أسرة التحرير
هآرتس- 29/1/2021
بعيدا عن الانتباه العام تجري في الاسابيع الخمسة الاخيرة حملة ثأر عنيفة يقوم بها المستوطنون في اعقاب موت رفيقهم، اوهافيا سانداك، في حادثة وقعت في اثناء مطاردة شرطية له. اما ضحايا حملة الثأر هذه فهم كالمعتاد السكان الفلسطينيون الذين ليس لهم اي صلة بموت المستوطن.
وحسب معطيات "بتسيلم" التي نشرت أمس، ففي الاسابيع الخمسة الاخيرة وثق محققو المنظمة 49 حدثا عنيفا، 28 منها تضمنت اعتداءات جسدية على الفلسطينيين أدت الى اصابة 15 شخصا، بينهم 4 اطفال. احرقت سيارات، اقتحم زعران البيوت، افلتت كلاب عليهم ودهس اشخاص عن عمد. في حالة واحدة على الاقل ضرب شيخ بالعصي حتى نزف دما.
على كل هذه يرقب جنود الجيش الاسرائيلي وافراد شرطة اسرائيل الذين يفترض بهم ان يحافظوا على القانون والنظام في المناطق ويحموا السكان وممتلكاتهم، دون أن يحركوا ساكنا ضد المعتدين في معظم الحالات. أحد لم يقدم الى المحاكمة، بعد عشرات الاحداث. فيما لا يقل عن 26 من الحالات تواجد رجال قوات الامن وشهدوا اعمال الشغب. وتقضي "بتسيلم" انه بدلا من اعتقال المشاغبين، هاجمت قوات الامن ضحاياهم، أطلقت النار واصابتهم. في 21 حالة اخرى لم تقم هذه القوات بما يكفي كي توقف الاعتداء.
هكذا يجد الفلسطينيون أنفسهم عديمي الوسيلة امام المعتدين عليهم. محظور على الشرطة الفلسطينية التدخل والشرطة الاسرائيلية هي شرطة لليهود فقط. لو كان الفلسطينيون هم الذين يعتدون على المستوطنين بمثل هذه الوحشية لانقلبت الصورة رأسا على عقب. قرى كانت ستغلق، عشرات الاعتقالات كانت ستنفذ والمذنبون كانوا سيقدمون بسرعة الى المحاكمة، وفي ختامها كانت ستفرض عليهم عقوبات قاسية.
يرى المشاغبون في سلوك قوات الامن مثابة تشجيع وضوء اخضر لمواصلة الشغب. هم محقون، فهذه هي الرسالة. بعد ذلك وحين تمتلئ النفوس نقمة ولا يعود بوسع الفلسطينيين تحمل ترك حياتهم وممتلكاتهم لمصيرها، فيباشرون برد الاعتداء دفاعا عن انفسهم، ترتفع الصرخة: ارهاب، ارهابيين. ان المسؤولية عن سفك الدماء التالي ستكون على عاتق الجيش الاسرائيلي، الشرطة والحكومة. فاذا لم يوقفوا على الفور عربدة المستوطنين، ويقدموا المشاغبين الى المحاكمة فانهم لا يمكنهم ان يتملصوا من ذنبهم عن الوضع الجديد الذي قد ينشأ.
إضافة تعقيب