news-details

انتخابات الكنيست 2019 كرامتنا بالرد

كتب: كايد سلامة

في خطوة مباركة ومن بين القرارات النادرة الصحيحة التي اتخذتها الحكومة الإسرائيلية العنصرية الحالية، هي حل نفسها، عملت منذ قيامها سنه 2015 "بنشاط" قدمت لنا كل الأسباب والبراهين على استحالة دعم الأحزاب المركبة لها مجددا (الليكود، كلنا، شاس، البيت اليهودي وإسرائيل بيتنا الذي خرج مؤخرا) من قبل العرب عامة والدروز خاصة.

في الحقيقة لا يوجد سبب يقبله العقل السليم ونستطيع ان نتفهمه بالمنطق ان هناك عربا يدعمون تلك الأحزاب، وكيف إذا كان عربيا مرشح من قبلها! من يملك قليلا من الحكمة والكرامة عليه ان يقاطع هذه الأحزاب وكل من يروج لها، لأنها جاهرت بسياسة التمييز ضد اهله ومجتمعه، سياستها معادية للاقلية العربية بصورة واضحة، كي تبرهن عنصريتها عليها ان تقدم هذه الأقلية بكل طوائفها على مذبح اليمين، لتشبع رغبات اتباعها من الوحوش المفترسة، هذه السياسة هي الضمانة لاستمراريتها في الحكم.

من البديهي وحقنا ان تكون لنا ردة فعل على تلك السياسة، اقله معارضة الأحزاب التي نالت من حريتنا وحقوقنا الإنسانية خلال هذه الدورة بالتحديد، أيضا مقاطعه كل من يساندها منا، وأي سلوك غير هذا يدل على ضعفنا، كيف يمكن بعد كل هذا وبأي وجه نستقبلهم بقرانا!  كيف يمكن شرح وتبرير هذا الموقف لأولادنا.....قرانا التي   همشوها، نهبوا قسما كبيرا من أبنائها من خلال القانون،بحجة البناء غير المرخص! لكن للأسف سيجدون كثيرين من بيننا يتكالبون على استقبالهم والتصويت لهم، طمعًا ببقايا اللحم على العظم.

هذه الأحزاب رغم كل ما تقوم به ضد الأقلية العربية لكنها تخصص مقعدا لشخص عربي في قائمتها في مكان شبه مضمون، ليس من باب المحبة او محاولة التقرب من هذه الأقلية او حتى طمعا بأصواتها، دهاؤها ابعد من ذلك، هذه الأحزاب العنصرية تحت مجهر جمعيات دولية تحارب العنصرية بشتى اشكالها، بدهاء تبحث عن أسماء عربية "لتزين" قائمتها بهم فهم أفضل دفاع لها.

سبعون سنة من الولاء المطلق للدولة، مئات القتلى وآلاف الجرحى من جراء الخدمة الإجبارية دفاعًا عن امن الدولة وما زلنا مواطنين درجة ثانية، كل ما يتفوه به حكام الدولة مجرد مجاملات فارغة فهم أروع من راوغ ونحن اغبى من صدق، هذا الدفاع حتى ولو كان ضمن قانون الزامي يلزم المعارض والمؤيد يُعرف بمصطلح "مرتزقة"، حين ترفع الدولة بوجهك البطاقة الحمراء وتقول لك لا يحق لك ان تحمل اسمي، ماذا يعني هذا! ونحاول جاهدين (بقلة كرامة) نتوسل ان يفتحوا لنا طريقا حتى من النافذة، رفضوا دون خجل، رغم هذا قسم منا مصر على الدخول! يتظاهر على مفترقات الطرق مع علم الدولة التي نالت من كرامته ليشحذ عطف العابرين.

لم يكتفوا بهذا القدر من التمييز والاجحاف ضد الفئة الوحيدة التي ساندتهم على هذه البسيطة، وبوقاحة لم يشهد لها العالم المتحضر مثيلا لها كافأت هذه الفئة المنكوبة بسن قوانين عنصرية للتضييق عليها وخنقها أكثر وأكثر (كامينتس وقانون القومية)، والامر الذي يعجز العقل عن تفسيره، فقد ايد قسم من النواب الدروز هذه القوانين التي سنت ضد اهلهم! وقسم منهم تغيب عن مكر وقت التصويت، ومنهم كان مؤيدا منذ البداية لكنه تراجع ليس تأنيبا للضمير، بل نزولا عند مصلحة حزبه فتارة يكون مع الائتلاف يكون مؤيدا وتارة خارج الائتلاف يكون معارضا، مصلحة أبناء جلدته غير واردة اطلاقا.

الانتخابات فرصة حقيقة للتغيير، كل ما رأيناه من هذه الحكومة فقط الوجه القبيح منها ومن الذين يدعون تمثيلنا، دخول معركة انتخابية جديدة ودعم ذات الوجوه والاحزاب لن تكون  النتيجة افضل عما كانت عليه، ذقنا الامرّين منها، مضايقتنا بشكل متعمد كأقلية وتصنيفنا كمواطنين صعاليك، يحق لأي "سيد" التعامل  معنا بعبودية ، وأيضا عانينا من غلاء المعيشة الذي يعاني منه الجميع، وكون دخلنا الأضعف فكانت المصيبة علينا أكبر ووقعها أشد، اما العملية السلمية فهي مجمده منذ سنين، فهي غير معنية بها وتعمل على تغيير الوضع على أرض الواقع، بزرع بؤر استيطانية يسكنها زعران اليمين وتوسيع المستوطنات ومحاصرة المدن الفلسطينية، حيث يصعب حل الازمة مستقبلا، وما يصرح به زعماء الدولة الأكثر عنصريين ، نتنياهو وليبرمان وبينت ، ان لا شريك حقيقي عند الفلسطينيين يمكن ان نعمل معه سلاما!!! يعني ان الحكومة فشلت في مهامها وفشلت ان تتعالى وتصبح حكومة دولة لجميع السكان تعالج قضاياهم بمساواة وفق القانون، انما فضلت ان تكون مافيا منتخبة في هيئة حكومة.

أخبار ذات صلة

إضافة تعقيب