news-details

 ويكون أن يأتي نبيٌّ من حارتنا!

 

 من زمان ..

منذ أن اخترع أهل عكا

حروف الأبجدية

ورموها في البحر

طافت زبدًا

وسمت الى غيمتنا

وسقطت نبعًا على حارتنا

***

كتبناها

على سطور مدى ديرتنا

نقشناها على صخور الجليل

فمرَّ المسيح من هنا

فكتب بها الإنجيل

ومشى طريقه الطويل

من الجليل الى الخليل

 ***

أبجديتك كتبناها على ألواح الصبر

على أوراق السريس

على نفح عطر الزعتر

 على المواويل

على الزيت الأخضر

على قمح البيدر

 ***

أبجديتك..

طرَّزتها أمي

على شالها

ونشرتها على حبل الغسيل

في وجه شمستنا

قبل أن تميل

حفرتها على صفحة قدميها

وطبعتها على الطريق

طريق الرحيل

ليقرأها المارون

من جيل الى جيل

ليحفظوا السبيل الى حطين

والى دير ياسين

***

أبجديتك مكتوبة بأحرف شمسيَّة

 على ظلِّ خروبتنا

في مكان هجيع أبي

في وقت الهجير

 على الريح التي تمرُّ

من ديرتنا

بدم الشهيد على تربتنا

 ***

كتبتها جدتي على

بأحرف من نور:

 على سنا سرجتنا

على باب خيمتنا

على حجارة بلدتنا

على أحلام طفلتنا

على دفاتر حقيبتنا

وكانت تقول:

ويكون يا ولدي وأن تأتي الغولة

من الطريق القصيرة

فتغزوا حارتنا

وتأكل طبختنا

وتطفئ سرجتنا

وتنام في فرشتنا

 ***

 ويكون أن يأتي نبيّ

يخرج من تراب

حكورتنا

 ويمشي في الأرض

يحمل في يده قنديلًا أبجديتنا

فيه زيت من عصيرغيبتنا

ويطوف في البلاد

فيلحق به العباد

فيفتحون باب حارتنا

ويسقون زرعتنا

ويحيون جمرتنا

ويضيئون سرجتنا

(عرعرة)

 

أخبار ذات صلة

إضافة تعقيب