news-details

الكثير من الأميركان اليهود أوقفوا تبرعاتهم بسبب سياسات حكومات نتنياهو

تبين من تقرير لصحيفة "هآرتس" الإسرائيلية، في عددها الصادر اليوم الجمعة، أن الكثير من المتبرعين لمؤسسات وجمعيات صهيونية ويهودية، ناشطة في الولايات المتحدة الأميركية وإسرائيل، قد أوقفوا في السنوات الأخيرة تبرعاتهم، بسبب الخلاف مع سياسات حكومات بنيامين نتنياهو اليميني الاستيطانية، وبضمن ذلك تواطؤها مع الحزب الجمهوري الأميركي، ضد الحزب الديمقراطي. وجاء في حيثيات التقارير، أنه إذا ما توقف متبرع عن تقديم تبرعاته فمن الصعب إيجاد بديل له. وهذا أدى الى اغلاق جمعية "المشروع الإسرائيلي" التي أقيمت في 2002، بهدف تسويق إسرائيل إعلاميا.

وقال التقرير، إن مكاتب جمعية "المشروع الإسرائيلي" تم اغلاقها نهائيا يوم الأربعاء الماضي، وتم تسريح كافة الموظفين، بسبب افلاس الجمعية. والخطوة التالية اغلاق مكاتب الجمعية في واشنطن، لذات السبب.

وحسب ما نشر، فإن الجمعية تمكنت من جمع حوالي 10 ملايين دولار سنوياً في عملياتها، مما سمح لها بتشغيل مكاتب في واشنطن والقدس، وتنظيم جولات لإسرائيل بطائرات هليكوبتر خاصة لمئات الصحافيين من جميع أنحاء العالم، وإدارة حسابات بارزة مؤيدة لإسرائيل على الشبكات الاجتماعية.

وقال لصحيفة هآرتس، أحد المانحين الرئيسيين للجمعية، والذي طلب عدم الكشف عن هويته: "كان ينظر إليهم على أنهم" الشيء التالي "في النشاط المؤيد لإسرائيل، وهي منظمة قدمت شكل الدعوة إلى إسرائيل في المستقبل".

في الأسابيع الأخيرة، تحدث العديد من الموظفين السابقين في المنظمة مع هآرتس، وكذلك مع المانحين الذين دعموه على مر السنين. اتفق الجميع على أن صعوبات الجمعية بدأت في عام 2016، تم خلالها قطع نصف تبرعاتها. أحد أسباب انخفاض التبرعات كانت المعركة حول الصفقة النووية مع إيران، الذي وقعت عليه إدارة أوباما قبل عام. خاضوا، إذ أن مكتب "المشروع الإسرائيلي" في واشنطن، خاض معركة عامة شرسة ضد الاتفاقية، وبشكل عام ضد سياسة أوباما في الشرق الأوسط خلال فترة ولاية الرئيس الثانية.

وتقول الصحيفة، إن هذا لم يرق لليهود من أعضاء الحزب الديمقراطي، وهم من أبرز المتبرعين للجمعية. وحسب قول أحدهم للصحيفة، فإن هؤلاء شعروا بعدم الارتياح بأن يتم استخدام أموالهم لمحاربة الرئيس".

ويقول أحد المانحين، إن التغييرات السياسية في إسرائيل، التي جرت مباشرة بعد انتخابات عام 2015، وفي الولايات المتحدة، حيث تولى دونالد ترامب السلطة في أوائل عام 2017، جعلت الأمر أكثر صعوبة: "لقد تحول الديمقراطيون إلى طرق جديدة لأننا هاجمنا الاتفاق، لأن السياسة الأمريكية وضعت إسرائيل في النقاش السياسي الأمريكي." ب، لأننا لم نختار حزباً وأن دعم إسرائيل كان معقدًا لهم هذه الأيام.

وأضاف أن المانحين الجمهوريين البارزين يعتقدون في الوقت نفسه أن المنظمة لم تكن تمثيلية كافية لموقفهم وأصروا على البقاء من الحزبين. تركه واحد على الأقل من المانحين الرئيسيين للمنظمة على أساس أن قادة المنظمة لا يدعمون الرئيس ترامب بما فيه الكفاية.

وقالت الصحيفة، إن الجمعية لاقت صعوبة في إيجاد متبرع بديل أمام كل متبرع توقف عن التبرع.

وأصبحت محنة الجمعية تهديدًا وجوديًا حقيقيًا في عام 2019، عندما توقف تدفق التبرعات بالكامل تقريبًا.

