news-details

رغم الحكومة، سنطيع

*نعرف ان قرارات الحكومة في الكورونا تتخذ لاعتبارات سياسية وشخصية وليس مهنية وصحية. ومع ذلك سنطيع التعليمات من أجلنا نحن ومن اجل صحتنا. وبعد أن ينقضي الوباء سنتذكر ما تريد الحكومة لنا أن ننساه*

 

ثمة اجراءات من الواجب الالتزام بها: وأنا اطلب من كل واحد من القراء أن يتعاطى بجدية مع التعليمات التي سترافق الصيغة الجديدة، المحكمة، للاغلاق رقم 3. ولا يصدر عني هذا الطلب بقلب سهل. فكل مساء نشاهد أفلاما عن اعراس جماعية للحريديم ممن تلقوا عمليا الاعفاء من اطاعة قوانين الدولة؛ واذا زرنا مدن الحريديم بما في ذلك تلك التي تبلغ الاصابة فيها ارقاما قياسية سنرى مؤسسات التعليم مفتوحة والكنس تعج بالناس.

نتذكر أولادنا المتعطلين عن الدراسة منذ سنة. نتذكر ونحسد ولكننا سننفذ الاغلاق حرفيا. كل يوم يروي لنا رئيس الوزراء ووزير صحته بان الامر الوحيد الذي يشغل بالهما ليل نهار هو صحة الشعب الساكن في صهيون: لن نصدقهما.

كل اسرائيلي عيناه في رأسه، يمينيا ويساريا، مؤيدا لبيبي ومناهضا لبيبي، وزيرا في الحكومة او موظفا في وزارة الصحة يعرف بان كل القرارات التي اتخذتها الحكومة في اثناء أزمة الكورونا مدموغة حتى الرقبة بالسياسة. فقد ترك مطار بن غوريون لمصيره لان نتنياهو لم يرغب في ارضاء ترامب؛ والحريديم تلقوا اعفاء لان نتنياهو يعرف بان صور الشرطة وهم يجتاحون مناسبة للحريديم ستضره حين سيحتاج الحريديم بعد يوم الانتخابات. هم لا يصوتون له في صناديق الاقتراع، ولكن اذا ما وعندما يجري الحديث عن قوانين الحصانة فانهم سيكونون مخلصين له اكثر من مصوتي الليكود.

يوجد 100 الف موظف تعليم في اسرائيل. قائمة الاسماء توجد في وزارة الصحة. هم لم يطعموا ولكن عاملي سلطة المطارات طعموا. لماذا؟ لان رئيس عاملي المطارات، بنحاس عيدان، أهم لنتنياهو من رئيسة اتحاد المعلمين يافة بن دافيد. في التعليم الخاص يوجد بين 10 الاف الى 20 الف عامل. في الاغلاق سيواصلون العمل مع الاولاد. كان يمكن تطعيمهم في مساء واحد.

ورغم ذلك لم يطعموا. لماذا؟ وفقا لرواية سائدة في الليكود، لان وزير الصحة إدلشتاين والمدير العام لديه، حيزي ليفي، غاضبان على وزير التعليم غالانت، الذي يكثر من مهاجمة وزارتهما في وسائل الاعلام. الخصومات الشخصية في الحكومة تكلفنا غاليا. ورغم ذلك، سنطيع الاغلاق.

كشف غالانت للجمهور ما اختارت وزارة الصحة اخفاءه: جهاز التعليم يغلق ليس بسبب اصابة التلاميذ. فإصابة التلاميذ تكاد تكون مشابهة في كل شرائح العمر، سواء اولئك الذين يتعلمون في صفوف كاملة ام في انصاف صفوف، سواء من جاءوا الى المدرسة كل يوم ام فقط في بعض من ايام الاسبوع. فالمكوث في المدارس ليس عاملا.

جهاز التعليم يغلق بسبب الاهالي. يتبين أن الحكومة لا تعرف الا سبيل واحد لفرض الاغلاق على الاهالي: حبسهم في البيت مع الصغار. عمليا، جعلت الحكومة الاولاد هم الجليسون لاهاليهم، وحماة الاغلاق.

يدعي نتنياهو بان التصدي للكورونا يحتاج قرارات سريعة، بدون الكثير من الجدالات. فلا يمكن ادارة الازمة مع ثلاثين – زائد وزير لكل واحد منهم رأي. وهو محق، نحن نقول، محق جدا، وعندها نتذكر من أصر على أن يكون في الحكومة ثلاثة – زائد وزير. من اقام كابينيت كورونا ضخم، من جعل تأجيل القرارات في الحكومة ايديولوجيا.

على الرغم من ذلك، سنطيع الاغلاق. من اجل التلاميذ الذين يتعفنون في البيت؛ من اجل معلميهم؛ من اجل الشيوخ الذين لم يلمسوا احفادهم نحو سنة. من اجل التجار الذين فقدوا مصدر رزقهم؛ من اجل العمال الذين تعطلت مشاغلهم. من اجل حصانة اسرائيل في المستقبل. هذا لن يكون الاغلاق الاخير – اذا ما ضبطنا أنفسنا. وبعد ذلك، عندما ينقضي الوباء، سنتذكر كل ما تريد حكومتنا أن ننساه.

 يديعوت أحرنوت- 7/1/2021

أخبار ذات صلة

إضافة تعقيب