news-details

لا ترتبطوا بنتنياهو

لن تتضح صورة الوضع السياسي بكاملها الا مع نشر نتائج الانتخابات النهائية. في هذه المرحلة، ووفقا لاحصاء 97 في المئة من النتائج الحقيقية، يحظى الليكود بـ 36 مقعدا ويحصل كحول لفان على 32 مقعدا، ويبلغ عدد المقاعد لكتلة اليمين 59 مقعدا وكتلة الوسط اليسار، بدون افيغدور ليبرمان، تعد 54 مقعدا. والمعنى هو صحيح حتى الان – وبخلاف المزاج الذي ساد في اعقاب نشر العينات فور اغلاق الصناديق، ليس لبنيامين نتنياهو الـ 61 مقعدا اللازمة له لتشكيل حكومة يمين – الحريديم.

مثلما في المعركتين الانتخابيتين السابقتين، هكذا في الحالية ايضا، يرفع التعادل السياسي من جديد البحث في امكانية حكومة وحدة. هذه الامكانية جديرة بان ترفض رفضا باتا. فالتعادل السياسي، الذي بسببه جرت اسرائيل الى الانتخابات ثلاث مرات في اثناء سنة واحدة ليس صدفة. فهو وليد الوضع القضائي غير المسبوق الذي يوجد فيه نتنياهو، وفهم معظم النواب بان ليس معقولا ان يترأس متهم بالجنائي الحكومة.

هذه إذن ساعة اختبار لغانتس ولكل واحد وواحدة من اعضاء أزرق أبيض والعمل- غيشر- ميرتس ممن اعلنوا المرة تلو الاخرى، الحملة تلو الاخرى، بانهم لن يجلسوا مع المتهم نتنياهو في ذات الحكومة. ان المقاعد التي تلقتها القائمتين كانت بفضل التزام اعضائهما بعدم تمكين نتنياهو من قيادة الدولة، وادارتها في ظل ادارة محاكمته. لقد صوت ناخبو القائمتين لهما كي يمنعوه من تصفية حماة الحمى، اضعاف المحكمة العليا، تشويش منظومة التوازنات والكوابح والمس بالديمقراطية من أجل انقاذ نفسه من ربقة القانون.

يحاول نتنياهو وشركاؤه الطبيعيون عرض الانتخابات كاستفتاء شعبي على براءته. هذا انعدام فهم عميق للنظام الديمقراطي. فبراءة الانسان لا تتقرر في تصويت ديمقراطي. والمحكمة وحدها لها الصلاحيات لان تقرر اذا كان نتنياهو مذنبا أم بريئا. ومع أنه لا يمكن التنكر لحقيقة أن من انتخب بنيامين نتنياهو قد أعرب عن عدم ثقة بسلطة القانون وبسلطات فرضه في اسرائيل، فان حكومة وحدة برئاسة متهم بالجنائي لا يمكنها أن تكون السبيل الى اعادة بناء ثقة نصف الجمهور بالجهاز القضائي. واذا كان لا بد فانها ضمانة لان يفقد النصف الثاني ثقته بالساحة السياسية.

ان أزرق أبيض وقادته ملزمون بالايفاء بكلمتهم للناخبين. عليهم أن يرفضوا كل محاولة للارتباط بنتنياهو والايضاح بان ليس لرئيس وزراء تحت لائحة اتهام بالرشوة، الاحتيال وخيانة الثقة تفويض اخلاقي للبقاء في منصبه. من يختار الارتباط بنتنياهو، سواء كان نائبا واحدا ووحيدا أم حزبا، سيخون طواعية الناخب والقيم التي باسمها انتخب.

 

أخبار ذات صلة

إضافة تعقيب