تذكرت هذه القصة التي تعلمناها ونحن في المدرسة الابتدائية التي تحمل عنوان المقال من احد المعلمين المخلصين (طيب الله ثراءه) وجرى نقاش واسع حول ما جاء فيها من عبر ودروس.
تقول القصة:
جلس الديك في ظل شجرة ليستريح من الحر، فرآه الثعلب وسار متجها نحوه لاصطياده، وحينما راه الديك طار على اغصان الشجرة وبدأ يقفز من غصن الى غصن نحو الأعلى لينقذ نفسه من الهلاك. وقف الثعلب ورفع راسه مخاطبا الديك: ما بالك هربت مني يا صديقي العزيز؟
الديك: لانك تريد ان تفترسني وانت حيوان ماكر وغشاش ولا اؤمن لك.
ضحك الثعلب وقال له: لا يا عزيزي ، الم تسمع باجتماع كل الحيوانات الذي انعقد قبل أيام؟
الديك: لا.
الثعلب: انزل حتى نجلس واحدثك عن هذا الحدث الهام التاريخي.
رفض الديك النزول خوفا من مكر الثعلب.
الثعلب: نتيجة للعنف والأوضاع المساوية السائدة في الغابة من افتراس وقتل واعتداء ورعب وقلق، قام ممثلون عن فصائل الحيوانات بمبادرة لدعوة كل الحيوانات لاجتماع عاجل لبحث هذه الحالة وكان لهم ذلك، الديك منصت للثعلب واستطرد الأخير قائلا: بعد نقاش ديمقراطي اتفقوا (الحيوانات) على صياغة دستور اجتماعيا وتنظيمي تم الموافقة عليه بدون معارضة وجاء فيه تصفية الخلافات وإلغاء حالة العداء، واحلال السلام العادل والمحافظة على الوحدة وعدم شقها ولكل من الحيوانات حسب قدرته وحسب حاجته، وأضاف الثعلب الأهم الالتزام التام بالدستور وما جاء فيه، والا عوقب كل من يخرقه. بعد هذا الشرح الطويل اقتنع الديك بكلام الثعلب وبدا يقفز من غصن الى غصن، الى الأسفل، وفجأة راى الديك الثعلب ينسل ويهرب.
قال الديك: الى اين يا صديقي ذاهب؟
قال: الا ترى ان هناك اسدا يسير نحونا؟
قال الديك: وماذا عن الاجتماع والدستور الذي حدثتني عنه؟
الثعلب: اخشى ان يكون الأسد غائب عن الاجتماع ولم يعلم بما جرى. وفر هاربا.
من المهم التذكير بأن نحذر ونعي الأساليب والكلام الثعلبي خاصة في هذه الأوقات وفي كل وقت. قال المتنبي: "اذا رايت نيوب الليث بارزة --- فلا تظنن ان الليث يبتسم".
نحن مقبلون على انتخابات وهذا امتحان لنا جميعا، ومن منا لا يحب النجاح في الامتحان، خاصة بعلامة عالية. الأسئلة والاجوبة واضحة لنا فلنضع الدائرة على الجواب الصحيح حتى نثبت للقاصي والداني اننا اهل لكل الامتحانات حتى وان كانت صعبة. فشعبنا اقوى من كل الصعاب وصاحب إرادة قوية وعزيمة لا تلين، وقد اثبت ذلك في الماضي والحاضر وكذلك سيثبت هذا في المستقبل. لنا قائمة واحدة ووحيدة لا بديل ولا تنازل عنها الا وهي القائمة المشتركة بمركباتها رغم النقاشات والخلافات بينها، وهي مطلب جماهير شعبنا فلنحافظ عليها لتكون قوة مؤثرة ولها وزنها في الساحة السياسية في إسرائيل.
والى الاخوة المقاطعين للانتخابات، السؤال: لمصلحة من المقاطعة؟ وهل يجب الخروج عن اجماع جماهير شعبنا؟ المثل يقول " يد الله مع الجماعة".
شعبنا الفلسطيني خاصة في المناطق المحتلة ينظر الينا ، فلا نخيب اماله بل نخيب امال الأحزاب الصهيونية التي اصبحنا بين ليلة وضحاها مواطنين ذات أهمية كبرى وحريصين على حقوقنا.
لا صوت للأحزاب الصهيونية لنتوحد لقائمتنا المشتركة لان الوحدة هي قوة والقوة هي وحدة.
طمرة\ الدامون
إضافة تعقيب