news-details

من أزهار الربيع (3) | محمد نفاع

(3)

البلان:

هو نبتٌ شائك قصير يفج على الأرض، وهو كثير وسريع التكاثر، له زهر ناعم باهت، وتنتشر عليه طفيليات نباتية شعرية طرية نطلق عليها لحية ابليس، يثمر حبا صغيرا مدورا كحب القُنْبُز يجره النمل إلى بيوته. والفلاح يستعمله لأغراض عديدة، وهو سريع الاشتعال وسريع الانطفاء، " مثل بلانة الصيف ما بتلحق تشتْعِل تتنطفي".

الفلاح يعمل منه "بلانة" مع عصا طويلة يُرقرِقُها ببسطاره ويجمع الحَبْ وقموعة سنابل القمح حول العَرَمة حيث لا تحكرها المذراية، أو لقشط القصَل عن ضبة القمح.

والوحدة تغطي به مسكب البندورة حتى لا تمعره القطط أو الأولاد، وكذلك عندما ترش المسكب بالماء يعمل عمل المرش حيث يكون السقي خفيفًا موزعًا حتى لا يطوش البزر.

ويستعمل لشعط القمح المفرك وعمل الفريكة، والحمص لعمل القليا، والفول لـ "بُشميط" ونحن نغني:

حوحو يا بردي

                   عودة حطب ما عندي

عندي شقفة بلانه

                   بتحرق راس الحمامه

وهنالك موقع أرض تحت مدينة صفد وعكبرة من جهة الجنوب اسمها البلانة، نزل بها بعض البدو على وعينا وقربها مواقع الجوق ونابل، مرعى البقر والماعز، ويكثر فيها الحجل، وهذه المواقع بين قرية المغار وياقوق.

ويقولون ان المعزى البلدية والسخول تأكل أوراق البلان الصغيرة من بين الشوك، والجديان تجرح أبوازها الطرية لأن ورق البلان دواء ناجع ضد الجرب. سبحان المهدي.

 

المديدة:

نبتة طرية مفرشخة لها زهر أبيض بتفصيل زهر اللبلاب الذي نسميه المُديدة، يأكله الماعز بشهية ونحشه من بين جَرْد العنب.

وهناك نوع آخر ورقه أخشن نسميه مديدة غَنَم. 

ونوع ثالث له نفس الأوراق والأزهار اسمه المحمودية، كان الناس يأخذون "لبن" السيقان والجذور – أي العصارة – ويبيعونه في صفد للعلاج من بعض الأمراض.

 

السِّعْد:

نبت يطلع في البرك والمستنقعات وهي تجف، غصونه كغصون الشيح عبارة عن قش أخضر طويل وهذا الاسم استعمله بعض المترجمين السوريين للأدب الروسي، السِّعد خاصة في التندرا في الدائرة القطبية الشمالية وسيبيريا.

 

القبريش:

شجر مثمر نادر، ثمره كثمر الزعرور الأصفر لكنه أكبر، وقال لنا أحد الموظفين في دائرة حماية الطبيعة!! (والتي تعمل كذراع من أذرع المصادرة قال عنها الشاعر سميح القاسم في اجتماع جماهيري في القرية: حرامية الطبيعة) قال لنا: في وعر البلد سبع شجرات قبريش، من الصعب الوصول اليها بسبب غزارة الوعر. وهناك موقع في البلد اسمه خلة القبريش، وقبل سنتين ذهبنا برفقة الصديق عصام عراف ونايف سليم ونمر نمر وغالب سيف للتفتيش عن القبريش وفشلنا، لكننا وجدنا منه نبتة صغيرة زرعها صاحب البيت في الحديقة، ورقه أيضا كورق الزعرور لكنه أوسع، ولا أذكر إن كان القبريش شائكا كالزعرور، وتغني فيروز: هَيْك مشق الزعرورة يا يُما هَيْك.

 

كف الدب: 

يقولون ان هذه الزهرة الجميلة النادرة موجودة فقط في أرض البلد، ولذلك يأتي الكثير من السياح لرؤيتها في مواقع عين الوَرَقا وخلة عُليق وديدبان والمغسل، الزهرة وردية "فكحاء" قليلا تماما مثل كف الدب الذي كان يعيش في جبل الشيخ في الماضي البعيد، ويبدو ان هذا التشبيه أخذ من هناك قبل مئات السنين، رأيت هذا الزهر في الصين وسويسرا ويسمونه- زهرة الكاميليا – هكذا جاء في الترجمة.

 

قمح الصفافير:

ينبت في مواقع الجرمق والزابود، زهره دقيق كالشعر، لونه ابيض كزهر القَمْح، وحبُّه يشبه القمح، في السنبلة الواحدة ثلاث حبات، هذا ما شاهدته، مع انه لا يشبه سنابل القمح أبدًا.

 

الصياح:

 نبت طويل أخضر، زهره أيضا ناعم أبيض كزهر القمح، وله سنابل ناعمة طويلة، تتمايل مع الريح كالنادبات كما أطلق عليه أحد الكتاب أو الأدباء.

كنا نشق الصياح، من قصلته إلى العُقدة ونعمل منه صفافير لها صوت حاد جميل.

***

//من مواقع أرض الخيط المصادرة

قدح الغول، الحنداج، كِتف الحنداج، مرج الغزلان، ماروس، موارس الحرية، وعرة زيادة، السرير لِكبير، السرير الزغير، أبو هَبْلا، الخندقيات، باب المُغر، بيادر الخيط، جب الربّيض، مسيل الدباغة.

وتمتد أرض الخيط بمساحة 16 الف دونم من أرض المالكية شرقا إلى كيبتوس نجمة الصبح وأرض الزّبيد- يسود همعْلا وعيون العرب غربا ومن أرض فَرعم وعين الطبول جنوبا إلى سديه اليعيزر شمالا، وحولها وقريبة منها قرى قديثا، دلاثا، طيطبا، الراس لِحمر، عرب الزبيد، والطريق اليها من البلد إلى ميرون والقيومة وخلة بير الشيخ غربي مدينة صفد وقرية عين الزّتون.

//صورة: أرض الخيط المصادرة

أخبار ذات صلة

إضافة تعقيب