news-details

مقالب أم انقلابات | سهيل عطاالله

هنالك انقلابات غير مباركة تخرج من أذهان وأرحام المفسدين الأنانيين لتنغيص حيواتنا على طول وعرض مجتمعاتنا وتجمعاتنا العربية.

تعلمنا في المدارس عندما كانت المدارس سامقة القامات والمقامات أن مزنة الانقلابات لا تمطر إلا خيرا، وتعلمنا أن الانقلاب بمعناه، مشروع حياتي تتحول في حضوره حياة الناس الى الأحسن والأفضل.. ألم يفعل هذا الأنبياء والرسل عندما زرعوا في أفئدتنا وأذهاننا رسالات سماوية أخذتنا الى حدائق الخير بعيدا عن الوثنية والأوثان وعبادة الانصاب؟!

انقلابات هذه الأيام على مستوى الافراد والجماعات كثيرا ما تشطب الرسالات وفضائل الخير وأهله من معاجم الحياة!

في مؤسساتنا على تنوعها تتحكم فينا نزوات الشر من حسد وجشع وأنانية واستئثار!

في تنصيب الإمام الجديد يرى الناس انقلابا على حياتهم وليس انقلابا في حياتهم.. يرون فيه تغييرًا للأسوأ لأنه ليس فردا من عائلتهم.. أما افراد القبيلة فسرعان ما ينقلبون على شيخ القبيلة لأنهم يريدونه من صُلب أفراد حمولتهم! وهكذا دواليك.. فالمدير الجديد ولو اجتمعت لديه كل المؤهلات والكفاءات نجد تعيينه انقلابا على حياة من تفتك بهم غريزة التملك والاستئثار فهم يريدونه قائدا تربويا حاملا راية عائلتهم أو طائفتهم! هكذا هو الواقع في حياتنا ولا شيء غير ذلك. في واقعنا هذا يحرق سكينتنا الاحتراب البغيض فنشهر سكاكيننا كلما تقلد سوانا منصبا من المناصب!

بدوافع الانانية وعشق الذات تخلع الفرادة عباءَتها عن أجسادنا وأذهاننا فكل فرد منا يريد الإدارة أو الرئاسة الزمنية الدنيوية والروحية له وحده، وإن لم ينلها هو وحده يقوم بشن حملة افتراءات على من فاز بهذا المنصب أو ذاك!

إن رجلا نبايعه في المساء وننكره في الصباح خير دليل أننا قوم مخادعون!

إن مجتمعًا يفاضل بين أفراده بمعايير عرقية ومذهبية وطائفية وعائلية سيبقى مجتمعا قبليا متخلفا!

أستمطر رحمات الله على متنبي العصر – محمد مهدي الجواهري واتساءَل: هل رأى شاعرنا ببغداد كل حواضر العرب عندما قال:

خزيت بغداد من بلد
  كل شيء فيه مقلوب

 

أخبار ذات صلة

إضافة تعقيب