news-details

"نهج جديد" للتستر على نهج الانبطاح| قسطة جرجورة

النهج الذي يطرحه المنشقون ليس بالنهج الجديد على الجماهير العربية في البلاد، بل هو نهج قديم منذ أيام الحكم العسكري، هو نفسه نهج المقايضة على الحقوق الذي استخدمه عرب الاحزاب الصهيونية، وبسببه صوتوا مع استمرار الحكم العسكري لثلاث سنوات أخرى. واليوم، هذا النهج الذي لفظته جماهيرنا في الماضي ها هو يعود على يد المجدد، متسترًا بغطاءٍ ديني، حتى يغطي على انبطاحه واستعداده لتمرير القانون الفرنسي لحماية فاسد ومجرم حرب كنتنياهو من المحاكمة، مقابل بعض الفتات من الحقوق المدنية، وتغييب كلي للحقوق القومية.

وهذا النهج الذي يقبل بالفتات وتكثر فيه "زلات اللسان" لإرضاء نتنياهو بوصف الاسرى "بالمخربين"، أو تشجيع الشباب على الانخراط في الجيش والشرطة، وتبرئة نتنياهو من المؤامرات التي حاكها ضد شعبنا الفلسطيني، وشكر الشرطة رغم تواطئها مع عصابات الاجرام، وقمعها للمتظاهرين السلميين، هو نهج خطير جدًا على جماهيرنا العربية واسقاطه هو واجب على الجميع.

لذلك واهمٌ هو من يظن ان نهج "بستغلني وبستغله"، ودعم اي حكومة كانت سوف يجلب الميزانيات للسلطات المحلية، ويقضي على العنف وعصابات الاجرام المنظم ويوقف الهدم، فأصحاب هذا النهج لن ينالوا سوى الخيبات المرّة.

اما عن مقولة "لسنا بجيب أحد" والقول إن الاحزاب العربية واتهام الجبهة والحزب الشيوعي بالأخص، انها دائمًا في جيب ما يسمى اليسار الصهيوني واليسار منه براء، ما هو الا محض كذب، فعلى اصحاب هذه المقولة العودة بالذاكرة عندها سيرون ان الحزب الشيوعي دائمًا كان معارضًا بشراسة لحكومات ما يسمى اليسار مثلها مثل معارضته لحكومات اليمين. والايام الكفاحية والنضالية والشارع البرلمان يشهدون على ذلك منذ ايام التصدي للحكم العسكري الى يوم الارض وما بعده، بعد اقامة الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة.

وحديثهم عما اسموه "النهج القديم"، المناقض لنهج المقايضة الذي يصفه المنشق بالشعبوية، بدايةً يبدو انه قد اختلطت عليه بعض الامور، فالشعبوية تتمثل بالخطاب الطائفي الذي يتبعه، واستغلال المشاعر الدينية لأجل المصالح الانتخابية وليس بخطاب الكرامة وانتزاع الحقوق.

اما نهج الجعجعة كما وصفه المنشق فهو النهج الذي كشف مجزرة كفر قاسم للعالم رغم التعتيم من حكومة بن غوريون، وهو الذي أسقط الحكم العسكري بالنضال البرلماني والنضال الشعبي، واعاد اراضي المل لأصحابها في يوم الارض، كما انتزع الحقوق بكرامة دون انبطاح ومقايضة حكومات اسرائيل.

بالنسبة لمن يقول "مالنا ومال السياسة" لتبرير نهج المقايضة على الحقوق عليه ان يعي جيدًا ان كل امر في هذه البلاد مرتبط بالسياسة، فالفقر هو بسبب سياسات التمييز العنصري أولا، التي اتبعتها كل حكومات إسرائيل، وزادت عليها السياسات الاقتصادية النيوليبرالية، التي تتبعها حكومة نتنياهو، وعمّقت في ذات الوقت التمييز العنصري. كما أن العنف وتواطؤ الشرطة مع عصابات الاجرام وهدم والبيوت، هو بسبب سياسة الحكومة اتجاهنا كأقلية قومية فلسطينية، والنظام الصحي الذي كان على حافة الانهيار في ظل وباء الكورونا لولا وجود الطواقم الطبية العربية، والنظام التعليمي السيء هو بسبب دعم وتمويل العسكرة والاستمرار بالاحتلال وبناء المستوطنات، فالاحتلال هو أصل الشرور.

(الناصرة)

أخبار ذات صلة

إضافة تعقيب