news-details

اللقاحات والتطعيمات، بين المشكك والمتريث!

باستطاعتنا أن نقر بأن صناعة اللقاحات في السرعة العاجلة للتخلص من جائحة الكورونا، كي نعود إلى حياتنا الطبيعية، هي انتصار للعقل والعلم على الجهل والخوف والشك، لكن كثيرون ما زالوا مشككين بشأن تلقي اللقاح. إن اللقاحات الموضوعة والمصنوعة كثيرة ومتعددة، ولكن في بلاد المن والسلوى والعسل -إسرائيل- نوّعوا وشكلوا لنا اللقاحات، وبدأت التطعيمات بشكل مكثف في المدن الكبرى، وما زلنا نحن في انتظار أن تصلنا نعمة التطعيم.

وبصراحة كبيرة، ولنقولها على بساط أحمدي، كثيرون متلهفون للتطعيم والتخلص من هذا الكابوس، الذي غير حياة الناس وقلبها رأسا على عقب، ويريدون العودة إلى حياتهم الطبيعية والعادية. وأستطيع ان أقول ومنذ اكتشاف اللقاح المضاد لمرض الجدري عام 1802، للطبيب البريطاني ادوارد جينر، بقيت آراء الناس منقسمة حول اللقاحات بين متردد ورافض ومشكك. وفي حالة الفيروس الشرس والمستجد -كورونا (كوفيد 19)- وطوفان المعلومات الذي أغرق المواقع الإلكترونية والصحف، والأبحاث بشأن المرض الذي شل العالم واقتصاده، الأمر الذي حذا بالكثيرين أن ينقسموا بعد اكتشاف اللقاحات العلاجية له، وبالسرعة الكبيرة، بين مؤيد ومشكك بنجاعة وفعالية هذه اللقاحات. وبسبب خوف الناس من استمرار انتشار هذا الفيروس القاتل، وازياد عدد المصابين والموتى بسببه، قد غدوا كمن ينتظر النور في نهاية النفق، باكتشاف ووضع التطعيمات، والشغف والرغبة في العودة إلى الحياة الطبيعية بأسرع وقت ممكن، فهنالك خسائر اقتصادية كبيرة بسبب الإغلاقات على قطاعات اقتصادية كثيرة، من مرافق سياحية، وفنادق، وشركات إنتاجية صغيرة ومتوسطة تكاد تقفل أبوابها نهائيا، ما أدى إلى الترويج الكبير للقاحات، والإسراع في التطعيم، على أمل أن يكون اللقاح ناجعا ويحمي المتطعم من مضاعفاته الصحية، بعد أن ترك الفيروس آثارا نفسية واجتماعية صعبة وسلبية على جميع شرائح المجتمع البشري وطبقاته. هناك الكثيرون ممن يشككون في جدوى اللقاحات ويتخوفون من أن يسبب اللقاح مضاعفات وأعراض جانبية، لأنه سيعطى أيضا لأناس اصحاء لتحصينهم وليس فقط للمصابين بالفيروس. إلى جانب عدم ثقة المشككين بالمؤسسات، وعلى رأسها منظمة الصحة العالمية، التي امتاز أداؤها خلال التعاطي مع الجائحة وانتشارها، والتضارب بالآراء فيما يخص فعالية بعض الأدوية، وعدم الثقة بشركات الأدوية بسبب تغليبها المصلحة التجارية، وجني الأرباح الطائلة على حساب صحة الناس. وتدخل السياسة بالشأن الطبي، وتسابق الحكومات والدول وضغط البعض من أجل تسريع الوصول إلى اللقاح، إلى جانب المتشددين في التشكيك والذين يبنون فرضيتهم على " نظرية المؤامرة"، وبأن جهات مجهولة نشرت واخترعت المرض كي تبيع العلاجات، أو الترويج في المدة الأخيرة (كما نشر وعمم) لما يسمى نظام التحكم العالمي الذي يعتمد على شريحة التتبع الالكتروني، ونظام الجيل الخامس لخلق نظام جديد قائم يعتمد على الذكاء الاجتماعي والعملة الرقمية. أما المتريثون فينتظرون البيانات والنتائج النهائية للتجارب لتقييمها، وهذا سيستغرق مدة السنتين كما عمم، للتأكد من الآثار الجانبية للقاح على المدى البعيد، ولاعتمادها أيضا على تقنيات حديثة غير مجربة من قبل؛ فاللقاحات التي تترد أسماؤها الآن في السوق هي “فايزر" و "بيونتك" و "موديرنا" و "أسترازينكا" و "سبوتنيك"، يا ترى، بأي منها سيتم تطعيمنا؟ لننتظر الأسابيع المقبلة بما تحمله لنا من مفاجآت وحملات دعائية مكثفة، من أجل إقناع الجمهور بتلقي اللقاح والتطعيم، فالقرار الأول والأخير يعود لنا نحن شخصيا. أنا واثق كل الثقة أن اعتباراتنا سترتكز على ما عانيناه في السنة الأخيرة، في التعايش غير الطبيعي والمرير مع هذا الفيروس الوافد، وتجربتنا الشخصية في مواجهته وهزيمته وجها لوجه.

