هآرتس- 27/4/2021
*سيدي الرئيس بايدن، اذا كنت مخلصا لاسرائيل فيجب عليك أن تصفعنا صفعة مدوية بسبب ما نرتكبه ضد حقوق الانسان، ربما نستيقظ*
في البداية اعتذار: اسمح لي لأنني أعود واستخدم اسلوب "كتابة رسالة شخصية". أنا اعرف أن هذا طفولي، لكن الآن اصبح الوقت متأخر وأنا متعب جدا، وهذه الطريقة تسهل جدا الكتابة.
الآن الى لب الموضوع: منذ تسلمك لمنصبك وأنت تفاجئنا. بعد اربع سنوات مثيرة للاشمئزاز مع سلفك، سمع مرة اخرى في البيت الابيض التعبير الذي تم نسيانه "حقوق الانسان". دونالد، هكذا يبدو، اختلط عليه الامر بصورة ثابتة بين "حقوق الانسان" و"حقوق الدم". واذا سمحت لي ايضا التعبير باللغة الانجليزية، فيمكنني القول بأنه آمن فقط بـ "هيومن الترايت" أو أنه كان متأكد من أن "هيومن رايتس" هي عكس "هيومن ليفتس".
في المقابل، أنت تأخذ الامر على محمل الجد. عقوبات على روسيا بسبب نفلاني. توبيخات بشأن الايغور وسكان مينمار واليمنيين وغيرهم. عودة الى مجلس حقوق الانسان التابع للامم المتحدة، رفع العقوبات عن محكمة الجنايات الدولية، احتجاجات موجهة للسعودية ومصر، استئناف الدعم المالي للفلسطينيين، وبالطبع اعترافك التاريخي بكارثة الأرمن. برافو.
لقد قفزت عنا في هذه الاثناء، عنا نحن الاسرائيليين، قليلا. خسارة، ايضا لدينا توجد مشكلة أو مشكلتين في شؤون حقوق الانسان. ويمكننا صياغة ذلك كما يلي: اسرائيل تدير بمظهر البر المطلق أحد اقسى الاحتلالات وحشية وحقارة في العالم. منذ 54 سنة (هناك من يقولون 73 سنة) وهي تسعى الى تنغيص حياة شعب واقع تحت الاحتلال. تسلب ارضه وتنغص حياته وتسحق كرامته وتدمر قراه وتسرق حقوقه الانسانية والمدنية والوطنية، وتطلق النار دون ازعاج على أبنائه، وكل ذلك تقريبا بهدف معلن هو تنغيص حياته الى أن يهجر وطنه ويبقي لنا بلاده نقية من الفلسطينيين.
أنت غير مضطر لتصديقي، ايضا مواطني اسرائيل بمعظمهم لا يصدقونني. جهاز فعال يعفينا من المشاهد. ولكن مهم جدا أن تعرف أنت على الاقل.
لذلك، أنا اقترحت أن ترسل الينا طواقم جمع معلومات وتوثيق سرية كي يوثقوا لصالحك روتين حياة السكان الفلسطينيين. ليس بعثات احتفالية تتجول بين القرى بمرافقة ضباط من قبل المتحدث بلسان الجيش الاسرائيلي، بل بصورة خفية، بهدوء، بصورة مقنعة. نوع من "المستعربين" الذين يعملون على خدمتك. هؤلاء سيتنقلون بين القرى والمدن في فلسطين ويعيشون هناك لفترة ما، ويشهدون ما يعيشه الواقعين تحت الاحتلال في كل يوم وكل ليلة، على أيدي اذرع الامن على اشكالها وعلى أيدي مجرمي المستوطنات.
مستعربوك سيذهبون الى المرعى مع الرعاة الفلسطينيين. ينامون في البيت في الوقت الذي يتم فيه اقتحام بابهم في الليل بقدم أحد الجنود. يرون ويوثقون اشجار الزيتون التي يتم قطعها وآبار المياه التي يتم اغلاقها والاغنام التي يتم دهسها ويزورون السيرك القضائي في معسكر عوفر. وسيرون عائلة يتم رميها الى الشارع لأن بيتها كان قبل 500 سنة بملكية يهود. من يعرف، ربما يضحك لهم الحظ ويشاهدوا فلسطيني وقد اطلقت النار على رأسه من مسافة 150 مترا لأن من اطلق النار "شعر بأنه مهدد".
يجب عليهم أن يروا ويوثقوا ويعيشوا ويبلغوا. بعد ذلك، صدقني، أنت ايضا ستصدق. اذا كنت صديق مخلص يجب عليك أيضا أن تصفعنا صفعة مدوية، ربما تعيدنا ولو قليلا الى الطريق الصحيح. ولكن، من فضلك، أسرع، لم يبق الكثير من الوقت. البرابرة قريبون. هم يوجدون على بعد بصقة من الحكم المطلق. وعندما سيمسكون به فانه حتى الله لن يساعد. شكرا.
إضافة تعقيب