news-details

الانتخابات لن تدور حول السلام

*لن تدور الانتخابات عن السلام، ليس عن التسوية وليس عن انهاء أو تقليص الاحتلال. النتيجة الافضل يمكن أن تكون حكومة يمين- وسط. حكومة أزرق أبيض مع الليكود بدون بيبي. اما اليسار فسيضطر لان ينتظر اياما أخرى*

يفترض بأفيغدور ليبرمان أن يكون في الانتخابات القادمة رفول انتخابات 1992. قد حصل رفول في حينه على ثمانية مقاعد. سحر الصقور العلمانيين، معارضي الحريديم، ممن ارادوا يدا قاسية ضد الارهاب، فاعلية امنية وبالتوازي عارضوا الاكراه الديني ونفروا من طفيلية الحريديم المؤطرة. وكان صرح عشية الانتخابات بان وجهته نحو التحالف مع الليكود أو العمل، أو الاحرى الحزب الذي يقبل بمواقفه أو كليهما معا. بعد أن انتصر العمل برئاسة رابين، قرر البقاء في المعارضة.

يلقي الليكود الذنب في الانتخابات المعادة على ليبرمان. اما الحقيقة فهي انه 42 يوما حاول فيها نتنياهو تشكيل حكومة لم ينجح في أن يتوصل حتى ولا الى اتفاق واحد مع أي حزب. كل الاحزاب كانت تعرف بان بوسعها أن توجه ضربة، لان ليس مصير حكومته على الكفة وليس مصيره السياسي بل مصيره الشخصي. كل حزب كان يعرف بان بوسعه ان يحرمه من تشكيل الحكومة ويحرمه من حريته في ذات الوقت. كل حزب كان يعرف ان بوسعه ان يجلسه في المعارضة وبعد ذلك في السجن.

لا تتشوشوا ولا تتضللوا خلف الخطابة. لا تشتروا البضاعة القديمة المستعملة؛ فالانتخابات القادمة ليست صراعا بين اليمين واليسار، بين الحمائم والصقور، بين الرأسماليين والاشتراكيين الديمقراطيين. الانتخابات القادمة هي على الحصانة. نقطة. وعليه فان نتنياهو يبذل جهدا أعلى لتوحيد المتدينين والحريديم، القوميين المتطرفين وغريبي الاطوار، ويبلورهم في كتلة واسعة.

فهو يعرف بانه لدى الكثير من مصوتي الليكود وقع شرخ، ويعتمل هناك التوتر، فقد فهم الناس بانه يطلب صوتهم من اجله وليس من اجلهم، لغاية شخصية وليس وطنية، للتملص من معسياهو والا يفعل شيئا. أزرق أبيض يمكنه أن يجد واقعا هنا وهناك في الجمهور الليكود، ولكنه يبدو، حاليا، عديم الدافع الحقيقي، حزب يحتذي حذاء منزليا. وهو سيصعد الى الساحة بذات التركيبة، وربما يعرض في المكان الخامس اورلي ليفي ابقسيس، التي حسب نتائج الانتخابات تساوي بالتأكيد مقعدين.

حزب العمل سيجتاز في موعد ما عملية التفكيك والتركيب. القسم اليميني والصقري سيرتبط بحزب وسط، مثل كديما أو أزرق أبيض. القسم اليساري والحمائمي سيتحد مع ميرتس ويؤسس حزب يسار معلن وواثق بنفسه. ولكن ليس فجأة الان وليس فجأة اليوم. الانتخابات القادمة هي انتخابات مفاجئة، لا وقت للتجدد السياسي، لا للاخلاء – البناء ولا لخطة بناء مدن 38 حزبية.

في الانتخابات التمهيدية الاخيرة وصل عمير بيرتس الى المكان الثاني بعد آفي غباي. كان هناك من حذر بان غباي سيحقق النتيجة الادنى في تاريخ الحزب، ولكن الناس رفضوا الاستماع، ارادوا سيارة جديدة من الوكالة، مع صفر كيلومترات وكادوا يحصلون على صفر مقاعد. بعد الحادثة المؤسفة لغباي، والتي كان يمكن لاي فاحص سير سياسي ان يتوقعها مسبقا – بحاجة الان الى المسارعة لانتخاب بيرتس. هو لن يحدث انقلابا، ولا حتى انقلابا صغيرا، ولكنه الوحيد القادر على أن ينقل من الليكود مقعدين – أو ثلاثة مقاعد. يتميز العمل ضمن امور اخرى بعدم الاحترام لذاته ولرؤسائه. خذوا مثلا ايتسيك شمولي، برلماني نشط عمل كثيرا من اجل السكان الضعفاء، ولكن كل تجربته هي ست سنوات في الكنيست لم يسبق أن ادار في حياته الا في وظيفة مساعد برلماني وناطق. عندما يتنافس على الرئاسة بل ويعد باحداث التغيير لحزبه وللدولة ايضا!، يخيل لي ان هذا طموحا جدا في افضل الاحوال ومفعم بالجموح في اسوأ الاحوال.

أو ستاف شابير، التي هي فلفلة ويمكن بالتأكيد ان نراها بعد عشر سنوات زعيمة حزب. بالنسبة لعمرها المبكر تقول "الشباب الاصغر مني اقاموا الدولة". وعن حجة انعدام التجربة الادارية تغضب، "ماذا يعني اني لم أدر شيئا في حياتي، أدرت لجنة الشفافية". وكانت بالفعل اقامت لجنة الشفافية وايصال المعلومات الحكومية للجمهور ووقفت على رأسها. ولكن هذا لا يزال سجلا هوائيا، بل وعليل، من أن يجعلها تدعي التاج.

إن الخطاب السياسي في الانتخابات القادمة سيتم بنغمة خافتة، بهمس، هذا اذا كان سيكون. ليس عن السلام سيدور الحديث فيها، ليس عن التسوية، وليس عن انهاء أو تقليص الاحتلال. النتيجة الافضل يمكن أن تكون حكومة يمين- وسط. حكومة أزرق أبيض مع الليكود بدون بيبي. اما اليسار فسيضطر لان ينتظر اياما اخرى.

 

أخبار ذات صلة

إضافة تعقيب