news-details

امتحانات النماء (ميتساف)

لماذا المعارضة كما هي اليوم؟ وكيف يجب ان تكون؟

تم هذا الاسبوع اجراء امتحانات النماء (ميتساف) للصفوف الخامسة والثامنة في جميع المدارس في الوسط اليهودي وسيكون يوم الاربعاء القادم في الوسط العربي، وقد اثار هذا الموضوع عاصفة من الرفض والاحتجاجات والمطالبة بعدم اجرائه من قبل نقابة المعلمين ومنظمة اولياء الامور القطرية. والسؤال الذي يطرح نفسه هو لماذا هذه المعارضة؟ وكيف يجب ان يكون الامتحان؟ يضاف الى ذلك الموقف العالمي اليوم عن الامتحانات وان الطالب يجب ان يتعلم من اجل التعلم وليس من اجل الامتحان، وان الاتجاه في العالم اليوم يتخذ موقفا ضد الامتحانات من هذا النوع بشكل عام.

إن الهدف الاساسي عند وزارة المعارف من اجراء هذا الامتحان هو الوقوف على اوضاع التعليم الحقيقية كما يترجمها المنهاج القائم وعلى الوضع الحقيقي لمستويات الطلاب كما يقتضيه المنهاج التعليمي، ولكي تكون نتائج الامتحان رجعا للصدى واقتراح آليات جديدة لتحسين التعليم. لكن الطريقة والسياسة المتبعة في اجراء هذه الامتحانات تجعل النتائج غير صادقة وغير أمينة ذلك ان وزارة المعارف تقوم كل سنة بابلاغ المدارس مقدما قبل اشهر بموعد الامتحان، وهذا الامر يؤدي الى تجميد العمليات التعليمية والانشطة التربوية الاخرى الواجب القيام بها، وتتجند ويتجند المعلمون للعمل من اجل انجاح الطلاب في هذا الامتحان والحصول على نسبة عالية من النجاح وبالتالي اعطاء صورة وردية مشرقة عن المدرسة.

ان ما يحدث ان المدارس وقبل اشهر طويلة من موعد الامتحان تبدأ بالاستعداد له، فتتجمد حينها عملية التعليم العادية وتتحول المدرسة الى "ثكنة عسكرية" من اجل ضمان نسبة عالية من النجاح، هذا بالاضافة الى السماح للمعلمين بمساعدة الطلاب اثناء اداء الامتحان، والايعاز للطلاب الضعفاء ان لا يحضروا للمدرسة في يوم الامتحان لان مشاركتهم فيه تعني الحصول على نسبة نجاح اقل في الامتحان. وفي المدارس العربية وبالرغم مما ذكر اعلاه فان نسبة النجاح فيها تبقى سنة تلو سنة اقل بكثير وتبقى متدنية مقارنة بنسبة النجاح في الوسط اليهودي.

المعارضة للامتحان في الوضع الحالي بقيت شديدة، ومتمثلة في الطريقة التي تنتهجها الوزارة والسياسة التي ما زالت تتبعها في اجراء هذا الامتحان. ان ما تطالب به منظمة اولياء الامور القطرية ونقابة المعلمين هو تغيير السياسة والنهج القائم والطريقة المتبعة في اجرائه، وتطالب الوزارة بانتهاج طريقة اخرى أمينة وصادقة اكثر، بحيث تتبع عنصر المفاجأة بالنسبة لموعد الامتحان وتغيير نظام المراقبة على الطلاب واستبدال معلمي المدرسة بمراقبين من الخارج، وكل هذا يمنع تحويل المدرسة الى "ثكنة عسكرية" ويمنع تجميد عملية التعليم اليومية ويبقى المسار التعليمي اليومي كما هو. كل هذه المطالب من قبل نقابة المعلمين ومنظمة اولياء امور الطلاب تجعل التعليم يسير عاديا في المدرسة وتمنع التلاعب في مجرى الامتحان والغش فيه وتمنع المدارس من الايعاز للطلاب الضعفاء في الغياب في هذا اليوم. على الوزارة ان تراقب عملية حضور الطلاب في هذا اليوم وتحاسب المدرسة التي تفعل ذلك وتمنع ما يحصل من حيث تشويش النظام التعليمي العادي بسبب هذا الامتحان المرتقب وبعد اشهر.

ويبقى السؤال اخيرا: الى اي مدى يفيد هذا الامتحان اذا لم تعمل المدرسة والوزارة على دراسة نتائج الامتحان بشكل عام وفي كل مدرسة بشكل خاص، والاستفادة منها في تحسين التعليم وفي وضع الاصبع على الجرح وتبيان مواطن الضعف عند الطلاب ومعرفة كيفية معالجتها كما يجب. وهذا الامر الاخير يتطلب اقامة دورات للمعلمين في تشخيص الضعف وتعلم كيفية معالجته؟

أخبار ذات صلة

إضافة تعقيب