وقالت هآرتس، إن هذا الحال، دبّ القلق في منظمات وجمعيات أخرى موالية لإسرائيل في الولايات المتحدة. وقال أحد المتبرعين لصحيفة هآرتس: "منظمة في عام 2015 جمعت ما يقرب من 9 ملايين دولار، وعام 2019 غير قادرة على دفع رواتب العمال، شيء يجب أن يشعر الجميع بالقلق". "كانت هناك مشاكل داخلية تتعلق بسلوكهم المالي، لكن الصعوبات السياسية التي جعلتهم ذات صلة بنا جميعًا".

 

الأزمة مع يهود أميركا

 

وتحدثت سلسلة من التقارير الإسرائيلية، عن أن التصاق نتنياهو واليمين الاستيطاني بإدارة دونالد ترامب وحزبه الجمهوري، جاء على حساب العلاقة مع الحزب الديمقراطي، الذي تتعالى فيه أصوات لمعاقبة نتنياهو في حال عادوا الى الحكم في انتخابات خريف العام 2016.

ففي شهر آذار الماضي أعلن المرشحون التسعة لمرشح الحزب الديمقراطي في انتخابات الرئاسة الأميركية، التي ستجري بعد 15 شهرا، عن موقف جماعي لمقاطعة مؤتمر "إيباك"، أضخم مجموعة ضغط (لوبي) صهيونية في الولايات المتحدة، كتعبير حاد وواضح عن استياء الحزب الديمقراطي من دعم بنيامين نتنياهو واليمين الاستيطاني الصهيوني للحزب الجمهوري وزعيمه دونالد ترامب، ضد الحزب الديمقراطي.

ومنذ عودة نتنياهو إلى رئاسة الحكومة، قبل عشر سنوات من الآن، دخل في مسار صدامي مع الرئيس المنتخب حديثا في حينه، باراك أوباما، وبالتالي مع الحزب الديمقراطي. وفي انتخابات الرئاسة والكونغرس الأميركي في خريف العام 2012، خاض نتنياهو حملة مكشوفة كليا لدعم أي مرشح من الحزب الجمهوري ضد أوباما، وكان هذا لأول مرّة في تاريخ العلاقة الأميركية الإسرائيلية.

وفي مطلع شهر آذار 2015، القى نتنياهو خطابا أمام الكونغرس الأميركي، دون تنسيق مع البيت الأبيض، بل بدعوة من غالبية الحزب الجمهوري في حينه. ودعا نتنياهو أعضاء الكونغرس لاحباط الاتفاق النووي، بين الدول الكبرى وإيران، رغم موقف إدارة البيت الأبيض المؤيدة للاتفاق.

ويشار إلى أنه حسب استطلاعات الرأي على مدى السنين، فإن ما بين 67% إلى 72% من أصوات الأميركان اليهود تصب للحزب الديمقراطي. كما أن 60% من التبرعات التي تصل لهذا الحزب، مصدرها اثرياء يهود. وفي المقابل فإن ما يحصل عليه الحزب الجمهوري من أصوات اليهود، يتراوح ما بين 25% وحتى 28% كأقصى نسبة. ويشكل اليهود نسبة 1,8% من اجمالي ذوي حق التصويت الأميركان. ولكن النسبة ترتفع الى 2% في يوم الانتخابات، نظرا لكون نسبة التصويت بين اليهود تعد من الأعلى في الولايات المتحدة الأميركية.

ورغم قلة نسبة اليهود التي تصوت للحزب الجمهوري، إلا أن كبار الأثرياء اليهود، ذوي التوجهات اليمينية الاستيطانية يدعمون الحزب الجمهوري، ويفرضون تأثيرهم على سياسة الحزب ورئيسه، كما هو حاصل حاليا، إذ أن ترامب محاط بعدد من شخصيات اليمين الصهيوني الاستيطاني، وفي مقدمتهم زوج ابنته جارد كوشنير، والمبعوث للشرق الاوسط جيسون غرينبلات، والسفير في تل ابيب ديفيد فريدمان.

القلق الأكير بالنسبة لإسرائيل، ومن فوقها الحركة الصهيونية، هو ما تتحدث عنه سلسلة من الابحاث والتحقيقات، بأن أكثر من 50% من الأجيال الشابة الأميركية اليهودية، تبتعد أكثر فأكثر عن المؤسسات اليهودية والصهيونية، وبالتالي فإنها تبتعد عن العلاقة مع إسرائيل. وحسب التقديرات الصهيونية، فإن في الولايات المتحدة حوالي 5,4 مليون نسمة من أبناء الديانة اليهودية، وهذا ثاني أكبر تجمع لليهود في العالم بعد إسرائيل.

ويبلغ عدد يهود العالم، الذين تعترف المؤسسة الدينية بيهوديتهم، حوالي 14 مليون يهودي. 84% منهم يعيشون في إسرائيل والولايات المتحدة الأميركية.

 

 

أخبار ذات صلة

إضافة تعقيب