news-details

يا اورلي من هو العنصري

*عندما قمت بانتقاد ابيقسيس في السابق عند انشقاقها عن ليبرمان وانضمامها لحزب العمل، اتهموني بالعنصرية. ولكن تصرف ابيقسيس وموقفها من العرب هما اللذان يمثلان العنصرية*

 

قبل شهر تقريبا تم اجراء مقابلة في ستوديو "واي نت" مع اورلي ليفي ابيقسيس، اوضحت فيها بأنها لا تعارض حكومة بدعم من القائمة المشتركة. "لا توجد لي مشكلة في أن يؤيدوا من الخارج المواضيع الاجتماعية"، قالت واضافت "نحن نتحدث عن مواطنين في الدولة".

وأمس اعلنت بشكل مفاجئ بأنه "ازاء التطورات السياسية الاخيرة، حيث يتم امام ناظرينا خرق معايير اساسية، اريد التوضيح: أنا لن اؤيد حكومة تعتمد على التجمع الديمقراطي والقائمة المشتركة. وأنا لم اعد ملزمة بالشراكة مع حزب ميرتس، التي تم فرضها علي". هذه هزة ارضية ووقاحة يجب عدم الاستخفاف بها.

من تم انتخابه للكنيست بأصوات ناخبي اليسار بعد عدم نجاحها في القيام بذلك بقواها الذاتية، تنضم الى اليمين لمنع تشكيل حكومة تغيير تقوم بعزل المتهم المتحصن في بلفور. وفي الطريق هي تسرق مقعد اعطي لها كهدية، ومن اجل أن تجعل الدماء تغلي تجرأت على التصريح بأن "المواطنون في اسرائيل يحق لهم التوقع من ممثليهم أن يتصرفوا بمسؤولية واخلاص وتحقيق وعودهم التي من اجلها حصلوا على التفويض".

ربما توجد ثلاثة اسباب لهذه الخيانة الكبيرة، وتغيير سريع للموقف بـ 180 درجة: السبب الاول هو أن ابيقسيس تمت رشوتها من قبل الليكود. السبب الثاني هو أنها تخضع للابتزاز. في السياسة الاسرائيلية في الفترة الحالية معروف ايضا الدمج بين الأمرين. ولأن شقيقها، رجل الليكود جاكي ليفي، التقى مع نتنياهو في اليوم الذي انشقت فيه، يمكن أن يخطر بالبال أن السبب المحتمل يتعلق ايضا بالغاء الترشح الدائم للرئاسة من قبل والدهم، دافيد ليفي، الى جانب وزارة اجتماعية مثل المالية أو الصحة.

وفي نفس المقابلة أعلنت ابيقسيس كالعادة بأنها تركت اسرائيل بيتنا. "لأنني رقم 2، عندما دخل الحزب الى الائتلاف ولم اطالب بأي انجاز اجتماعي. لقد جئت الى السياسة من اجل مواضيع اجتماعية". هذه كذبة تكررها كثيرا. والحقيقة هي أن سجلها البرلماني في المجالات الاجتماعية هو سجل مخجل. واسرائيل بيتنا تركته بعد أن تم تعيين صوفا لندبر وزيرة في الحكومة وهي لم يتم تعيينها.

في السنة الماضية، في الجولات الانتخابية الثلاث فيها، لم أستبعد الامكانية الكامنة لخطر وضرر ابيقسيس. وقد قلت بأنها بالون فارغ. وأن حماسها الاجتماعي هو هواء ساخن. وأنها انشقت عن الحزب مع مقعدها لاسباب شخصية ونفعية. وأنه لا توجد لديها قيمة انتخابية.

والاهم من ذلك هو أنها يمينية متطرفة وعنصرية ولا يوجد لها ما تبحث عنه في اليسار. وأنها سترتبط مجددا مع نتنياهو واليمين عندما تحين الفرصة المناسبة. وردا على ذلك تم اتهامي مرة تلو الاخرى بالعنصرية (كراهية الشرقيين، والنساء) وبالطبع لأنني (يساري ابيض لديه امتيازات). اذا من هو العنصري حقا هنا؟ هل ربما هي بالذات سياسية مخادعة، أم جميع الامتيازات، التي تحطم آمال المعسكر الذي ارسلها الى الكنيست فقط على اساس كراهيتها للعرب؟ وهل ربما أن جميع من تم استدعاءهم تلقائيا للدفاع عنها من كل تهمة وانتقاد جاءوا بسبب أنها من اصل مغربي؟ وبعد كل ذلك، هذا بالذات هو سياسة الهويات المدمرة التي تحيد أداء وتكتل المعسكر الليبرالي.

اورلي ليفي ابيقسيس سرقت اكثر من ربع مليون صوت من حزب العمل- ميرتس لصالح تعزيز حكم نتنياهو واليمين. والى حين اصلاح هذا الخلل، هذا اذا تم اصلاحه، في طريقة الانتخاب في اسرائيل، من الجدير الاستنتاج من هذه القصة درس واحد ووحيد، يتعلق بالسبب الثالث المحتمل وهو الخيانة. في نهاية المطاف، مثل هندل وهاوزر، ابيقسيس تنتمي لجمهور يؤمن بدولة يهودية وليس بدولة ديمقراطية.

العرب هم مواطنون من الدرجة الثانية، مسموح لهم (في الوقت الحالي) التصويت، ولكن لا يسمح لهم التأثير. ويحظر تشكيل حكومة بدعمهم أو، لا سمح الله، بمشاركتهم. لقد حان الوقت لأن توقف كتلة الوسط – يسار التقنع والتزين وأن تدخل الى دورة دمائنا هذه الخلايا النائمة. ففي لحظة الحقيقة هي دائما تغرس سكين في ظهرنا.

 

أخبار ذات صلة

إضافة تعقيب