news-details

أسئلة تحتاج إلى أجوبة صريحة| د. نبيه القاسم

فرحتُنا بنتائج الانتخابات الأخيرة للكنيست ال 23 كانت صادقة لسببين مهمّين في رأيي:

الأول: حصول القائمة المشتركة على 15 عضوا بزيادة عضوين عن الانتخابات السابقة.

ثانيا: التزام كل أعضاء المشتركة بنَهج واحد حتى ولو اختلفت المواقف والاتّجاهات والرؤى بين الفرقاء ممّا أمّن لها القوّة والمصداقيّة.

ويمكن أن أضيف سببا ثالثا اختراق القائمة المشتركة للجماهير اليهوديّة وتصويت ما لا يقل عن عشرين ألف ناخب يهودي للمشتركة.

هذا النّجاح لجماهيرنا العربية والأصدقاء اليهود غيّر النّهج في تعامل الأحزاب الصهيونية مع أعضاء المشتركة، وجعل القيادات المتطرّفة في عدائها للعرب وللأعضاء العرب بشكل خاص أن يتعاملوا معهم بشكل مختلف ومحترم، والموقف الصّلب والملتزم لأعضاء المشتركة أجبر جانتس على الاجتماع بهم والتّفاهم على الكثير من القضايا، وكذلك اضطر ليبيرمان العنصري أن يقبل بالشراكة مع الأعضاء العرب مُبرّرا تحوّله بأنّ نتانياهو فَعل ذلك قبله. ومثله كان تغيّر لبيد ويعلون، وحتى بين أوساط الليكود سُمعَت أصوات تدعو للالتفات للجمهور العربي وأخْذه بعَين الاعتبار. وتابعنا كلّنا اللقاء الانتخابي لرئيس الحكومة نتانياهو عَبْر محطة "هلا" ومحاولاته لاكتساب أصوات العرب حتى بتطميعهم بتوفير السّفر لهم مباشرة إلى مكة في موسم الحجّ وبسعر طفيف، قد يكون ما يقصده السفر باتّجاه واحد فقط!!

استطاع أعضاؤنا ال 15 أن يمنعوا نتانياهو من تشكيل حكومة، وأن يعيش فترة مُعاناة طويلة ومفزعة خوف أن ينجح جانتس ولبيد وليبرمان بتشكيل حكومة تُنهي حكمَه.

لكن ال 15عضوا في المشتركة لم ينجحوا في تشكيل حكومة بديلة لحكومة بنيامين نتانياهو اليمينيّة لرفض عضوي الكنيست من حزب يعلون: تسفي هاوزر ويوعاز هندل وعضوة الكنيست من جيشر ليفي أبو كسيس  القبول بحكومة يدعمها العرب. وهذا الموقف المتَصلّب لهؤلاء الثلاثة ، وتحفّز غيرهم للاقتداء بهم أفشل قيام حكومة جانتس وأدّى في النهاية إلى ارتماء جانتس وحزبه في أحضان نتانياهو.

هذه النهاية التي خفتُ منها، ونبّهت إليها في كلمتي التي نشرتها على صفحتي في الفيس بوك عشيّة الانتخابات، وأكدتُ فيها على أهميّة رفع نسبة التصويت العربي إلى ما يقارب الثمانين بالمائة مما يوفّر لنا إيصال 17-18 عضوا للكنيست وبذلك نحسم كلّ المعادلات إلى صالحنا. لكنّ هذا لم يحصل.

وسؤالي هو لماذا لم ننجح في رفع نسبة التّصويت العربي إلى 80% رغم كل الظروف والأحداث الدّافعة لذلك مثل قانون القومية وكامينتس والتّخطيط لإخراج مدن وقرى المثلث من حدود الدولة بضمّها للسلطة الفلسطينيّة كما كشفت عنه صفقة القرن لترامب ونتانياهو؟

وكيف يمكن أن يصل التصويت لدى اليهود إلى 74% بينما لدى العرب إلى 68%؟

كيف نرضى أن تكون نسبة التصويت العربي في مدن وقرى المثلث المهدّدة بالفصل عن الدولة  61% فقط؟

كيف ممكن أن لا يشارك في التصويت هذا العدد الكبير:  13176 صوتا في بلدية أم الفحم التي تُوَجّه كلّ السهام العدائيّة والعنصرية ضدّها وتكون نسبة التصويت فيها فقط 63%؟ ومثلها في ذلك: 8240 صوتا في الطيبة و 7314 في كل من باقة الغربية وجلجولية  و5020 في الطيرة وغيرها من المدن والقرى.

وأسوأ من ذلك نسبة التصويت المتدنّية  48% في النقب المهدّد سكانه العرب يوميا بالتّرحيل والمصادرة.

ومثل ذلك نجده في بعض مدننا وقرانا في الجليل  مثل شفاعمرو التي امتنع عن التصويت  فيها 9383 ودالية الكرمل  5543  ويافة الناصرة 4477 وغيرها وغيرها.

أسئلة كثيرة مثيرة ومحيّرة ودافعة للغضب تتقافز،

ولكن كيف نجد الجواب عليها؟! كيف!؟

 

أخبار ذات صلة

إضافة تعقيب