ناضل رؤساء السلطات المحلية وحققوا جزءًا أساسيًا من حقّهم بالميزانية. مورس هذا النضال منذ عشرات السنين ولكن في هذه السنة حمل دلالات سياسية هامة جدًا إثر السجال الحادّ بين نهجين، نهج النضال ونهج المقايضة.
المقايضة تعني أن تحصل على ميزانية مقابل أن تصوّت مع ميزانية الدولة المكرّسة بجلّها للاحتلال والمستوطنات والسلاح وضرب الفئات الاقتصادية المهمّشة التي لشعبنا مساحة كبيرة ضمنها.
المقايضة تعني أن تحصل على الميزانية مقابل أن تصوّت ضد لمّ شمل العائلات الفلسطينية ومع حفظ تراث بن جوريون... وأن تنتظر الحكومة التي توافق على ضمّك وفق شروطها.
بينما في نضال الشهر الأخير قايض رؤساء السلطات المحلية حقوقهم بالنضال. بخيمة احتجاج، بمظاهرات، بشقّ عصا الشرطة واختراق حواجزها بجُرح هدى عوض التي جاءت من قرية المزرعة لتناضل من أجل حقّ مجلسها المحلّي بالميزانية.
قد تحصل على ميزانيات مثل الخطة الاقتصادية ٩٢٢ التي وسّعت البون بين مرحلة اللجان المعينة وبين السلطات المحلية المنتخبة، التي قفزت بالتعليم غير المنهجي ونسبة النساء العربيات العاملات، ولكنّ الجوهر والفصل أن تحصيلنا لهذه الخطة لم يكن على حساب الموقف! بل كانت القائمة المشتركة رأس الحربة بمواجهة نتنياهو وحصلت على حقّها هذا تتويجًا لسنوات وعشرات السنوات من النضال.
المقايضة عملية غير أخلاقية، لأنك مقابل جزء من حقّك تشارك بقمع شعبك مثل ايصال الميزانيات لتعميق المستوطنات وشراء أحدث أسلحة الفتك. ونتيجة المقايضة فشلٌ بالضرورة. لأنها تُخضع مصيرك لمن يملك ادوات القوة، وترسّخ مكانتك تحت سقف الهيمنة، بينما التغيير الجذري لا يتمّ إلى عبر كسرها كي تحصل على حقوقك الكاملة كما يليق بأهل الوطن، كما يليق بمن يحترم شعبه ومكانته، بمن يريد أن يؤسّس حقًا لقيمة المساواة.
تحية لرؤساء السلطات المحلية الذين ناضلوا تحت شمس آب كي يتراكض أبناؤنا سعداء إلى مدارسهم بالفاتح من أيلول.
إضافة تعقيب