْ وَحْيِ النقب)

 

 

 

يَا أَيُّهَا المُدَجَّجُ بالخَوْفِ قِفْ.

إرْمِ الشَّراسَةَ وانْتَبِهْ،

ألا تَرَاهَا شارةَ الكَفِّ تُدَوِّي ,

قِفْ! وَلا تَلْتَفْ.

إِن كانَ سَخْطُكَ أَرْغَمَك ْ

فاسحَبْ كِلَابَكَ وانْصَرِفْ.

لَنْ تَقْتُلَ العشْقَ لبَيتِي والثَّرَى ,

العِشقُ إِنْ مَاتَ انْتِقَاماً،

عَاد يَثْأَرُ في شَغَفْ.

قَدْ صَار لي نابٌ وَصَوْتٌ بَربَريّ

صَار لونُ العَيْنِ أَحْمَر،

كُلُّ مَن حَدَّقَ فيها يَتَسَمَّرْ،

والأَمَامُ لارْتِيَابِهِ لاذَ خَلْفْ.

لن يَمُرَّ عَبرَ هَذا الْكَفِّ إِلّا المُسْتَخِفّْ،

دَمِّي ُفي الشِّرْيَان يَغلِي ويَفُور،

جَذرُ بَيْتي يَرْتَوِي مِنْ دَمِهِ,

ويَنْبُتُ أَقْوى بِإِشْبَاعِ الجذور .

لارتِحَالي أَنْتَ سَغْبٌ،

شَدَّكَ بيتي كَنِسْرٍ،

فوق عُشٍّ للعصافير يَرِفْ.

لا تَعبُر الكفَّ وقفْ .

هَذِي العصافير حباها الله

للحَقِّ كأطْيَارِ الابابيلِ،

وَكُلُّ واحدٍ مِنها كَأَلفْ.

أَبْرَهَه مَعْ عَظْمَةِ الجُنْدِ كُسِرْ ,

فإنَّنِا لَسْنَا بفَجٍّ يَتسَاقَطُ دون روحٍ،

عَنْ شُجَيْراتٍ عِجافْ،

أُقْتُلونا، قَطِّعونا وادْفِنُونا

حَيثُمَا شِئتُمْ سَنَنْمُو،

ثم نبني لَنْ نخاف.

لنْ تَمُرَّ عَبرَ هَذا الكَفِّ لا،

لا لَنْ تَمُرَ لن تمر لن تمر...

 

أخبار ذات صلة

إضافة تعقيب