news-details

لا يمكن الاعتماد على نتنياهو

سلسلة من العمليات المعلنة المنسوبة لاسرائيل ضد اهداف في ايران وضد سفن ايرانية وصلت ذروتها مع النشر عن الانفجار في المنشأة في نطنز. ولم يتأخر الرد الايراني هذه المرة. فقد أعلنت طهران بانها ستبدأ بتخصيب اليورانيوم الى مستوى 60 في المئة، ثلاثة اضعاف اكثر من المستوى الذي وصلت اليه مؤخرا، وهو يقربها من مستوى التخصيب اللازم لانتاج قنبلة نووية. وذلك بينما يتكبد رئيس الولايات المتحدة جو بايدن عناء التقدم في المفاوضات لاستئناف الاتفاق النووي الذي وقع في 2015.

بين رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو وبين الرئيس بايدن لا يوجد خلاف على الهدف – منع السلاح النووي عن ايران. وبينما واشنطن بايدن، بخلاف سلفه، دونالد ترامب، ومثل باقي الدول الموقعة على الاتفاق النووي، يعتقدون بان القناة الدبلوماسية، التي سبق أن اثبتت نفسها في الماضي، هي السبيل الوحيد لوقف البرنامج النووي، قررت اسرائيل السير في مسار مستقل واكثر خطرا بكثير.

اذا كان هدف اسرائيل هو عرقلة البرنامج النووي، فان الاتفاق بالذات والذي تمسكت به ايران بحرص حتى عندما انسحبت الولايات المتحدة منه، ولم تبدأ بخرقه الا بعد سنة من ذلك، شكل ضمانة ناجعة لسد الطريق امام السباق للسلاح النووي. وتدعم هذا الاستنتاج محافل عسكرية واستخبارية في اسرائيل، بل ووزير الأمن بيني غانتس الذي اوضح في حينه بانه لا ينذعر من الاتفاق النووي وان "الدبلوماسية منعت حربا".

غير أن نتنياهو يعمل بطريق معاكس، يفترض أن يقلق مواطني اسرائيل. رئيس الوزراء، الذي يكافح في المحكمة لاتهاماته الجنائية، أن يجر بالتوازي اسرائيل الى مسار صدام مع الادارة الامريكية، يمس بالحليف الاهم، بينما يعرض للخطر اسرائيل وحلفائها في الخليج الفارسي بسلسلة من الخطوات التكتيكية عديمة المسؤولية تتبطل منفعتها الامنية مقارنة بالتهديد الذي تثيره.

كل هذا حصل في الوقت الذي لا يوجد فيه كابينيت سياسي أمني، ونتنياهو يتخذ القرارات دون عراقيل. بنيامين نتنياهو لم يعد رئيس الوزراء اياه الذي يعتبر كمن لا يحب الحرب وفضل حتى الان اتخاذ الالتفافات الدبلوماسية بل وطرح تنازلات من اجل منعها.

هو اليوم يقاتل في سبيل حياته السياسية وفي سبيل حريته الخاصة، ومستعد لان يأخذ مخاطر امنية على مذبح بلفور. يثبت رئيس الوزراء مرة اخرى بانه غير قادر على ادارة الدولة بمعزل عن محاكمته، ليس فقط بسبب الزمن الذي يتعين عليه أن يكرسه لها، بل لان تفكره من شأنه أن يدهور اسرائيل الى حرب.

أسرة التحرير هآرتس- 18/4/2021

 

أخبار ذات صلة

إضافة تعقيب