news-details

السبيل الى تغيير الحكم

ان سبب وجود كحول لفان هو انهاء عصر نتنياهو. ليس صدفة انه فاز بلقب حزب "كله الا بيبي". فالنسغ اللاصق بين اعضائه هو اليقين المطلق لدى بيني غانتس ومن يقف على يساره حزب "يش عتيد"، وعلى يمينه حزب "تيلم"،  بانه مصلحة اسرائيل تستوجب تغيير نتنياهو. لهذا الغرض قام، ولهذا الغرض انتخبوه.

في الكلمة التي القاها غانتس مساء يوم السبت أعلن بانه "انتهى عصر حكم نتنياهو" ووعد ببذل "كل جهد كي لا تكون انتخابات رابعة". ان السبيل الوحيد للايفاء بهذا الوعد هو تشكيل حكومة مع العمل- غيشر- ميرتس وبدعم من اسرائيل بيتنا والقائمة المشتركة.

ينبغي أن نكون واقعيين: نتائج الانتخابات من جهة، وتمسك الاحزاب الاصولية بكتلة اليمين برئاسة نتنياهو من جهة اخرى، لا تترك لكحول لفان خيارا. رغم الموقف الانعزالي للتجمع الديمقراطي، فانه بدون التعاون السياسي بين اليهود والعرب لا يمكن تغيير نتنياهو والامتناع عن انتخابات رابعة.

بفضل الـ 15 مقعدا التي حققتها القائمة المشتركة، بدأت كتلة الوسط- اليسار تستوعب ما فهمه نتنياهو قبل سنين: التهديد الوحيد على حكم اليمين هو التعاون بين كل احزاب الكتلة، بما فيها القائمة المشتركة. لقد أملى هذا الفهم استراتيجيته السياسية في كل سنواته في الحكم: فرق بين اطراف اليسار، امنعها من توحيد القوى وسد الى الابد. ان حملة نزع الشرعية التي قادها ضد النواب العرب هي كاسمها: حملة كل هدفها اقناع الجمهور بان التمثيل البرلماني لمواطني اسرائيل العرب مرفوض وخطير وان الارتباط معه محظور.

لا يخفي نتنياهو حقيقة أن الصوت العربي مرفوض في نظره وهو يستثني المقاعد العربية من احصاء الاصوات. ولشدة وقاحته يصر على أن "كتلة اليسار لا تعد الا 47 مقعدا"، وان "العرب هم ليسوا جزءا من هذه المعادلة، وهذه ارادة الشعب"، وان امكانية الائتلاف مع العرب أو بتأييد منهم هي "سرقة اصوات". لا يدور الحديث فقط عن "واقعية سياسية"، بل عن ضرورة اخلاقية. فالتحريض ضد المواطنين العرب وممثليهم وضد من هم مستعدون للتعاون معهم، والثمار الفجة للتحريض، التي تملأ الساحة العامة، تجعل نتنياهو شخصا تستوجب مصلحة اسرائيل استبدالها.

أمس تحدث غانتس مع رئيس القائمة المشتركة ايمن عودة، مع رئيس الكتلة احمد الطيبي ومع رئيس حزب القائمة الاسلامية منصور عباس. وحسب البيان، كرر غانتس في حديثه النية لاقامة حكومة تخدم كل مواطني اسرائيل، يهودا وعربا. "في دولة اسرائيل كل صوت متساوٍ"، اعلن غانتس ردا على استبعاد القائمة المشتركة من احصاء مقاعد معسكر معارضيه. حان الوقت لان يرى بان هذه ليست مجرد كلمات.

 

أخبار ذات صلة

إضافة تعقيب