*كانت هذه لحظة مهينة لامريكا، التي لم تنجح في حماية عمليتها الديمقراطية. ولكن للعالم، للعالم كله كانت هذه لحظة مقلقة ومزعجة جدا. الجمهورية مريضة جدا*
الصور التي ظهرت أمس في واشنطن كانت تاريخية، صادمة وحزينة. فلاول مرة في التاريخ الامريكي تتوقف عملية انتخاب رئيس قائم بسبب عمل عنيف، مكثف ومنظم. يتباهى الامريكيون بنقل القوة المرتب والهادئ من رئيس الى رئيس؛ اما أمس فقد خربت هذه الفكرة التأسيسية. والمتظاهرون الذين تدفقوا امس الى واشنطن لم يأتوا الى هناك، بعضهم على الاقل، كي يحتجوا بطرق سلمية. ارادوا أن يحبطوا نقل القوة الى الرئيس الجديد، وكانوا مستعدين لان يقتحموا مجلسهم التشريعي لهذا الغرض.
هكذا اقتحم الكابيتول، احد رموز القوة الاكثر لمعانا في العالم: مؤيدو ترامب على سلالم اعدت على عجل من حواجز الشرطة، مع أجهزة اطفاء النار التي حطمت النوافذ. عتاد عسكري. آخرون يلبسون عباءات، اعلام، خوذات، وكل ذلك على افضل تقاليد التطرف القومي الامريكي.
وفي داخل قاعة المجلس، حيث جلس ممثلو صاحب السيادة الامريكي وانتخبوا الرئيس، توقف البحث خطفا، وأخلى الجهاز السري نائب الرئيس مايك بينيس، الخائن في نظر ترامب ورجاله في هذه المرحلة، واقيمت المتاريس لمنع الميليشيات من اقتحام القاعة. مسدسات مسحوبة. وصحيح حتى ساعة كتابة هذه السطور فان الكابيتول ليس محروسا بعد وانتخاب الرئيس الامريكي المنتخب بايدن لم يقر بعد.
هذه الامور ولدها ترامب بخطابه العنيف والكاذب، عن سرقة انتخابات لم تكن ولم يكن لها اي اساس. عن نظريات مؤامرة ردتها مؤسسة حزبه، المؤسسة ولكن ليس كل السيناتورات واعضاء مجلس النواب الجمهوريين. فهؤلاء، اليائسون من شدة الجبن والتزلف، واصلوا اعطاء شرعية لادعاءات سخيفة عن اجهزة تصويت عليلة ومؤامرات من فنزويللا. هذه الشرعية كانت هامة على نحو خاص وساهمت مساهمتها في جرأة المقتحمين الى الكابيتول.
والان السؤال هو كيف ستؤثر هذه العملية على الوضع السياسي؛ هل فجأة سيدرك مؤيدو ترامب المعنى الحاد لما يحصل. لا يمكن الافتراض أن نعم. فمن اقتنع بان الانتخابات سرقت منهم بمؤامرة ظلامية تتراوح بين جورج سوروس والصينيين سيجد صعوبة جديدة في أن يعترف بمسؤوليتهم. ولكن يحتمل لزعمائهم ان يصحوا.
كانت هذه لحظة مهينة لامريكا، التي لم تنجح في حماية عمليتها الديمقراطية. ولكن للعالم، للعالم كله كانت هذه لحظة مقلقة ومزعجة جدا. الجمهورية مريضة جدا، وهي بنت ورسمت العالم المستقر حولنا. يمكن أن نفترض ونأمل بان تبادل النظام في واشنطن سيتم في النهاية كما يجب، ولكن هذا ليس غرابا أسود في سماء أمريكا هو الذي طل أمس. هذا اعصار قاتم يحطم فروع الشجرة القديمة لاكثر امبراطورية شهدها العالم.
يديعوت أحرنوت- 7/1/2021
إضافة تعقيب