news-details

السُبْحةُ | سهيل عطاالله

مفكر اسلامي.. مؤسس حركة الحداثة الاسلامية.. المعلم محمد عبده.. من عائلة أفغانية يعود نسبها الى الحسين بن علي.. كان شيعيا شجاعا.. لا يخشى بطرح أفكاره لومة لائم!!

إن أنس لا أنسَ قصة عنه جاءت في أحد المراجع عن السبحة ومداعبة حباتها في محضر السلطان العثماني عبد الحميد!!

إنه المفكر جمال الدين الأفغاني.. في زيارة للباب العالي حمل الافغاني سبحته في لقاء السلطان فاستشاط هذا غضبا منبها المفكر أن هكذا نهج لا يجوز في حضرته فما كان من الافغاني إلا قوله هذا:

"الذي أعطى السلطان حقا بمداعبة أقدار الملايين من البشر، ألا يعطي الافغاني حق مداعبة سبحته في محضر سيادته؟!!"..

هاج السلطان غضبا وأمر بزج الافغاني في السجن.

هذه هي قصة السبحة في بلاط سلاطين بني عثمان الجائرين!! السبحة بضم السين وتسكين الباء هي قلادة من خرز يحملها حاملها لأغراض دينية وللتسلية بمداعبة خرزاتها في كثير من الأحيان!! يقال ان بدايتها أو بالأحرى بداية استعمالها كان في الألفية الثالثة قبل الميلاد لدى السومريين.

اسم السبحة يأتينا من "التسبيح" والتسبيح هو التمجيد والتهليل.. تمجيد الخالق وتسبيحه من لدن مخلوقاته.

يختلف عدد خرزات السبحة (المسبحة).. في اليهودية (45) خرزة أو حبة.. في البوذية (108) حبات.. في المسيحية (33) على عدد سني السيد المسيح على الأرض.. في الاسلام (99) حبة بعدد أسماء الله الحسنى.

لدى غالبية الشعوب تعتبر السبحة رمزا للتدين وجالبة للحظ وحامية للمؤن وشافية للأمراض!! في رحلتي الى بلدة "لورد" على حدود فرنسا وبرشلونة شاهدت تمثالا لسيدة لورد العذراء مريم حاملة السبحة الوردية وسمعت بتسجيل صلاة من هذه المسبحة وفي عشرات اللغات ومنها لغتنا العربية.. في كل يوم يحمل الناس الاصحاء والمرضى الشموع مرددين الصلاة الوردية قائلين:

"يا عذراء.. إحمي أولادك من الحرب والمرض والحزن وتشفعي فينا".. " يا قديسة مريم صلي لأجلنا.. يا عذرا يا أمنا الحنونة".

لا بد لي في نهاية هذه المقالة من ذكر ما اشاهده في ايامنا هذه من استعمالات غريبة للسبحة في أيدي الصغار والكبار!!

كم أنزعج لرؤية اليافعين يحملون المسابح في كل مكان وتحديدا في المآتم.. تلك مشاهد لا تليق بنا ونحن نشيع موتانا متقبلين مواساة الآخرين من أهل ومعارف!!

من أجمل ما سمعته من صديق لي من بني معروف عندما حدثته عن رغبتي في نشر هذا المقال.. أعلمني صديقي المعروفي سائلا:

"أتعلم ما يرى فيه بنو معروف أمورا غير لائقة في المآتم؟! انها أمور ثلاثة: التسبيح بالمسبحة.. احتساء القهوة والجلوس ركبة فوق ركبة".

أخبار ذات صلة

إضافة تعقيب