news-details

الذكرى الـ27 لرحيل الغائب الحاضر القائد توفيق زياد | دخيل حامد

صادف أمس الاثنين، في الخامس من تموز، يوم الذكرى السابعة والعشرين لرحيل الرفيق القائد والمناضل، الشاعر توفيق زياد "أبو الأمين". صحيح أن توفيق زياد رحل عنا جسدًا، لكنه ترك لنا إرثًا عظيمًا وذكرى طيبة بقيت راسخة في ذاكرتنا ووجداننا وشراييننا وضمائرنا،
توفيق زياد سنديانة شامخة وزيتونة متشبّثة بأرض فلسطين، وقامة وطنية أممية، شيوعية، سياسية، وطنية وقومية.
نعم لقد ترَكَ توفيق زياد أثرًا كبيرًا في مختلف المحطات والمراحل النضالية لشعبنا الفلسطيني البطل، المتشبّث بأرضه وبمفتاح بيته وعودته إلى وطنه، الذي شُرّد وطُرد منه نتيجة تواطؤ الرجعية العربية مع الصهيونية والاستعمار، والمؤامرة على شعبنا الفلسطيني البطل لم تنتهِ وما زالت مستمرة، وهذه المؤامرة لا يُرد عليها إلا بالعزم والعمل الجاد من أجل حق العودة وحق تقرير المصير، وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية.
وتحاك المؤامرة هذه من خلال معظم الأنظمة العربية وعلى رأسهم وفي مقدمتهم حكام الخليج الخونة المطبعين والمتبعين. لقد كانت الأرض والوطن والشعب والطبقة العاملة والمساواة والعدالة الاجتماعية حاضرين دائمًا في وعي وإدراك رفيقنا توفيق زياد، وليس صدفة أنه كتب لهم أجمل القصائد والأشعار، واعترافًا لتضحيات ومواقف توفيق زياد المشرفة في كل المواقع أطلق عليه لقب شاعر المقاومة وبطل يوم الأرض.

توفيق زياد تصدى للعنصريين في عقر برلمانهم العنصري والذي شرع وما زال يشرع مختلف وشتى القوانين العنصرية التي تستهدفنا وتستهدف وجودنا وبقاءنا في وطننا، وطن أجدادنا وآبائنا، الذي لا وطن لنا سواه. وخير دليل على ذلك ما يجري في القدس وأحيائها
وأماكنها المقدسة بالمسجد الأقصى وكنيسة القيامة.

توفيق زياد لم يهادن ولم يراوغ، ولم يعقد الصفقات المشبوهة مع الحكومة مقابل الحصول على فتات المائدة. هنالك من يقارن بين ما هو حاصل على الساحة السياسية اليوم وبين مواقف الحزب الشيوعي وتوفيق زياد في فترة رئيس الوزراء السابق رابين وهذه المقارنة من أصلها خاطئة ومشبوهة وهي كمن يدس السم بالدسم، وهي كلمة حق يراد بها باطل، أو بالأحرى كلها باطل.
توفيق زياد تميز بالاستقامة والمبدئية والموضوعية والصراحة والنزاهة والشفافية وتصدى للانتهازية والانتهازيين، وما أكثرهم في هذه الأيام، ويستعملون اسم توفيق ظلمًا وبهتانًا، ولكن شتان ما بين الثرى والثريا، توفيق زياد في كل المواقف قال موقفه بشجاعة ودون تأتأة ودون تردد ومسايرة. في كل المحطات والمواقف أثبت توفيق زياد عمق إيمانه بقيم مساواة الطبقة العاملة والأممية، والشيوعية والاشتراكية، وقيم السلام والمساواة والعدالة الاجتماعية.
توفيق زياد قاوم محاولات السلطة المتكررة لتقسيمنا وشرذمتنا كأبناء شعب واحد وقاوم محاولات السلطات الإسرائيلية التعامل معنا كطوائف وملل، كان يكره الطائفية والفئوية والتقوقع، وكان دائمًا يكرر أن التمييز اللاحق بنا هو أولًا وقبل كل شيء على أساس قومي. وفي سنة 1975 وبعدما انتخب رئيسًا لبلدية الناصرة واجه مع رفاق دربه، سياسة السلطات الإسرائيلية من المقاطعة والعنصرية والتمييز، سياسة مصادرة الأراضي وهدم البيوت العربية وواجه سياسة المقاطعة الحكومية الظالمة لبلدية الناصرة.

وبعد أن انتخب أهلنا بالناصرة سنة 1975 جبهة الناصرة لرئاسة البلدية برئاسة رفيقنا طيب الذكر توفيق زياد رفع شعار المساواة ولا أقل من المساواة لمدينة الناصرة، المساواة ولا أقل من المساواة للسلطات المحلية العربية. وفي هذه الأيام تثبت أزمة ضيق مسطحات بلداننا والأزمات المتكررة لسلطاتنا المحلية العربية صحة هذه الشعارات مجددًا، والأوضاع المالية الصعبة وشح الميزانيات لسلطاتنا المحلية العربية يثبت أنه لا بديل عن النضال لتحقيق المساواة.

التزلف والتملق والنفاق للسلطة لا ينفع وطريق النضال هي الطريق الأصح، وهي الطريق المجربة والتي أثبتت صحتها، وحذار ممن يروجون "شو عملتوا"، هؤلاء يريدون بث روح فقدان الثقة بالنفس والثقة بطريق النضال تبريرًا لمواقفهم المخزية والمتواطئة مع السلطة، التي تتعامل معنا بعنصرية واستعلاء لأسباب قومية أولًا وقبل كل شيء، لكنها تتعامل بازدراء أكثر مع أصحاب سياسة "خلينا نجرب"، رفاق توفيق زياد وتوفيق لم ولن يقامروا ويقايضوا بمصير شعبنا الفلسطيني، مقابل فتات المائدة ومقابل خدمات هنا وهناك، هذه هي مدرسة توفيق الحزبية وهذا هو توفيق زياد ومسيرته وسيرته.
توفيق زياد كان يكرر: المساواة ولا أقل من المساواة لسلطاتنا المحلية العربية،
بعد نكبة شعبنا تركنا كالأيتام على موائد اللئام، الحجر الذي نساه البناؤون قد صار رأس الزاوية،
صديقك من صدقك لا من صدقك، ونعم بإمكان اليد أن تلاطم المخرز.
وأخيرًا وليس آخرًا وفي الذكرى الـ 27 لرحيلك، حقًا اننا نشعر بالفراغ الهائل الذي تركته من ناحية، ومن ناحية أخرى نشعر بفخر عظيم لما تركته لنا من إرثٍ عظيم وقيم ومحطات نضالية وإنسانية. وهنا نقول ونكرر ما قلت: أناديكم أشد على أياديكم، ويا شعبي يا عود الند يا أغلى من روحي عندي إنا باقون على العهد على العهد...

أخبار ذات صلة

إضافة تعقيب