news-details

على لبيد أن يتنازل

*يائير لبيد لا يمكنه كسب أي شيء من حملة انتخابات ثالثة. وحتى لو اجتاز الوسط – يسار الحاجز غير القابل للاجتياز ووصل الى 61 مقعدا فمن المشكوك فيه أن يكون غانتس يريد أو يستطيع تشكيل حكومة أقلية*

 

من الغريب أن نتجادل مع يائير لبيد في هذه القصة. سياسي كبير يريد أن يفي بما قاله. قلنا بأننا لن نجلس مع رئيس الحكومة قدمت ضده لوائح اتهام. اذا نحن لن نجلس. الوعد هو الوعد. ليس مثل الذي كلمته هي مجرد كلام. نحن المراسلون دائما نهاجم السياسيين على وعودهم الفارغة. وفي هذه المرة سياسي يريد الايفاء بوعده، كما أنه يصعب دحض ادعاء لبيد (وموشيه يعلون) الذي يقول إنه لا يمكن تصديق بنيامين نتنياهو، لأنه سيختلق أي شيء من اجل خرق الاتفاقات. بعد كل ذلك، لبيد ويعلون يجب عليهما التنازل. الخطة المقترحة هي تنازل غير سهل عليهما وعلى كحول لفان. ولكنه افضل من أي بديل يوجد لديهم.

نتنياهو سيبقى بضعة اشهر اخرى، اقل من الوقت الذي سيبقى فيه اذا ما تم اجراء انتخابات اخرى. الليكود وافق على طلب كحول لفان سن قانون يلزم نتنياهو بالوفاء بوعوده حتى قبل أداء الحكومة لليمين. لن يكون أي رئيس حكومة ناقص الاهلية.

نتنياهو سيكون القائم بأعمال رئيس الحكومة في وضعه بدون صلاحيات. القانون لن يسمح لرئيس حكومة بتولي منصبه عندما تكون قدمت ضده لوائح اتهام بالرشوة. وهكذا نتنياهو لا يمكنه العودة الى منصبه طالما أن لائحة الاتهام قائمة.

الموعد الذي سيتم فيه استبدال رؤساء الحكومة يجب أن يكون مشمولا في قانون (عدد من هذه القوانين يعاني من مشكلات دستورية، هذا مدخل هروب اشكالي). بيني غانتس لن يضطر الى قضم اظافره من اجل رؤية هل حقا سيستقيل نتنياهو في الموعد المحدد. في التصويت على تشكيل الحكومة سيصادق اعضاء الكنيست على الجدول الزمني المستقبلي للحكومة. هل يوجد لنتنياهو مكان يهرب اليه؟ من المعقول أنه سيجد ثغرة ما. ولكن اذا منعه القانون من تولي منصبه طالما أنه يواجه لائحة اتهام، فمن الصعب جدا تخيل سيناريو فيه ينجح بالتهام الاوراق من جديد.

معظم النقاط الاخرى متفق عليها. خلافا للشعور العام بأن كل شيء عالق والانتخابات هي تقريبا أمر لا مناص منه، فان العائق الحقيقي في هذه الاثناء هو لبيد، (يعلون بشكل أقل). كحول لفان لا يطالب بالحق في فرض الفيتو على الشركاء. والليكود وافق على توزيع متساو للقوى في قيادة الائتلاف وفي الحكومة.

وهناك اتفاق متقدم جدا بالنسبة لتوزيع الحقائب الوزارية المهمة. هذه ستكون حكومة مجنونة، ستمتد بين عوفر شيلح وبتسلئيل سموتريتش (اذا لم يفضل أن يكون معارضة مقاتلة)، وبين لبيد ويعقوب لتسمان (اذا وافق على الانضمام). نتنياهو سيستمر في التخريب من الخارج طالما استمر بكونه رئيس الليكود. ولكن ستكون هناك حكومة ونتنياهو لن يكون رئيسها. وهذا بالتأكيد أفضل من انتخابات اخرى.

لبيد لا يمكنه كسب أي شيء من حملة انتخابية ثالثة. حتى لو اجتازت كتلة الوسط – يسار الحاجز غير القابل للاجتياز، ووصلت الى 61 مقعدا، فمن المشكوك فيه أن يكون غانتس يريد أو يستطيع تشكيل حكومة اقلية. يعلون وتسفي هاوزر ويوعز هندل هم عائق واحد؛ بلد هو العائق الثاني. لقد اصبح واضحا جدا أن احزاب من كتلة اليمين لن يتخلوا عنه. ومن حلم بأشخاص ينفصلون عن الليكود يمكنهم في هذه الاثناء الاستيقاظ. الانتخابات تحوي في طياتها فقط خطر لكحول لفان، اذا نجح نتنياهو بصورة ما في أن يحقق مع كتلة اليمين 21 مقعدا. واذا سار افيغدور ليبرمان بشكل متعرج مرة اخرى فستستيقظ مجددا جميع الكوابيس.

الليكود يقول إن معارضة لبيد تنبع من توقه الى تشكيل حكومة اقلية يترأسها بالتناوب. هذا يبدو كأمر يستخف بالذكاء. فلبيد يعرف أن سيناريو حكومة اقلية برئاسة غانتس تستمر لاربع سنوات هو أمر غير معقول. مصدر كبير في الليكود اوضح لي بأن لبيد لا يريد أن يرسخ غانتس مكانته كزعيم للوسط – يسار. وهذا تفسير مفتعل.

لبيد تنافس كرقم 2 بعد غانتس في الحملتين الانتخابيتين الاخيرتين. واحتماله في أن يكون وزيرا مهما مرتبط بتتويج غانتس. هل ربما من الصعب علينا قبول وضع فيه سياسي يجد صعوبة في التراجع عن اقواله؟ مهما كان التفسير، هذا نوع من الاوضاع النادرة التي فيها يجب على لبيد أن يتنازل. وتصميمه في هذه المرحلة يتحول الى أمر غير منطقي.

 

أخبار ذات صلة

إضافة تعقيب