news-details

الديك والثعلب| أحمد ريان‏

تذكرت هذه القصة التي تعلمناها ونحن في المدرسة الابتدائية التي تحمل عنوان ‏المقال من احد المعلمين المخلصين (طيب الله ثراءه) وجرى نقاش واسع حول ما ‏جاء فيها من عبر ودروس.‏

تقول القصة: ‏

جلس الديك في ظل شجرة ليستريح من الحر، فرآه الثعلب وسار متجها نحوه ‏لاصطياده، وحينما راه الديك طار على اغصان الشجرة وبدأ يقفز من غصن ‏الى غصن نحو الأعلى لينقذ نفسه من الهلاك. وقف الثعلب ورفع راسه مخاطبا ‏الديك: ما بالك هربت مني يا صديقي العزيز؟‏

الديك: لانك تريد ان تفترسني وانت حيوان ماكر وغشاش ولا اؤمن لك.‏

‏ ضحك الثعلب وقال له: لا يا عزيزي ، الم تسمع باجتماع كل الحيوانات الذي ‏انعقد قبل أيام؟ ‏

الديك: لا. ‏

الثعلب: انزل حتى نجلس واحدثك عن هذا الحدث الهام التاريخي.‏

‏ رفض الديك النزول خوفا من مكر الثعلب.‏

الثعلب: نتيجة للعنف والأوضاع المساوية السائدة في الغابة من افتراس وقتل ‏واعتداء ورعب وقلق، قام ممثلون عن فصائل الحيوانات بمبادرة لدعوة كل ‏الحيوانات لاجتماع عاجل لبحث هذه الحالة وكان لهم ذلك، الديك منصت للثعلب ‏واستطرد الأخير قائلا: بعد نقاش ديمقراطي اتفقوا (الحيوانات) على صياغة ‏دستور اجتماعيا وتنظيمي تم الموافقة عليه بدون معارضة وجاء فيه تصفية ‏الخلافات وإلغاء حالة العداء، واحلال السلام العادل والمحافظة على الوحدة وعدم ‏شقها ولكل من الحيوانات حسب قدرته وحسب حاجته، وأضاف الثعلب الأهم ‏الالتزام التام بالدستور وما جاء فيه، والا عوقب كل من يخرقه. بعد هذا الشرح ‏الطويل اقتنع الديك بكلام الثعلب وبدا يقفز من غصن الى غصن، الى الأسفل، ‏وفجأة راى الديك الثعلب ينسل ويهرب. ‏

قال الديك: الى اين يا صديقي ذاهب؟

قال: الا ترى ان هناك اسدا يسير نحونا؟

قال الديك: وماذا عن الاجتماع والدستور الذي حدثتني عنه؟

الثعلب: اخشى ان يكون الأسد غائب عن الاجتماع ولم يعلم بما جرى. وفر ‏هاربا.‏

من المهم التذكير بأن نحذر ونعي الأساليب والكلام الثعلبي خاصة في هذه ‏الأوقات وفي كل وقت. قال المتنبي: "اذا رايت نيوب الليث بارزة --- فلا تظنن ‏ان الليث يبتسم".‏

نحن مقبلون على انتخابات وهذا امتحان لنا جميعا، ومن منا لا يحب النجاح في ‏الامتحان، خاصة بعلامة عالية. الأسئلة والاجوبة واضحة لنا فلنضع الدائرة ‏على الجواب الصحيح حتى نثبت للقاصي والداني اننا اهل لكل الامتحانات حتى ‏وان كانت صعبة. فشعبنا اقوى من كل الصعاب وصاحب إرادة قوية  وعزيمة لا ‏تلين، وقد اثبت ذلك في الماضي والحاضر وكذلك سيثبت هذا في المستقبل. لنا ‏قائمة واحدة ووحيدة لا بديل ولا تنازل عنها الا وهي القائمة المشتركة بمركباتها ‏رغم النقاشات والخلافات بينها، وهي مطلب جماهير شعبنا فلنحافظ عليها لتكون ‏قوة مؤثرة ولها وزنها في الساحة السياسية في إسرائيل.‏

والى الاخوة المقاطعين للانتخابات، السؤال: لمصلحة من المقاطعة؟ وهل يجب ‏الخروج عن اجماع جماهير شعبنا؟ المثل يقول " يد الله مع الجماعة".‏

شعبنا الفلسطيني خاصة في المناطق المحتلة ينظر الينا ، فلا نخيب اماله بل ‏نخيب امال الأحزاب الصهيونية  التي اصبحنا بين ليلة وضحاها مواطنين ذات ‏أهمية كبرى وحريصين على حقوقنا.‏

لا صوت للأحزاب الصهيونية لنتوحد لقائمتنا المشتركة لان الوحدة هي قوة ‏والقوة هي وحدة.‏

طمرة\ الدامون

أخبار ذات صلة

إضافة تعقيب