news-details

ترامب سيخسر الانتخابات إذا فشل في إدارة أزمة الكورونا | ايتان غلبوع

معاريف- 13/7/2020

لترامب، مثلما لنتنياهو قاعدة مؤيدين واسعة، ولكن إذا لم يبدأ بإدارة ازمة الكورونا بنجاعة، فانه سيخسر في الانتخابات القادمة

إن الادارة الناجعة للازمات التي توقعها الطبيعة والانسان، هي مقياس هام لتقدير الزعماء في الديمقراطيات الليبرالية. اما الادارة الفاشلة للازمات المستمرة فتسقط الزعماء وفي الغالب تنهي حياتهم السياسية.

لقد أدى الاخفاق في المعالجة الناجعة لازمات الهجرة في اوروبا الى انتخاب حكومات يمينية – قومية متطرفة في اوروبا الشرقية، في دول مثل هنغاريا وبولندا مثلما في اوروبا الغربية، في دول مثل ايطاليا والنمسا. وأدى الاخفاء في ادارة أزمة البريكزيت في بريطانيا الى سقوط رئيسي الوزراء ديفيد كامرون وتريزا ماي. ولو كان لحزب العمال زعيم اقل تطرفا ولاسامية من جيرمي كوربين، لكان بالتأكيد انتصر في الانتخابات الاخيرة.

ان الانتخابات على خلفية الاخفاق في ادارة اوضاع الازمة هي بشكل عام انتخابات احتجاجية ضد الحكم القائم. كان هذا هو الوضع بعد حرب يوم الغفران، والذي ادى لأول مرة الى انتصار الليكود بعد 29 سنة من الحكم المطلق لحزب مباي. وتولى ايهود باراك فترة قصيرة كرئيس للوزراء وأقصي عن منصبه بسبب اخفاقه للتصدي للانتفاضة الثانية.

يتصدى الرئيس الأميركي دونالد ترامب ورئيس الوزراء بنيامين نتنياهو لازمات عسيرة. يوجد ترامب في ذروة معركة انتخابات. ولو لم تظهر موجة ثانية خطيرة من الكورونا، لكان نتنياهو ايضا أغري للمبادرة الى جولة انتخابات اخرى في الاشهر القريبة القادمة. حتى ظهور الوباء كان يبدو أن ترامب سينجح في ان ينتخب لولاية ثانية. فالتاريخ والوضع الاقتصادي يميلان الى جانبه. في الاربعين سنة الاخيرة لم ينجح رئيسان فقط في أن ينتخبا لولاية ثانية عقب مصاعب اقتصادية. جيمي كارتر وجورج بوش الاب. اقتصاد ترامب كان في وضع ممتاز، ولكن الفيروس غير كل شيء.

لا يعرف ترامب كيف يدير الازمات. في 2019 هب اعصار شديد على بورتريكو، وهي منطقة مرعية للولايات المتحدة. لم يفعل ترامب شيئا للمساعدة بل اتهم فقط الزعماء المحليين بالفشل لإعادة ترميم الخرائب. وفشل تماما في ادارة ثلاث ازمات وقعت في آن واحد: الازمة الصحية والاقتصادية لوباء الكورونا، والاحتجاج الشديد ضد عنف وعنصرية الشرطة ضد المواطنين السود. يتهم ترامب الديمقراطيين، وسائل الاعلام والصين ولكنه يفقد التأييد بوتيرة سريعة.

في 2008 انتخب براك اوباما ليكون الرئيس الاسود الاول في تاريخ الولايات المتحدة. وقد فاز اساسا عقب تصويت احتجاجي ضد الجمهوريين بسبب الازمة الاقتصادية العسيرة والحروب الفاشلة في افغانستان والعراق. اما ترامب ففاز في 2016 بفضل موجة احتجاج هائلة ضد المؤسسة التي كانت خصمه، هيلاري كلينتون، ممثلتها البارزة.

لترامب، مثلما لنتنياهو، توجد قاعدة مؤيدين واسعة، ولكنها لا تكفي للفوز في الانتخابات للرئاسة. وإذا لم يبدأ في ادارة أزمات الكورونا بشكل ناجع، فانه سيخسر في الانتخابات القريبة القادمة للرئاسة، والتي ستصبح بالأساس تصوت احتجاج ضده. في مثل هذا الوضع لا يهم من يقف امامه، حتى جو بايدن الديمقراطي الذي يبدو شاحبا، مشوشا وعديم الكاريزما.

أما نتنياهو، بخلاف ترامب، فقد ادار جيدا الموجة الاولى من الوباء، ولكن حتى الان فشل في صد الموجة الثانية وفي ادارة الازمة الاقتصادية المستمرة. قدم تنازلات كي يقيم حكومة وحدة مع أزرق أبيض، ولكنه لا يحترم الاتفاقات الائتلافية وعلى كل خلاف في الرأي يهدد بالتوجه الى الانتخابات.

رغم الاخفاقات الادارية، لا تزال الاستطلاعات تشير الى تفضيل نتنياهو على المعارضة. ولكن في الوضع الحالي، فإن التصويت في الانتخابات في السنة القريبة القادمة سيكون من شبه المؤكد تصويت احتجاج، وعليه فمن الافضل لنتنياهو أن يمتنع عن المواجهات وعن تقديم موعد الانتخابات.

 

 

ايتان غلبوع

خبير في الشؤون الاميركية وباحث كبير في مركز

بيغن - السادات للبحوث الاستراتيجية في جامعة بار ايلان

أخبار ذات صلة

إضافة تعقيب