news-details

ضم غانتس الى اليمين

أسرة التحرير

هآرتس- 22/1/2020

 

قبيل جولة الانتخابات الثالثة، وأغلب الظن انطلاقا من الافتراض بأن مصوتي اليسار هم في جيب المعسكر الذي يقف على رأسه رئيس كحول لفان، تحتدم المعركة على مصوتي اليمين. وصباح أمس تجول بيني غانتس في غور الأردن، وقال انه سيعمل على بسط السيادة الاسرائيلية على اراضي الغور. "غور الاردن هو السور الواقي الشرقي لدولة اسرائيل في كل سيناريو مستقبلي"، أعلن بل واطلق سهام النقد نحو حكومات سابقة بحثت في امكانية اعادته، حين قال انهم "ارتكبوا خطأ استراتيجيا امنيا جسيما".

ومع أنه في سياق حديثه شدد غانتس على أن خطوة بسط السيادة ستتم بالاجماع، وبالتنسيق مع الاسرة الدولية، فان مؤيدي الضم في اليمين يمكنهم ان يروا في أقواله انتصارا ايديولوجيا فيعزوا هذا الانتصار لانفسهم. فمن كان يصدق حتى قبل بضع سنوات أن البديلين السياسيين المركزيين في اسرائيل سيلوحان بعلم الضم؟

وكما يتناسب مع سباق التسلح، سارع رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو الى رفع السقف: "لماذا الانتظار الى ما بعد الانتخابات فمن الممكن بسط السيادة على غور الاردن منذ الان باجماع واسع في الكنيست؟" سأل بيانيا، وفي المساء وعد بأن يبسط السيادة على "المستوطنات" كلها، وليس أقل من هذا.

من شدة الغمز يمينا، والتسلح بوعود ضم عديمة المسؤولية، من شأنهما ان ينفذا معا خطوة خطيرة على مستقبل اسرائيل. ولكن حتى لو كان الحديث يدور فقط عن تصريحات انتخابية عليلة، فإن خطاب الضم الذي تبناه غانتس سيبعث على القلق في أوساط من يرون فيه مرشح الوسط- اليسار لرئاسة الوزراء، ويطرح علامات استفهام حول رؤياه السياسية.

يقف كحول لفان على رأس معسكر يبحث عن بديل لحكم اليمين لنتنياهو وللمستوطنين. ومع ان هذا المعسكر لا يتشكل من جبلة ايديولوجية واحدة، ولكن في الخيار بين ضم المناطق دون توطين الفلسطينيين واقامة نظام أبرتهايد رسمي، وبين تقسيم البلاد في اطار اتفاق سياسي، فان هذا المعسكر يفضل الخيار الثاني.

هذا معسكر من يعرفون أن بسط السيادة الانتقائي على اراضي المستوطنات فقط، يتعارض والقانون الدولي ويخرق التزام اسرائيل ببحث الموضوع في اطار التسوية الدائمة فقط. هذا معسكر من يعرفون أن الضم هو التهديد الحقيقي على طابع الدولة، مثلما صيغ في وثيقة الاستقلال.

لهذا المعسكر مطلوب زعيم يتمتع بالشجاعة والجرأة على عرض بديل سياسي لفكر نتنياهو واليمين. لقد اجاد في صياغة خيبة الامل من تصريحات غانتس رئيس القائمة المشتركة ايمن عودة الذي قال "ان مواطني الدولة يستحقون الامل وليس وهمه، ليس هكذا يستبدل رئيس وزراء".

 

أخبار ذات صلة

إضافة تعقيب