الغضب الأحمر

أخذ النضال في إرجاع المعمورة يتخذ ألوانا مسماة، أو الوانا مفروضة ومحبوكة، كثورات الربيع العربي "الخضراء"، والثورات "البرتقالية" في جورجيا" وأوكراينا، والثورات "الصفراء" (السترات الصفر) في فرنسا، لكن في إسرائيل، قد اختاروا اللون الأسود (الاعلام السوداء) حدادا على موت الديمقراطية والحريات في واحة الديمقراطية المزعومة. ومع انتصار هذه الأعلام السوداء في إسقاط حكومة نتنياهو المتهم بالفساد، وسوء استعمال السلطة كما يدعون، نسوا أننا جزء مهم من إسقاط هذه الحكومة، رغم تردد وغياب المهادنون، وكما قال رئيس المشتركة النائب ايمن عودة: "أشعر بالاعتزاز أن القائمة المشتركة كانت هي التي أفشلت إقرار الميزانية بأصواتها الحاسمة (الفرق كان صوتيْن فقط)، ولكن يعزّ عليّ نقص أربعة أصوات. لا مبرر أبدًا لمقايضة حكومة الجرائم والتحريض وسنّ القوانين العنصرية، وشعبنا لا يمكن أن يقبل هذا التهادن! أعتز بمن صوّت، نحو الانتخابات الرابعة. وليذكر نتنياهو أن شعبنا الذين حرّض عليه كثيرًا هو الذي دعم القائمة المشتركة، فجعلت حياة نتنياهو نكدًا بنكد طيلة سنتين لم يستطع بها تشكيل حكومة ثابتة، فقط بسببنا، بسبب تصويت شعبنا. نحن أهل الوطن ونضالنا سباق المسافات الطويلة، نواصل بكرامة ومسؤولية".

أما نحن فثورتنا وعلمنا باق أحمر قانٍ لامع.

النحت اللغوي

لقد مرت مناسبة الاحتفال بيوم اللغة العربية علينا مر الكرام دون أن ندلي بدلونا. إن اللغات كلها ترتبط بالشعب الذي يتكلمها أو يستعملها، فاللغة تحيا بحياة شعبها، ولا يمكن تطور أي لغة بدون تطور وتقدم شعبها، ولا تزدهر إلا بازدهار وتقدم قدرات شعبها، وإذا أردنا أن تعود اللغة العربية إلى المكانة التي تستحقها، فلا بد من الاهتمام بتحسين الوعي اللغوي في الجامعات وفي مجامع اللغة المهتمة بها، ووضع برامج تعليمية جديدة تشمل جميع نواحيها، والاهتمام بقضية تكوين المصطلحات العلمية في مجال الاكتشافات والاختراعات الحديثة، لنعطي المهتمين بها قدرة كافية من أجل الارتقاء إلى درجة الإبداع في جميع المجالات. وما يجدر ذكره، أن النحت اللغوي أو الاشتقاق نشأ في اللغة العربية استجابة لضرورة تداولية خطابية فرضتها مؤثرات اجتماعية وفكرية، كما كانت هذه النشأة استجابة لدوافع لغوية فرضتها العناية اللغوية بكل ما هو حيوي في الحياة الاجتماعية. كذلك، اقتضى التطور الحضاري السريع استغلال مفاهيم كثيرة، مثل: الاقتصار والاختصار، والإيجاز في الكلام والسرعة في تحقيق التواصل. لا أود خوض السرد التاريخي لمنشأ النحت اللغوي وجهابذته ورواده، وأنواعه وأساليبه، لكن لا بد أن يعمل المجمع اللغوي العربي في البلاد على نشر الوعي اللغوي الكافي لهذا اللون المهم من الصناعة اللغوية، التي تحول بعض الكلمات أو الجمل إلى كلمة واحدة مختصرة ذات موسيقى خاصة في تناولها. هناك أمثلة كثيرة لذلك، منها:

الحيزمن: منحوت من الحيّز والزمان.

بسملَ: أي قال بسم الله الرحمن الرحيم، ومأخوذ من بسم الله الرحمن الرحيم. حوقل: أي قال لا حول ولا قوة إلا بالله، ومأخوذ من هذه العبارة.

سمعلَ: أي قال السلام عليكم.

الشَنكبُوتِية: من الشبكة العنكبوتية، وهي تعريب كلمة "إنترنت".

الرأسمال: منحوت من الرأس والمال.

البَرِيدَال: من البريد الإلكتروني وهي تعريب كلمة "إيميل".

البترودلار: منحوت من البترول والدولار.

البرمائيّات: كل حيوان يعيش في البر والماء.

القروسطى: منحوت من القرون والوسطى.

كهرضوئي: من كهرباء وضوء.

وغيرها العديد من الكلمات المشتقة المنحوتة...

قالت لي العرافة

ثق بي

واستل سيفك

الاك ينقذ الشعب المعذب من آلام الانتظارات

وزمن الانهيارات ودكاكين السياسات

ألم تسأم القهر والعهر

والأصنام والأحلام الضائعة البائسة

والآهات..

ذات مرة قالت لي فتاة

لو أعطيت قلبي لما أعطيته لغير محارب!

أيها المحارب

حق لك وعليك ألا تكون من الأموات

بل من المختارين للمهام الكبرى

والتحديات..

ثق بي

انطلق رغم ما ترجوه منك الأمنيات

حرا طليقا ممتلئا بإرادتك الصلبة، لا تخف

فما هو آت آت...

أخبار ذات صلة

إضافة تعقيب