news-details

المستقبل القاتم لليسار

*يحيموفيتش تنضم الى كثيرين وطيبين ممن اعتزلوا السياسية لان اليسار لم يعد له زبائن*

اليسار الاسرائيلي في حالة انهيار: لا مصوتين، لا مقاعد ولا مستقبل لشخصيات عامة نوعية.

قد يكون هذا نتنياهو هو الذي يلقي بظلاله على كل الاخرين، وقد يكون هذا هو الجمهور الاسرائيلي الذي خرج جريحا من اوسلو، من الانتفاضة الثانية ومن ذك الارتباط ولم يعد مستعدا لان يشتري بضاعة اسرائيلية، وقد يكون هذا ببساطة اليسار نفسه الذي لا يجري اعادة انطلاق فكرية. السطر الاخير هو انه حاليا على الاقل، ليس لليسار في اسرائيل مدى. فهو يحاول بقوة ان يقشط مقاعد من داخل الكتلة، وفي اليوم الجميل سينجح حزب العمل في أن يسرق مقعد واحد آخر او اثنين من ميرتس.

واذا لم يكن لليسار ايديولوجيا تنجح في أن تسحب وراءها الجمهور الاسرائيلي، فليس له مقاعد ايضا، مما يخلق أملا قليلا جدا حتى لمبعوثيه الجماهيريين. في الاغلبية الساحقة من السنوات منذ التحول في 1977 تولت هنا حكومات اليمين. وشخص شاب يدخل الى السياسة ملزم بان يرى لنفسه مستقبلاK حتى لو كنت اليوم انا نائبا في الصفوف الخلفية للجنة سلامة الطفل، فلعلني اكون بعد أربع سنوات رئيس اللجنة. وبعد ولايتين يمكن لي أن احلم بان اكون نائب وزير السياحة.

انتبهوا لما يحصل للسياسيين في اليمين: موشيه كحلون وجدعون ساعر يخرجان لبضع سنوات، ولكن لا نكف عن الحديث عنهما. وما أن يعودا، فان الاول يحصل على حقيبة المالية والثاني على المكان الرابع في الانتخابات التمهيدية. كل هذا موضوع يتعلق بالمعسكر السياسي الذي تنتمي اليه وواضح لنا ان ليس لليسار في اسرائيل أمل حقا.

خذوا شخصا مثل ارال مرغليت، المستثمر الذي جمع مئات الملايين من الاستثمارات في مجالات تنمي الاقتصاد، متبرع، مستثمر في دفيئات التكنولوجيا العالية في بلدات المحيط، ما الذي يحتاج المرء اكثر من ذلك؟ ولكنه يأتي الى حزب المدى الاقصى له هو ان يحصل على منصب رئيس لجنة رقابة الدولة.

وبالتالي فإن مرغليت اياه سيبقى لولايتين تسحقان قواه، وسرعان ما يفلت الى خارج الحياة العاصفة والمشوقة التي تنتظره في الخارج. كل هذا ذو صلة ايضا بزعماء اليسار في السنوات الاخيرة: يتسحاق هيرتسوغ وتسيبي ليفني وحتى النائب الصغير نسبيا مثل ميكي روزنطال، كل هؤلاء فهموا بان لا مستقبل، ووجدوا لانفسهم اهتماما أهم في الخارج. وحتى ايهود باراك الذي يعود الان بعد تجميد طويل، خرج لانه لا يوجد طريق آخر. كم يمكن للمرء أن يكون دولابا خامسا في حكومات نتنياهو؟

ان اعتزال يحيموفيتش هو مسمار آخر في نعش اليسار الاسرائيلي. لقد قضت يحيموفيتش في المعارضة كل سنواتها الـ 13 في السياسة تقريبا رغم انها امرأة غنية القدرات، حادة، تقدم نموذجا شخصيا نادرا وصاحبة اجندة مرتبة أكثر من معظم السياسيين الاخرين الذين مروا هنا في العقود الاخيرة. قد تكون مشكلتها ومشكلة اليسار كله هي انه يوجد زبائن اقل بأقل يشترون هذه الاجندة.

أخبار ذات صلة

إضافة تعقيب